أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

معرض «يوم الأرض» في جولة داخل المحافظات السورية

احتفالاً بالقدس عاصمة للثقافة العربية

نظم اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، معرضا فنيا تشكيليا بعنوان «يوم الأرض» في عدة محافظات سورية، احتفالا بالقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009.


انطلق المعرض من دمشق؛ حيث عرض مؤخرا في صالاتها المتعددة، ثم إلى حمص ليُعرض هذه الأيام في صالة الشعب للفنون التشكيلية، ثم سينتقل إلى حماة وحلب وبقية المدن السورية.


36 فنانا وفنانة فلسطينية، شاركوا في المعرض الذي ضم أكثر من 54 لوحة تنوعت ما بين التصوير بالزيت والأكرليك والنحت، مجسدة في معظمها معاناة الشعب الفلسطيني، وصموده في وجه الاحتلال الإسرائيلي.


عبدالمعطي أبو زيد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سوريا والمشرف على المعرض، يعتبر أن القضية الفلسطينية حاضرة دائما في أعمال الفنانين الفلسطينيين، مضيفا: نشاهد يوميا ما يتعرض له شعبنا من حصار وتجويع؛ لذا يجب أن نرسم أرضنا وتراثنا ونبرز نضال أهلنا في لوحاتنا التشكيلية، من خلال جماليات العمل التشكيلي الفلسطيني بما يتميز به من قوة البناء والزخارف.


ويقول أبو زيد في حديثه لـ «العرب»: «نحن لا نبيع لوحاتنا، بل نقيم هذه المعارض لتعكس رؤية الفنان الفلسطيني، كيف يرى المعاناة، كيف ينظر إلى القضية، وكيف يعكسها في لوحاته سواء التي تتناول التراث أو التي تعبر عن النضال الحالي لشعبنا».
أبو زيد شارك بلوحتين تتحدثان عن غزة، التي ترمز لفلسطين بشكل عام كما يقول، موضحا: عندما يصمد شعبنا في مدينة فهو يدافع عن عروبة فلسطين، أرسم النضال وأحاول أن يكون للتراث جانب واسع في لوحاتي، بهدف الحفاظ على هذا التراث والوحدة الفلسطينية من العدو الصهيوني، الذي يحاول تدمير التراث الفلسطيني ودثر المعالم الإسلامية فيه. وحول تقنية استخدام الأكرليك قال أبو زيد: «أرسم بألوان الأكرليك، بعد أن كنت أستخدم الزيت؛ لأن الأكرليك أسرع، أطوِّعه كما أريد، وأضيف إليه مواد أخرى كي يخدم أسلوبي ويكون مشابها للرسم بالزيت، كما يمكنني أن أستخدمه بشفافية أو بكثافة، وألوانه قريبة إلى الموضة الطباعية، في حين لا تعطيك الألوان الزيتية شفافية اللون والتوشيحات التي تريد، ثم إنك تريح نفسك من روائح النفط، التي تسبب صداعا، المهم أنني لا أفرق في أسلوبي بين الرسم بالأكرليك أو بالألوان الزيتية». الفنان محمد الركوعي شارك بعمل مكون من لوحات خماسية، تمثل معاناة الشعب الفلسطيني في العصر الراهن، وهي تستقي مادتها من قصة تاريخية ترمز إلى السيد المسيح عليه الصلاة والسلام كما يشير، موضحا: عندما كان المسيح مطاردا من اليهود، ذهب مع أتباعه إلى بحيرة طبريا وكانوا جائعين، وعندما قدمت لهم امرأة بعض الطعام، وضع السيد المسيح يده عليه، لتدب فيه البركة، فأكل الجميع وشبعوا، وفيما بعد سمي هذا اليوم بيوم البركة عند المسيحيين.
ويضيف الركوعي: «الآن الشعب الفلسطيني محاصر، لا طعام، لا ماء، ولا أي مقومات للحياة؛ لذلك نحن ما زلنا بانتظار السيد المسيح ليخلصنا».
وتجسِّد لوحات الركوعي الحلم الفلسطيني بالخلاص، من خلال تركيزه على استرجاع الأرض والتراب الفلسطيني كاملا، عبر استمرار النضال لتحقيق الاستقلال الحقيقي.
والركوعي أسير سابق حُكم عليه مدى الحياة، لكنه سجن لمدة 13 سنة، بعد أن أفرج عنه في صفقة لتبادل الأسرى عام 1985، رسم خلال فترة اعتقاله حوالي 300 لوحة داخل السجن في عسقلان، استطاع تهريبها فيما بعد إلى الأراضي الفلسطينية وسوريا.


وشارك زهدي العدوي عضو اتحاد الفنانين السوريين والفلسطينيين ومسؤول المعارض، بلوحتين تتحدثان عن حرب غزة وأبطالها الأطفال الذين استشهدوا على أيدي الصهاينة.


يقول العدوي عن لوحته الأولى: «رسمت الطفل الفلسطيني والمعاناة التي يعيشها مع أهله في غزة والضفة، فجاءت اللوحة لتمثل الطفل واندهاشه بما يدور حوله من قتل ودم، أما اللوحة الثانية فترمز إلى أن الشعب الفلسطيني كلما وقع تحت الحصار والدمار، نهض من بين الرماد رغم كل الجراح، فأصبح مثل طائر الفينيق الأسطوري».


يُشار إلى أن معرض «يوم الأرض»، تقليد سنوي يحتفل به الفنانون الفلسطينيون كل عام، ويقام هذا المعرض للمرة الثالثة في محافظة حمص بعد انقطاع دام عدة سنوات؛ حيث شهدت المعارض السابقة إقبالا جماهيريا واسعا، كما أشار القائمون على المعرض، الذين وعدوا بتنظيم نشاطات متنوعة احتفالا بالقدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009.

عمر عبد اللطيف - العرب
(144)    هل أعجبتك المقالة (152)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي