أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تعرض لخطف واعتقال قبل الاغتيال.."مشعل التمو" مناضل انحاز للثورة السورية فدفع حياته ثمنا

مشعل التمو - أرشيف

مرت يوم أمس الأول 7/ 10/ 2019 الذكرى الثامنة لاغتيال القيادي الكردي مشعل تمو الذي قضى جراء استهدافه من قبل شبيحة تابعين للنظام بأكثر من 15 رصاصة في أنحاء مختلفة من جسده، لتطوى سيرة رجل مناضل حظي باهتمام الكثير من الناشطين السوريين والعرب بشكل يفوق ربما اهتمام الوسط الكردي به، ويعكس الافتقار إلى شخصية كردية يمكن اعتبارها جسراً بين الطرفين كما كان الشهيد الراحل.

ولد "مشعل التمو" في مدينة "الدرباسية" التابعة للحسكة عام 1957 ونال شهادة الهندسة الزراعية وبرز اهتمامه بالسياسة منذ منتصف السبعينات، وتولى عضوية اللجنة السياسية في حزب "اتحاد الشعب" لغاية 1999، حيث قدم استقالته بعدها ليعمل في مجال لجان المجتمع المدني.

وأسس منتدى "جلادت بدرخان" في القامشلي، وفي عام 2005 أسس "تيار المستقبل الكوردي" في سوريأ.

يروي ابنه "مارسيل التمو لـ"زمان الوصل"، مضيفاً أن والده اعتقل نتيجة هذا النشاط عام 2008 من قبل دورية للمخابرات الجوية وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات ونصف بتهم "النيل من هيبة الدولة" و"إضعاف الشعور القومي الوطني"، وبتاريخ 26/آب أغسطس/2008 تم تسليمه من قبل الأمن الجوي في حلب، إلى شعبة الأمن السياسي في دمشق، والتي بدورها أحالته إلى قاضي التحقيق الأول بدمشق.

ويضيف "أمضت أسرته أكثر من أسبوعين في البحث عنه لمعرفة مصيره، وكانت الفروع الأمنية تنفي وجوده لديها إلى أن كشف النظام عن اعتقاله بعد ضغوط دولية ومساعٍ من منظمات حقوق الإنسان وحركة شباب تيار المستقبل الكردي في الشارع".

ونقل "التمو" عن والده بعد خروجه من المعتقل أن التعامل معه منذ بداية اختطافه كان يشي باحتمال تصفيته جسدياً وتعرّض لتعذيب شديد منذ بداية اختطافه في حلب.

وكشف أن والده عانى في المعتقل ضغوطاً نفسية كبيرة حتى إلى ما قبل إطلاق سراحه، وكان السجانون يفتعلون له المشاكل باستمرار، مشيراً إلى أنهم أودعوا معه ذات مرة شخصاً مجنوناً في نفس الزنزانة، أما زياراته فكانت محدودة لا تتعدى الدقائق مع وجود رقيب يستمع للحديث ويراقب الزيارة، ومنع المساجين الآخرين من التواصل معه داخل السجن.

وكشف مسؤول العلاقات الخارجية في "تيار المستقبل الكوردي" أن والده كان يتواصل معه تلفونياً من داخل السجن، ويصر عليه على الاستعجال بالمظاهرات في القامشلي والمناطق الكوردية، أما داخل السجن فأعلن أغلب المعارضين إضراباً عن الطعام إلى أن خرجت مظاهرة أمام القصر العدلي وتم حينها اعتقال 7 أشخاص من التيار في دمشق.

وتابع نجل القيادي الشهيد بأنه حوّل إلى المنفردة قبل إطلاق سراحه بأيام وعرض عليه "علي مملوك" أن تكون المناطق الكوردية بإدارة "تيار المستقبل" بشرط أن تُنهى المظاهرات ويكون ذلك تحت علم النظام، ولكنه رفض العرض.

في حزيران يونيو/2011 أُفرج عن "التمو" ليعلن انضمامه مباشرة للثورة السورية رافضاً الحوار مع النظام، وكشف الابن أن والده تعرض قبل اعتقاله لمحاولة اغتيال من قبل شبيحة النظام، وآنذاك كان يقود سيارة تقله مع والده والناشطة زاهيدة القيادية بتيار المستقبل، متوجهين إلى مكان اجتماع مع مسؤولي الهيئات في التيار فاعترضت طريقهم حينها دراجة نارية ولكنه لم يتوقف، وبعدها حاولت سيارة تقل أربعة أشخاص قطع الطريق عليهم وجرت مطاردة وتمكن من زيادة السرعة والنجاة ليصلوا إلى شباب التيار، وبعد هذه الحادثة اعتاد الراحل على تغيير مكان سكنه كل أربعة أيام تقريباً لمدة شهر.

ومضى محدثنا سارداً تفاصيل اغتيال والده بتاريخ 7/10/ 2011 إذ كان في اجتماع مع الناشطة "زاهيدة" وقيادي آخر فاقتحم أربعة أشخاص المنزل وبدؤوا بإطلاق الرصاص فأصيب والده بـ 18 رصاصة أودت بحياته على الفور، وتم دفنه بقرية "الجنازة" بريف "الدرباسية" مسقط رأسه، وتابع أن أهل "عامودا" رفضوا أن يدخل الجثمان قبل أن يسقطوا تمثال "حافظ الأسد" ووضعوا التابوت بعدها مكان التمثال.

وكشفت وثائق سرية تداولتها وسائل الإعلام قبل سنوات النقاب عن أوامر النظام السوري بشان اغتيال المعارض الكردي "مشعل التمو" في سوريا لاتهام تركيا باغتياله.

وأوضحت هذه الوثائق أن أمر الاغتيال بحق "التمو" جاء مباشرة من بشار الأسد وأن الأخير حدده بالاسم ليتم اغتياله، حيث كلف جهاز المخابرات الجوية بتنفيذ عملية التصفية بشكل واضح بحقه.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(333)    هل أعجبتك المقالة (362)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي