أثناء فترة الاحتلال البريطاني لمصر كان مألوفا أن يشارك المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر في موالد الأولياء والصالحين ويتطوح مع المتطوحين فيما يسمى حلقات (الذكر) وهي حركات ايقاعية شبيهة برقص السايكولوجي مصحوبة بالفاظ ذكر المولى عز وجل ، يحسبها المشاركون (عملا تعبديا) لله تعالى وحبا لرسوله عليه الصلاة والسلام وآل بيته الكرام ، وحقيقة الامر ان هذه الموالد التي تحييها بعض الطرق الصوفية اقرب لكرنفالات شعبية منها الى أي معنى ديني حقيقي وهي نوع من (التدين الشعبي) كما يسميه علماء الاجتماع تختلط فيه حلقات الذكر مع مسارح الراقصات أو (الغوازي) والعاب الحظ والقمار والتنويم المغناطيسي وحلقات البيع والشراء .
سلوك اللورد كرومر كان انحيازا لـ (دين) مستلب من معناه الحقيقي كطاقة روحية هائلة تنحاز لقيم العدل والمساواة والحرية وتفرض عبادات تستهدف تهذيب النفس البشرية وحثها على سلوك يومي يتطابق مع ما تؤمن به -، واعتبر كرومر في هذه الجماعات نموذجا لـ (اسلام) لا يناوئ الاحتلال ويتعايش معه في مواجهة تيارات إسلامية اخرى كانت تقاومه بالسلاح مع تنظيمات وطنية متعددة .. وعلى درب اللورد سار ريتشار داوني سفير الولايات المتحدة السابق في القاهرة الذي كان حريصا على المشاركة في هذه المناسبات خاصة مولد السيد البدوي بمدينة طنطا حيث كان يجالس (الأحباب) والمريدين على الحصير ويتناول معهم الخبز و(الدقة) ومشروب القرفة و..ثم يشارك في الذكر ! وقد اعرب داوني عن أمله في قضاء باقي عمره في رحاب صاحب المولد !.
داوني عاد الآن الى الموالد المصرية مشاركا في تفصيل اسلام بقياسات اميركية وسوف يعتبر مشايخ الخرافات عودته نصرا من الله لشيخ الطريقة الحامدية الداونية وربما ينصبونه خليفة ويلبسوه عمامة ورداء اخضر يتمخطر فيهما وهو يركب حصانا ابيض ملوحا بيديه للأتباع والمريدين والأجباب وهم يصرخون بشكل هستيري مدد.. مدد .. وهكذا يشهر البيت الابيض افلاسه في ايجاد صيغة صحيحة للتعامل مع العالم الاسلامي ولا يجد ساكنه سبيلا افضل من موالد رقص السايكو لوجي التي ينضم اليها - في الغالب - حشاشون ومساطيل يهتفون له .. مدد ياسيدي بركة (باراك) حسين أوباما .. ماداااد !
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية