رفضت عائلة الرئيس الفرنسي الراحل، جاك شيراك، استقبال زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف "مارين لوبان" حضور مراسم تشييعه إلى مثواه الأخير اليوم الاثنين.
ونقلت قناة "بي إف إم" أن لوبان التي كانت تنوي التوجه إلى كنيسة "سان سولبيس" في باريس حيث سيقام قداس الوداع للفقيد والمراسم المدنية لتكريم ذكراه، عدلت عن نيتها بعدما علمت أن أسرة شيراك اعتبرت حضورها غير مرغوب فيه.
وعلقت لوبان على النبأ قائلة عبر "تويتر": "يؤسفنا أن عائلة شيراك لم تحترم العادات الجمهورية التي تتيح لجميع ممثلي الشعب الفرنسي المنتخبين بالذهاب إلى حفل وداع الرئيس السابق".
من جانبه، أشار وزير الحسابات العامة الفرنسي "جيرالد دارمانين" في حديث لإذاعة Europe1، إلى أن "شيراك كان عدوا لدودا لعائلة لوبان"، مضيفا: "وعلينا الاستمرار في الاعتماد على هذا الإرث الرائع".
وفي الوقت نفسه، أكد دارمانين أن مارين لوبان يحق لها حضور المراسم كونها نائبة في الجمعية الوطنية أي الغرفة السفلى بالبرلمان، ووجد صعوبة في اتخاذ موقف لا لبس فيه تجاه المسألة.
يذكر أن جان ماري لوبان، والد مارين لوبان ومؤسس حزب "الجبهة الوطنية" (التجمع الوطني لاحقا)، كان منافسا للرئيس الفرنسي الراحل شيراك في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة 2002. ورفض شيراك في ذلك الوقت المشاركة في مناظرات تلفزيونية مع لوبان، قائلا إنه "لا يمكن الانخراط في نقاش مع ممثل للقوى التي تراهن على الكراهية والتعصب".
وتوفي شيراك، الذي كان رئيسا للجمهورية الفرنسية في فترة 1995-2007، الخميس الماضي عن 86 عاما. وأعلنت السلطات الفرنسية الاثنين يوم حداد وطني.
وسيحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و30 رئيسا وزعيما دوليا، من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مراسم تأبين وجنازة الرئيس الراحل.
وذكر قصر الإليزيه أن بين الرؤساء الذين أعلنوا حضورهم الإيطالي سيرجيو ماتاريلا والكونغولي دينيس ساسو نغيسو ورئيسي الوزراء اللبناني سعد الحريري والمجري فيكتور أوربان.
ومن الشخصيات الأجنبية التي يتوقع حضورها سياسيون كانوا في الحكم في عهد شيراك، مثل المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر ورئيس الوزراء الاسبق الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو والرئيس السنغالي الأسبق عبدو ضيوف.
في المقابل، أعلن الديوان الملكي المغربي أن الملك محمد السادس لن يتمكن من الحضور بسبب المرض، وسيمثله ولي العهد.
وأمس الأحد، ألقى الآلاف من الفرنسيين نظرة أخيرة على الراحل شيراك، في تكريم شعبي يعكس شعبية الرجل.
ووقف مواطنون منذ الصباح، أحيانا تحت المطر، وسط مجمع "ليزانفاليد" العسكري في باريس، المعلم الذي يضم قبر نابليون، قبل السماح لهم بإلقاء نظرة على النعش الذي وضع عند مدخل كاتدرائية سان لوي ديزانفاليد.
ووضع نعش شيراك ملفوفا بعلم البلاد، تحت صورة عملاقة له وبين عمودين أحدهما بألوان العلم الأوروبي والثاني بألوان العلم الفرنسي.
عائلة "شيراك" ترفض حضور زعيمة اليمين المتطرف مراسم تشييعه
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية