أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

برسالة ماجستير.. فنان ينقل "فن الموليا" من الرقة إلى فرنسا

منذ السنة الأولى من دراسته الجامعية كان لديه ميل للاهتمام بالموسيقى والأدب

ناقش الفنان السوري الشاب "قيصر أبو زر" رسالة ماجستير بعنوان "الموليا الفراتية بين الموسيقى والأدب" في جامعة "اينالكو INALCO" للدراسات الشرقية في باريس، وتضمنت الدراسة التي نال "أبو زر" عليها شهادة الماجستير بدرجة جيد جنساً أدبياً غنائياً امتازت به مدينة الرقة وغيرها من مدن الجزيرة السورية، وتسلط الضوء على هذا الفن من الناحية الأدبية والموسيقية عبر دراسة للإيقاعات المستعمل، واللحن وشعراء المواليا وأهم الأحداث المهمة في مراحل تطور هذا النوع الأدبي وعلاقته بالغناء الشعبي من خلال شواهد حية تم تسجيلها خلال ما يُعرف بـ"جلسات التعليلة الفراتية".

وينحدر "أبو زر" من أصول أرمنية في محافظة الرقة، درس المراحل الأساسية في التعليم بمدينته، والتحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عام 2006 ليتخرج منها عام 2010، وبدأ بالتحضير لدبلوم التأهيل التربوي نهاية العام 2012، ولكنه لم يكمل بسبب ظروف الحرب، وكان ذلك بالتزامن مع دراسته للموسيقى بشكل فردي على يد الفنان "أحمد دالي" الذي كان أول أستاذ له على آلة البزق.

وكان لديه -كما يقول لـ"زمان الوصل" نشاطات موسيقية كمغنِ، كما عمل في تدريس الموسيقى في "معهد التاج الموسيقي" بالرقة حيث درّس على آلة الكمان، وعمل كذلك مع "جمعية أطفال الرقة المبدعون" التي أسسها الفنان "خليل حمسورك" وكانت تهتم بتعليم الأطفال بشكل عام وتثقيفهم بمجالات الفنون كافة كالموسيقى والرسم، وكان بصدد مشروع أوركسترا للأطفال، ولكن بسبب ظروف الحرب توقف هذا المشروع وبعد انتقاله إلى تركيا أعاد الفنان "أبو رز" تشكيل فرقة "أطفال الرقة المبدعون" في مدينة "أنطاكية" بهدف دعم أطفال سوريا النازحين معنوياً ونفسياً بواسطة الموسيقى وتعلمها.

وحول بدايات اهتمامه بالموليا الفراتية لفت محدثنا إلى أنه منذ السنة الأولى من دراسته الجامعية كان لديه ميل للاهتمام بالموسيقى والأدب على حد سواء، ويسعى لاكتشاف النقاط المشتركة بينهما، ومن هنا جاء اهتمامه بالموليا والغناء التقليدي في الجزيرة السورية عامة.
وتابع أن هذا الفن مشهور جداً في الجزيرة السورية وليس فقط في الرقة لكن هذه المدينة –حسب قوله- اختصت نوعاً ما بهذا النوع من الغناء وكان أكبر شعرائها من الرقة وريفها.

وأردف أن أهل الرقة اعتادوا على إقامة جلسات أو تعليلات بحسب اللهجة الشاوية في مناسبات متعددة كولادة طفل أو طهوره أو ذهاب أحد الناس إلى الحج وعودته، وفي في نهاية التعليلة كان كبار السن يبقون ويستمعون إلى غناء الموليا الذي يعتبر غناء ذا رتم بطيء، ويُغنى بالدف أو مع الربابة أو الزمارة (الناي الفارسي).

ولفت "أبو زر" إلى أن المصادر المكتوبة بخصوص الموليا قليلة جداً إن لم تكن نادرة واعتمد -كما يقول- على كتابين هما "أحاديث على الهامش" للباحث "موسى الحومد" وكتاب للباحث نفسه بعنوان "شعراء الموليا في القرن العشرين" وثمة كتاب بعنوان "أهل الرقة" للشاعر الراحل "محمود الذخيرة"، تناول في جزء منه التاريخ الأدبي لبعض الشعراء، كما اعتمد على المقابلات الشفهية مع شعراء وباحثين ومهتمين ومغنين للموليا.
وأشار واضع البحث إلى أنه واجه مشكلة كبيرة في "اللهجة الشاوية" وهي لهجة البدو المستقرين في الجزيرة السورية، وأطلق أكثر من مستشرق على هذه اللهجة اسم الشاوية، وهي لهجة مختلفة كثيراً عن اللهجة البدوية مثلاً ولا تتوفر –حسب قوله- دراسات كاملة ووافية حولها.
وأردف محدثنا أنه قام بكتابة الأشعار باللغة العربية وبما يسمى رموز الأصوات بالأحرف اللاتينية وهذا ما يسمح للقارىء مهما كانت لهجته بقراءتها وفهمها بالأصوات الصحيحة.

بعد قدومه إلى فرنسا والبحث مطولاً عن إمكانية متابعة دراسته وإكمال مشروعه وجد محدثنا -كما يروي- فرصة في جامعة "Inalco" للغات الشرقية في باريس، وبعد سنتين من وجوده في بلد اللجوء تقدم ببحثه إلى لجنة من الاساتذة في الجامعة المذكورة فنال المشروع إعجابهم وشجعوه على إكماله، وأشرف على قسم الأدب "أبو بكر شريبي" وعلى القسم الميوزيكولوجي الباحث الفرنسي "جون لومبير".

ونوّه أبو زر إلى أن بحثه هذا هو بداية لأبحاث أخرى تخص الأنواع الشعرية المتواجدة في الجزيرة السورية، وستتكفل الجامعة بطباعتها نهاية العام القادم.

وختم الموسيقي الشاب مشيراً إلى أن الفكرة من مشروعه هذا محاولة تغيير الصورة السلبية التي ظهرت بها محافظته الرقة خلال السنوات الماضية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(274)    هل أعجبتك المقالة (276)

خليل حمسورك

2019-09-10

خليل حمسورك دائما الابداع الجمال وفعلا الموليا الرقاوية لها نكهة خاصة وانسجام وتماهي مابين المغني واللحن فعندما تسكع حسين الحسن وهو يغني تراه بحالة خشوع صوفي قل نظيره.


ابراهيم الشلاش

2019-09-10

احسنت فنانا الرائع قيصر ابو زر شكراً لك ولكل من رفع اسم بلاده وكان وفياً لبلاده وأهلها وتراثها شكراً لك ايها القيصر.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي