أعلنت النساء الجزائريات الحرب على أزواجهن حينما قررن دخول عالم التجسس من بابه الواسع، حيث أصبحن يبحثن عن جميع أسرار الزوج كلما انبعثت منه رائحة الخيانة، ولاسيما تفتيش الأرقام، والرسائل القصيرة للهاتف النقال خلسة، والبحث عن أي دليل لإثبات انحراف الأزواج.
أكدت الكثير من النساء الجزائريات اللواتي تحدثن لـ''الخبر'' بأن الفضول والحذر من بين الأسباب التي تدفعهن للبحث في أسرار الزوج، خاصة إذا كانت تصرفاته مثيرة للشك والريبة، في حين رفضت بعضهن فكرة التجسس على الزوج بحجة أن الصراحة والثقة بين الطرفين تمثل ''عربون'' العلاقة الزوجية، واستمرارها. إيمان.ع، واحدة من الزوجات اللواتي أدمن على التجسس على أزواجهن، منذ 5 سنوات، فهي تفتش جيوب قمصانه وسراويله وجميع أغراضه خلسة، بمجرد عودته إلى المنزل آخر النهار. تقول السيدة إيمان، الماكثة في البيت، وأم لطفلين ''لا أنكر أنني ظللت أتجسس على زوجي، وهو إطار بمؤسسة عمومية لمدة خمس سنوات، وذلك من خلال تفتيش جميع أغراضه، إلى جانب الاطلاع على ما يستقبله يوميا من مكالمات ورسائل قصيرة عبر الهاتف النقال''، سألنا محدثتنا إن كانت قد وجدت ضالتها من خلال هذا السلوك، فابتسمت قبل أن ترد ''أصارحكم القول أنني لم أعثـر على أي شيء، وكثيرا ما يؤنبني ضميري حيال هذا التصرف، ومع ذلك سأواصل رحلة البحث عن السبب الذي يجعل زوجي يمنعني من الاقتراب من هاتفه النقال، ويبتعد عن المكان الذي أكون فيه بجانبه كلما رن الهاتف، وكلما واجهته بهذا الأمر، يصرخ في وجهي مبررا ذلك بأنه من خصوصياته التي يحرم أقرب الناس إليه الاطلاع عليها.
''أتجسس على زوجي قبل وقوع الفأس بالرأس''، بهذه العبارة استهلت المعلمة ''رانية.هـ'' حديثها معنا، قائلة ''رغم حسن سيرة وسلوك زوجي، إلا أن ذلك لم يمنعني من التجسس عليه، ومراقبة كل تحركاته داخل البيت وخارجه من خلال علاقته مع أصدقائه، وهذا الأمر لا يشعرني بالذنب، ما دمت أضمن لنفسي حياة زوجية هادئة، وبلا مشاكل''. سألنا رانية عن ردة فعل زوجها في حالة ما إذا اكتشف أمرها فردت ضاحكة ''لست غبية، لأن العملية تتم في وقت محدد ومناسب، وبعيدا عن أعين زوجي الذي لا أترك له فرصة للشعور بأنني أتجسس عليه''. يختلف أمر السيدة نوال.ب عن سابقتها لأن التجسس على زوجها أتى بثماره، حينما اكتشفت رسالة غرامية وصور لعشيقته بجيب سرواله. تروي نوال، وهي صاحبة محل للحلاقة ببن عكنون في العاصمة، كيف وضعت نهاية لحياتها الزوجية بعد عام فقط من بدايتها عندما اكتشفت خيانة زوجها، وتروي حكايتها فتقول ''انفصلت عن زوجي بعد سنة فقط من الزواج، لم تراودني فكرة التجسس عليه إلا عندما انتابني الشك نحوه، كان ذلك عندما اكتشفت رسالة غرامية في جيب سرواله بمناسبة نهاية السنة الميلادية، حينها تحول شكي إلى يقين، وأصررت على طلب الطلاق رغم رفضه لهذا القرار، ولكننا سرعان ما انفصلنا عن طريق محكمة عبان رمضان''.
تنفست نوال بعمق قبل أن تستطرد ''لا أخفي عليكم أنني كنت أتجسس على الرسائل القصيرة التي كانت تصل طليقي ليلا، وكان مضمونها باللغة الفرنسية، لا يتجاوز عبارة ''قضاء ليلة سعيدة''، ورغم اكتشاف الرسالة الورقية، والصور، كذبت نفسي، وطلبت من شقيقي مراقبة تحركاته خارج البيت للتأكد من الأمر، وهنا كانت صدمتي شديدة، فقد كان طليقي يسهر مع إحدى عشيقاته بملهى ليلي غرب العاصمة''. وبالمقابل، قالت السيدة ''هاجر.ح''، إن ثقتها المفرطة والعمياء بزوجها جعلتها لا تبالي بأمر التجسس عليه، ولكنها لم تنف إعلان الحرب عليه في حالة ما إذا شمت رائحة خيانته لها، لتضيف مبتسمة ''عندما أتصل بزوجي لا أسأله عن حاله، بل عن مكان تواجده، وأظن أن أي امرأة تغار على زوجها تبادر زوجها بهذا السؤال بمجرد حمل الهاتف''.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية