أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المرأة تتقدم في المعركة الإعلامية في سوريا

تمكنت المرأة السورية من حجز مكان لها في الخريطة الإعلامية على نحو غير مسبوق، إلا أنه ما زال أمامها الكثير لتفعله من أجل إثبات وجودها، كما يؤكد تقرير لمعهد الحرب والسلام نشر بالانكليزية مطلع الشهر الجاري.

واختيرت امرأة في ديسمبر/كانون الأول الماضي لمنصب رئيس تحرير واحدة من أهم الصحف الحكومية السورية وهي صحيفة تشرين للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

ويؤكد معهد الحرب والسلام أن "تعيين سميرة مسالمة في هذا المنصب الحساس أثار الدهشة في المجتمع السوري الذي يحتل فيه الرجال معظم المناصب القيادية الحساسة، إلا أن البعض رحب به بوصفه علامة على تعاظم أهمة المرأة في المؤسسات الإعلامية السورية".

ومن أبرز الإعلاميات السوريات انتصار يونس التي تقدم برنامجاً عن الشؤون السياسية في التلفزيون السوري بعنوان "رقعة الشطرنج" والذي توجه فيه الأسئلة لأهم المحللين والسياسين الذكور عن سوريا والمنطقة.

وينقل المعهد عن ديانا جبور وهي شخصية نسائية بارزة تعمل مخرجة في التلفزيون السوري الرسمي قولها "حال المرأة في الإعلام اليوم مثلها مثل حالها في أي مؤسسة أخرى؛ فعليها أن تكد من أجل الحصول على وظيفة فيها".

وتضيف "ومن أجل أن تبدع المرأة عليها أن تخضع يومياً لاختبارات شاقة".

وتوضح "وعندما ترتكب الصحافية خطأ فإن من المعتاد أن يعتبر هذا الخطأ نتج عن مجرد كونها أمرأة".

وتقول ريم حداد وهي محررة في محطة الدنيا السورية الخاصة إنها أقيلت من منصبها كمنتجة لبرنامج تلفزيوني كان يناقش الأعمدة الصحافية في الصحف المحلية.

وتضيف حداد التي ترأست فريقاً من ستة أشخاص أن زملاءها تذمروا كثيراً واحتجوا لمدير القناة على كون رئيستهم هي امرأة وأنهم أكثر كفاءة منها لهذا المنصب كونهم رجالاً.

وتقول نساء إن الصحافيات يواجهن سيطرة ذكورية عضوضاً على المجتمع الذي يعاملهن غالباً بوصفهن أقل حرفية من الرجال.

ويصرح عبدالحميد توفيق وهو مدير مكتب قناة الجزيرة الفضائية في سوريا "أنا لست ضد عمل المرأة في الإعلام، لكن هؤلاء النساء في النهاية هن زوجات وأمهات مما يفرض عليهن البقاء في بيوتهن لأوقات طويلة".

ويضيف "ولهذا، فإنني لست مع تولي الصحافيات مناصب إعلامية قيادية لأنهن سيحترن بين بيوتهن وعملهن. وعندما أبتعد عن عملي فإنني أفضل أن ينوب عني صحافي لا صحافية".

ويؤكد "صحيح أن بعض النساء وصلن إلى مراكز متقدمة في السلم الإعلامي السوري والعربي لكنهن ما زلن يعتبرن أقلية في عيون الرجال مهما كانت خلفياتهن التعليمية وخبراتهن المهنية".

ويؤكد هشام الغبرة وهو مدير دائرة جديدة في راديو دمشق أن "الطبيعة الجسمانية للمرأة ودورها الاجتماعية كأم وزوجة يحدان من قدرتها على العمل".

أما شاهينزا بيساني وهي محررة جديدة في راديو دمشق فتقول إن جيرانها يلمزون بها بسبب عودتها المتأخرة من عملها كل ليلة.

وتوضح "كان علي أن أغير موعد نوبتي الليلية كي احافظ على سمعة أهلي".

ورغم أن الرجال والنساء يتقاضون الرواتب ذاتها، إلا أن مراقبين أكدوا أن ترقية للصحافيات أصعب من ترقية نظرائهن من الذكور.

كما تشكو صحافيات كثيرات من أن هناك قطاعات صحافية معينة بعيدة المنال عليهن.

وتؤكد جبور ان "الصحافيات غالباً ما يكن أسيرات في قطاعات صحافية محدودة كالموضة والأزياء؛ وأنه يقال لهن إنهن غير مؤهلات للتحليلات السياسية والثقافية لأنه يصعب عليهن فهم هذه المواضيع".

وتضيف جروس "كان علي أن اقاتل لأدخل عالم السياسة"، وتضيف أنها ألزمت لعشر سنوات بالكتابة في الأخبار المحلية والجنائية قبل أن يسمح لها أن تعمل كمراسلة سياسية.

وتجد صحافيات صعوبة في التغطية الميدانية لبعض الفعاليات، مما يدفع الكثيرات منهن إلى مزاولة العمل المكتبي في تحرير وجمع التقارير.

وتؤكد اريج بواداكجي وهي محررة إخبارية في موقع اي-سيريا أن من الصعب عليها أن تغطي الأخبار المتعلقة بالقضايا الجدلية الاجتماعية ميدانياً كجرائم الشرف لأنها كامرأة ينظر إليها أقارب المجني عليها بدونية وأحياناً المحققون.

وتضيف أن المراسلات الصحافيات يعاملن بازدراء من قبل الضباط وأنهن يمنعن من كتابة تقاريرهن عن المخافر والمحاكم.

ويؤكد مراقبون أن هيئة المرأة لا كفاءتها هي التي تلعب الدور الأكبر في توظيفها خصوصاً في التلفزيون.

ميدل ايست اونلاين
(125)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي