لطالما كان الوجود الأجنبي على الأرضي السورية، مثار اهتمام وسائل الإعلام، ومؤسسات البحث، وقد نشرت خلال السنوات الأخيرة عشرات التقارير والدراسات، حول أماكن تمركز تلك القوات وحجمها وتسليحها، وكانت "زمان الوصل" نشرت أواخر العام 2017 دراسة اجمالية حول القواعد الأجنبية في سوريا، وفي هذه الدراسة، التي أعدها باحث عسكري مختص، نتوقف عند التبدلات والتغييرات التي طرأت على خارطة وجود تلك القواعد، منذ ذاك الوقت حتى الآن.

خلال العامين المنصرمين، (2018-2019) شهدت القواعد الأمريكية (قوات التحالف) والقوات الأخرى الموجودة في سوريا، تغييرات وتبدلات كبيرة، في أحد النواحي التالية:
• إقامة قواعد جديدة لم تكن موجودة سابقاً.
•. توسعة بعض القواعد القديمة وتدعيمها.
•. إخلاء بعض القواعد بشكل نهائي.
• نقل بعض القواعد إلى أماكن أخرى.
الدراسة بين أيدينا، تتضمن تفاصيل المستجدات في القواعد الامريكية في الشمال السوري، وفي المنطقة التي تسيطر عليه حاليا وحدات حماية الشعب الكردية، على ضوء الرغبة التركية في إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية تمتد لعشرات الكيلومترات.
ولعل القراءة التحليلية الواقعية لتمركز القوات الأمريكية والقوات الاجنبية المتحالفة معها في الشمال والشمال الشرقي السوري تعطي القارئ والمحلل السياسي والعسكري بعداً أخر ومقاربة واقعية لفهم مجريات الأحداث كما هي على الأرض، وتؤكد أنها الولايات المتحدة لو أردات يمكنها إسقاط الأسد والسيطرة على مواقع استراتيجية في ساعة.
الرغبة التركية الملحة في إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية، ستصطدم بتموضع هذه القواعد التي لا تبعد بعضها عن الحدود سوى كيلومترات قليلة، والتي تم بناء بعضها منذ وقت قريب نسبياً- كما سيمر معنا في سياق هذه الدراسة- وبالتالي فإن الوعود الأمريكية لتركيا بالتعاون في اقامة هكذا منطقة لا يعدو كونه مناورات سياسية لكسب الوقت ليس إلا.
وتكشف قراءة واقع تلك القواعد، أن أمريكا تجهز قواعدها من أجل إقامة طويلة الأمد في سوريا، ولن تغادرها في المنظور القريب "كما ادعى الرئيس الامريكي ترامب منذ مدة قريبة" فالقوات الامريكية باقية لمدة غير معلومة، حالها كحال القوات الروسية والإيرانية والقوات الاخرى.
الملفت في القواعد الجديدة أن بعضها ليست قواعد بالمعنى العسكري بل أشبه ما تكون بمراكز "الإدارة المدنية"، فهي تقدم الخبرات والاستشارات بل والمشاركة في إدارة المنطقة التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية بشكل فعلي.
معظم حقول النفط والغاز الرئيسة يتواجد فيها حالياً قواعد صغيرة قوامها بحدود 50 جندي أمريكي من اجل حمايتها من أي عارض خارجي، وهي بمثابة وضع اليد عليها بشكل أو بآخر..
توضع القواعد الأمريكية:
1- قاعدة هيمو الجديدة غرب القامشلي:
تتوضع هذه القاعدة غرب مدينة القامشلي قرب قرية هيمو وتبعد عن الحدود التركية اربعة كيلومترات فقط، وتبعد عن مطار القامشلي الذي تتواجد فيه قوات النظام مسافة خمسة كيلومترات فقط .
هذه القاعدة الأمريكية تعنى بشكل رئيس بإدارة المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد بالكامل، ويغلب عليها طابع العمل التنظيمي المدني للدولة الكردية المزمع اقامتها، ومهمة هذه القاعدة الضخمة تقديم كل انواع الدعم الاداري والفني والتقني لقوات سورية الديمقراطية وإدارتها المدنية.

أقيمت هذه القاعدة عام 2018م وهي آخذة بالتوسع شيئاً فشيئاً، حيث يتبع لها مستودعات ومراكز فرعية أخرى قريبة من المنطقة هناك.
2- انشاءات جديدة داخل القاعدة الأمريكية في تل بيدر:
تقوم القوات الأمريكية حالياً بإنشاءات وتوسعة جديدة داخل القاعدة الأمريكية في تل بيدر (داخل صوامع الحبوب) حيث تشمل تلك الإنشاءات توسيع مهبط الطيران القديم ليصبح طوله حالياً بعد عمليات الإنشاء الجديدة حوالي 900 متراً، ومن غير المعروف إن كان المهبط سيمتد لمسافة إضافية، كون عمليات الإنشاء والبناء لا زالت قائمة، حتى لحظة إعداد هذه الدراسة، وبهذا المسافة يصبح المدرج كافياً لهبوط كافة انواع طائرات الشحن والطائرات الحربية المختلفة. تبعد هذه القاعدة عن الحدود التركية ثلاثون كيلومتراً.

الصورة تظهر التوسع الجاري في المدرج ليصل طوله إلى 900 متراً
3- القاعدة الامريكية الجديدة جبل الغول (بين تل بيدر وتل تمر):
قاعدة جديدة نسبياً انتهى بناؤها عام 2018، وتضم مهبطاً للطائرات ومعسكراً لقوات الدعم، إضافة لكونها مقراً لوجستياً، وتعتبر القاعدة الأكثر غموضاً سواء لجهة حجم القوات أو لجهة الوظيفة المسندة اليها. يبلغ طول مدرج الهبوط 1800 متراً، وهي قاعدة شبه ثابتة، تبعد عن الحدود التركية ثلاثون كيلو متراً.

الصورة للقاعدة نهاية عام 2017

الصورة للقاعدة أيلول عام 2019
4- قاعد جديدة في سد الخابور غرب الحسكة بدل قاعدة منتجع لايف ستون:
تم اعادة تموضع القوات غرب الحسكة حيث تم إخلاء القاعدة الجوية التي كانت في منتجع لايف ستون من الطائرات والحوامات، بينما بقي هناك قسم من القوات البرية.
كما أقيمت قاعدة جديدة إلى الجنوب منها قرب سد الخابور تماماً وهذه القاعدة الجديدة تحوي على قوات الدعم الأرضي والجوي، إضافة لعدد من مروحيات دعم والانزال.

القاعدة القديمة في منتجع لايف ستون والتي تم اخلاؤها من الطائرات

القاعدة الكبيرة الجديدة قرب سد الخابور
5- قاعدة الشدادي:
وهي من أكبر القواعد الأمريكية في سوريا، أنشأتها القوات الأمريكية بعد طرد "داعش" من بلدة الشدادي، وتعتبر بمثابة نقطة ارتكاز للقوى الأمريكية الضاربة هناك، وتضم معسكراً لقوات المارينز إضافة إلى قاعدة جوية تضم فيها ثمان حوامات هجومية، إضافة إلى كونها قاعدة إمداد لوجستي للقوات الامريكية والقوات الكردية العاملة هناك. تمتد القاعدة على طول أربعة كيلومترات وعرض يبلغ الكيلومترين.

يلاحظ أن الامريكيين تعمدوا إنشاء القاعدة قرب حقول النفط الأهم في المنطقة، حقل الجبسة وحقل كبيبة.
6- تعديل كبير في القاعدة المشتركة في معمل لافارج:
قامت قوات التحالف خلال هذا العام 2019 بتوسيع القاعدة الموجودة في معمل اسمنت لافارج بشكل كبير أيضاً، تعتبر هذه القاعدة حالياً هي القاعدة الأكبر للقوات الأمريكية وقوات التحالف من الناحية العسكرية واللوجستية، حيث توضعت في القاعدة ثمان حوامات أمريكية إلى جانب ست حوامات فرنسية كانت موجودة هناك سابقاً، لتكوِّن قوة جوية ضاربة كبيرة.

يسميها البعض قاعدة خراب عشق نسبة للقرية القريبة منها، وتبعد عن الحدود التركية مسافة 20 كم فقط. يتواجد بداخلها قوات برية أمريكية وفرنسية، إلى جانب كونها قاعدة لوجستية هامة.
7- توسيع كبير في القاعدة اللوجستية في عين عيسى:
قام الأمريكان منذ مطلع هذا العام بتوسيع كبير في قاعدة عين عيسى، وأصبحت هذه القاعدة تمتد على مساحة كبيرة جداً، بعد أن كانت محصورة داخل مدرسة صغيرة، والقاعدة مخصصة للدعم اللوجستي وعمليات الإمداد المختلفة، يتبع للقاعدة عدة مراكز متفرقة ومتباعدة محيطة بالقاعدة على شكل مستودعات متنوعة للذخيرة واللوجيستك.

التوسع الكبير الجديد في قاعدة عين عيسى
8- حشد قوات اضافية في قاعدة تل السمن شمال الرقة:
قاعدة تل السمن تقع شمال مدينة الرقة وتم انشاؤها في العام 2017م، وتأتي أهميتها هناك كونها تحوي مهبطاً للطائرات الحربية وطائرات النقل ذات الجناح الثابت، إضافة إلى كونها قاعدة ارتكاز عسكرية كبيرة، وقد قامت القوات الامريكية حديثاً بنقل وحشد كبير من القوات البرية والمدرعات داخل هذه القاعدة كما تظهر الصور الجوية الحديثة. إلى جانب ذلك تعتبر القاعدة مركز تنصت وتجسس وتشويش

صورة حديثة لقاعدة تل السمن يلاحظ الحشد الكبير داخل القاعدة
9- قاعدة هرقلة غرب الرقة:
تمت توسعتها خلال العام الماضي، لتكون قاعدة للقوات الأمريكية غربي مدينة الرقة، هذه القاعدة أشبه بالإدارة المدنية كونها تمثل قاعدة ارتكاز للأعمال الادارية التي تخص القوات الكردية وتشرف عليها القوات الامريكية.

10- قاعدة بيرسان الجديدة جنوب غرب بلدة المحمودلي:
قاعدة جديدة تم إنشاؤها في العام 2018، تقع جنوب بلدة بيرسان شمال الطبقة وهي عبارة عن مقر تمركز لقوات المدفعية الامريكية، إضافة إلى كونها مركز إمداد ولوجستي للقوات المنتشرة بالقرب من تلك المنطقة.

11- توسع في القاعدة الأمريكية قرب قرى سبت الهكو- فوقاني- تحتاني:
تقع القاعدة شمال بلدة صرين، وتحوي مهبطاً للطائرات ذات الجناح الثابت (طيران النقل- الطيران الحربي) وتعتبر من أكبر القواعد الأمريكية في سورية، حيث يتم توسيعها ودعمها بشكل دائم، وهي قاعدة عسكرية كبيرة وضخمة، تضم معسكراً للقوات البرية وقوات الانزال والدعم، إضافة إلى مقر للإمداد اللوجستي.

يتبع لهذه القاعدة عدة مستودعات تم بناؤها مؤخراً خارج القاعدة، داخل القرى والبلدات المحيطة بالمنطقة
12- القاعدة الأمريكية الجديدة جنوب غرب منبج:
كانت في السابق قاعدة صغيرة جداً، وفي ضوء التوتر والاحتكاك في المنطقة بين أطراف مختلفة (أكراد- نظام- تركيا-ايران)، قامت القوات الأمريكية بتوسعتها بشكل كبير، من أجل دعم القوات الكردية وقطع الطريق على كافة الأطراف وحسم الصراع لصالح الأكراد، حيث أقامتها جنوب غرب منبج بالقرب من الطريق العام بين مدينتي الباب ومنبج (قرب جامعة الاتحاد الخاصة).

تبعد هذه القاعدة عن الحدود التركية حوالي 28 كم
13- القاعدة الامريكية الجديدة شمال منبج (الدادات):
تقع شمالي منبج بحوالي 9 كم قرب بلدة الدادات، تمت توسعتها خلال العامين الماضيين بشكل كبير، تبعد عن الحدود التركية حوالي 17 كم فقط، وقد زودت في نيسان من العام 2019 بمنطاد هوائي للرصد والاستخبارات، وتعتبر مركز رئيسي للتنصت والتجسس والتشويش.


منطاد رصد أمريكي مشابه للموجود في القاعدة شمال منبج
14- قواعد أخرى عديدة: إلى جانب ما ذكر، هناك عدة قواعد أمريكية لكن بأحجام قليلة لذلك سوف يتم ذكرها هنا دون تفصيل:
a. قاعدة التنف: وهي قاعدة مشتركة بين القوات البريطانية والقوات الامريكية وتقع على المثلث الحدود السوري- الاردني- العراقي.
b.مهبط أبو حجر قرب الرميلان: غايته حماية حقول الرميلان.

c. مهبط خراب الجير قرب المالكية في أقصى الشمال الشرقي.
d.قواعد أمريكية بقوات صغيرة حيث يتواجد في كل قاعدة حوالي 50 جندي أمريكي (المالكية- عين العرب، وتل أبيض وغيرها)
e.قوات المارينز الأمريكية المتواجدين داخل معسكرات قوات سورية الديمقراطية بقصد التدريب والتخطيط والاشراف.
f. قوات امريكية داخل معمل كونيكو قرب دير الزور
g.قوات صغيرة داخل حقل عمر
h.قاعدة المبروكة: قرب الحدود التركية قاعدة صغيرة تضم حوالي 100 جندي امريكي فقط.
زمان الوصل - إشراف رئيس التحرير
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية