حددت الدول العظمى مهلة شهرين لتقرر الموقف الواجب اتخاذه من ايران، وهي فترة زمنية يمكن استخدامها للحصول على صورة اوضح للمشهد السياسي الغامض في ايران وللتحقق ما اذا كان في امكانها التوصل الى اتفاق.
وفي ختام ثلاثة ايام من المباحثات كان الملف الايراني في صلبها مطلع الاسبوع في موسكو، يقول الاميركيون ان رئيسهم باراك اوباما اقنع نظيره الروسي دميتري مدفيديف بحقيقة التهديد الايراني.
والاعلان الذي وافق عليه الاربعاء قادة الدول الصناعية الكبرى وبينهم اوباما ومدفيديف، لا يبدد الشكوك حول قدرتهم على تجاوز انقساماتهم.
وعلاوة على ادانة تصريحات الرئيس محمود احمدي نجاد التي انكر فيها المحرقة، يتضمن الاعلان الموضوعين المتعلقين بايران اللذين يثيران حاليا قلق الاسرة الدولية وهما الاعلان رسميا عن اعادة انتخاب الرئيس احمدي نجاد في 12 حزيران/يونيو والتظاهرات الاحتجاجية التي اعقبتها وقمعها من جهة والملف النووي من جهة اخرى.
واعربت الدول الثماني عن "قلقها العميق" من احداث حزيران/يونيو في ايران ودانت اعمال العنف.
واعربت الدول ايضا عن قلقها الكبير من انشطة ايران النووية التي تقول طهران انها لاغراض مدنية بحتة في حين يشتبه قسم كبير من الاسرة الدولية بانها غطاء لسعيها الى امتلاك القنبلة الذرية. وتحث الدول الثماني التي تبذل مع الصين اكبر قدر من الجهود الدبلوماسية لمواجهة التحدي الايراني، نظام الجمهورية الاسلامية الى التعاون. وتؤكد الدول الثماني تصميمها على ايجاد "حل دبلوماسي" للازمة الايرانية.
والاجتماع الجديد لمجموعة الثماني على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر "سيكون مناسبة لالقاء الضوء على الوضع" في ايران.
ورحب البيت الابيض بالاعلان "الحازم" الذي يعكس "موقفا موحدا" و"نفاذ صبر مشتركا" حيال ايران و"شعورا بضرورة" تسوية الملف النووي.
لكن مساعد وزيرة الخارجية بيل بيرنز اقر بانه كان ثمة "تبادل" بين الوفود اي ان بنود الوثيقة كانت موضع مفاوضات.
وقال مسؤول اوروبي ان الروس يعارضون اعتماد لهجة اكثر حزما بشأن الانتخابات رافضين التدخل في الشؤون الداخلية الايرانية.
واقر بيرنز بان الدول الثماني لم تدخل في "تفاصيل" التدابير المقبلة التي قد تتخذها الاسرة الدولية مثل فرض عقوبات جديدة.
وهذا احتمال دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون علنا الى اعتماده.
وفي مقابلة اجراها معها تلفزيون "غلوبوفيسيون" الفنزويلي يبدو ان كلينتون قدمت اولى استنتاجات ادارة اوباما بشأن الانتخابات الرئاسية الايرانية.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس في لاكويلا بايطاليا في تصريح تلاه المتحدث باسمه، ان "نتائج قمة مجموعة الثماني غير كافية" على صعيد التغير المناخي.
واضاف بان كي مون انه "كانت لدى قادة مجموعة الثماني فرصة فريدة قد لا تتكرر"، مبديا اسفه لعدم التوصل الى التزام على المدى المتوسط.
وقال المتحدث ايف سوروكوبي "انه يأسف لغياب وجود هدف على المدى المتوسط بحلول 2020، حتى وان كان يرحب بالهدف الذي تبنته مجموعة الثماني بخفض انبعاثات الدول المصنعة بمعدل 80% بحلول 2050".
واضاف الامين العام للامم المتحدة في تصريحه "نحن بحاجة الى تحديد هدف على المدى المتوسط لكي نضمن اننا نسير على الطريق الصحيح وصولا الى اهداف 2050".
وقال انه "يتفهم الضغوط السياسية الجاثمة على القادة، ولكن القرائن العلمية (بشان التغير المناخي) تبين لنا ان علينا ان نتحرك بسرعة".
واضاف الامين العام للامم المتحدة ان القمة التي ينظمها في ايلول/سبتمبر على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، ستكون "مناسبة الفرصة الاخيرة".
واكد المتحدث ان بان يعتبر ذلك جزءا من "السلطة المعنوية للاسرة الدولية والامم المتحدة ومن سلطته الشخصية نظرا لالتزامه بشأن المناخ".
لكنه "يرفض التفكير في امكانية الفشل في كوبنهاغن"، حيث يفترض ان يتم التوصل في كانون الاول/ديسمبر الى اتفاق جديد بشان المناخ تحت رعاية الامم المتحدة.
ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس الدول المتقدمة الى بذل مجهود لمكافحة الاحتباس الحراري، والاقتصاديات الناشئة الى الانضمام لهذا المجهود، متوقعا في الوقت نفسه ان لا يكون التوصل الى اتفاق بهذا الشان سهل المنال.
وقال اوباما اثناء قمة مجموعة العشرين في لاكويلا في ايطاليا والتي طغى عليها موضوع مكافحة الاحتباس الحراري والتحضير لمؤتمر كوبنهاغن حول هذا الموضوع في كانون الاول/ديسمبر "اننا متفقون على القول ان الدول المتقدمة، مثل بلادي، تتحمل المسؤولية التاريخية لتكون في طليعة هذا المجهود".
واضاف "ان الدول النامية لديها مخاوف حقيقية ومفهومة بالنسبة الى الدور الذي ستلعبه في هذا الجهد (...) لكن مشاركتها الناشطة شرط مسبق للتوصل الى حل لان التوقعات تقول ان الجزء الاكبر من الانبعاثات في المستقبل سياتي من هذه الدول".
وتعهد قادة مجموعة الدول الثماني الاكثر تصنيعا والدول الناشئة الخميس بانجاز مفاوضات جولة الدوحة التجارية حول تحرير التجارة العالمية في 2010، كما جاء في اعلان مشترك اثر اجتماعهم في لاكويلا بايطاليا.
ووقع قادة مجموعة الثماني ومجموعة الخمس - البرازيل والصين والهند والمكسيك وجنوب افريقيا-، بالاضاف الى مصر واستراليا واندونيسا وكوريا الجنوبية، على اعلان قالوا فيه "اننا نتعهد بالتوصل الى انهاء جولة الدوحة في 2010 بصورة طموحة ومتوازنة".
واضافوا "اننا نعيد تاكيد التزامنا بالحفاظ على الاسواق المفتوحة وتشجيعها ورفض اي تدابير حمائية".
واعلنت هذه الدول انها ستجتمع مجددا على مستوى وزارة التجارة لدفع المفاوضات قبل قمة مجموعة العشرين في بتسبرغ في 24 و25 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.
وقال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي مؤخرا ان مفاوضات دورة الدوحة "تاخذ منحى جيدا" بهدف اكمالها في 2010.
وقال اوباما الاحد انه مصمم على تغيير السياسة الاميركية المعتمدة في الماضي واعطاء فرصة للحوار المباشر مع الايرانيين رغم اعمال القمع الاخيرة.
وقالت كلينتون "اذا سعينا بحذر الى فتح حوار مع ايران علينا ان نبقى متيقظين، ونفهم انه نظرا الى المشاكل التي شهدتها ايران مؤخرا لن يكون هذا الامر ممكنا في حال طلبنا من المجتمع الدولي الانضمام الينا لفرض عقوبات اكثر صرامة" على ايران.
وستتمكن الولايات المتحدة ايضا من الحكم على فعالية الجهود التي بذلها اوباما لتحريك العلاقات مع الروس الذين لهم مصالح في ايران والذين قاوموا مع الصينيين حتى الان المقترحات الاميركية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية