يعكف الفنان السوري "ابراهيم برغود" والفنانة الجزائرية "ختيمة ابن غرس الله" على التحضير لمعرض تشكيلي بعنوان الأمل لدعم تعليم الأطفال السوريين.
ومن المقرر أن يضم المعرض الذي يقام بالتعاون مع بلدية فيينا Wien Margaret لوحات لـ 70 فناناً من مختلف دول العالم تتراوح بين الرسم والتصوير الضوئي وبعض لوحات الخط العربي، وتعكس بمجملها معاناة اللجوء وأوضاع الأطفال السوريين النازحين والمهجرين، وسيتم تخصيص ريع الأعمال المقتناة لدعم "المدرسة الرقمية" التي تعمل على تعليم الأطفال السوريين المقيمين حالياً في المخيمات والقرى الواقعة على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا بعد تهجيرهم من بيوتهم وفقدانهم مدارسهم -كما يقول الفنان التشكيلي "ابراهيم برغود" أحد مطلقي الفكرة لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن فكرة المعرض راودته منذ عدة سنوات، ولكن لم تنفذ لعدة أسباب ومن أهمها التشكيك في العمل الإنساني ومن يقوم بهذا العمل ومن عدة أطراف نتيجة، سوء استخدام هذه الأعمال من أشخاص يقومون باستغلال الوضع الراهن في سوريا.
أما انطلاق هذه المبادرة فبدأت -كما يقول- منذ ثمانية أشهر تقريبا نتيجة حوار بينه وبين الفنانة الجزائرية التي تعمل في الميدان الإنساني، وكانت الفنانة "ختيمة" قد وضعت على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" صورة أحد أنواع المأكولات الجزائرية، وتحدثت عن جوانب من العادات والتقاليد فعلق برغود-كما يقول- بأنه لا يستطيع أن يضع صورة طعام على صفحته، لأن الكثير من الناس لا يحصلون على الخبز ومنهم أهله وأقربائه في المخيمات ومناطق التهجير القسري، فما كان من الفنانة "ختيمة"، إلا أن تواصلت معه وعرضت عليه تتبرع بلوحة من لوحاتها وأخرى لزوجها، ودار الحديث الذي أفضى إلى اتفاق على فكرة مشروع معرض يُقام في "فيينا" التي يعيش فيها حالياً.
وأردف الفنان القادم من حلب أنه بدأ بالتواصل مع الأصدقاء المقربين في تركيا وفي الداخل السوري من أجل البحث عن جمعية تعمل في مجال العمل الإنساني وأن تكون موثوقة في العمل وتقديم المساعدات بشكل جيد في تركيا وفي الداخل السوري.
ونوّه محدثنا إلى أن الهدف الأول من المشروع كان دعم التعليم لأنه الركيزة الأساسية لبناء الانسان ولرسم البسمة على وجوه الأطفال وزرع الأمل في قلوبهم.
واستدرك أن الطفل الذي يجوع يوماً أو يومين لا بد أن يجد الطعام بعد ذلك والطفل الذي يبرد لأيام عدة سيأتي يوم ويجد الدفء في خيمة أو منزل مهجور ولكن من يفقد التعليم في طفولته لا يستطيع أن يحصل عليه بعد ذلك ما يعني فقدان أجيال دون علم أو دراية منا".
"برغود" لفت إلى أن الخطوة الثانية لمشروعه و"ابن غرس الله" كانت التواصل مع أصدقائها الفنانين من جميع دول العالم عبر الإيميلات وكان الهدف -حسب قوله- كان الهدف جمع 50 لوحة من فنانين متبرعين ومن جميع دول العالم وشاء القدر-كما يقول- أنهما حصلا على أكبر من هذا العد من فنانين مميزين، وتقاسم مع الفنانة "ابن غرس الله" مهمة التحضير والتجهيز للمعرض الذي من المقرر افتتاحه في 2 تشرين الأول اكتوبر القادم.
ونوّه "برغود" إلى أن الخطة الأصعب في التحضير للمعرض كانت حجز صالة لأن صالات العرض في "فيينا" غالية الثمن ونادرة وتطلب الحجز قبل سنة أو سنتين، ولكن نتيجة تواصله اليومي مع الاصدقاء الفنانين في العاصمة النمساوية توصل إلى حجز صالة عرض تابعة لبلدية "فيينا" أو ماتسمى هناBezirksamt Margareten بلدية الحي الخامس التي قدمت مجاناً للقائمين على المعرض.
وحول ريع المعرض أوضح المصدر أن الفكرة كانت أن يقدم كل فنان لوحة أو لوحتين أو أكثر حسب رغبته هدية أو تبرعاً لمعرض الأمل، أي أن كل اللوحات المقدمة يعود ريعها لصالح المدرسة الرقمية التي تعمل في المخيمات والقرى النائية داخل سوريا على الحدود السورية.
وسيتم الإتفاق على أخذ تصريح من كل زائر يقوم بشراء لوحة يتضمن التصريح اسم المشتري واللوحة المشتراة وسعرها بالإضافة إلى وثيقة من المدرسة الرقمية التي حصلت على ثمن اللوحة وإرسال هذا التصريح إلى الفنان صاحب العلاقة كي يبقى بمثابة وثيقة لأن لوحته أصبحت ملكية إحدى المقتنين، تداركاً لأي تساؤل لأن الهدف من المعرض إنساني بالدرجة الأولى ومن أجل بناء جيل مثقف يحمل مسؤولية بناء وطن جديد يسود فيه الأمن والعدالة والمساواة بين أبنائه.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية