أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لأنه صوت ضد رغبات "ترامب البريطاني".. بريكست تطيح بحفيد تشرشل من مقعد شغله 37 عاما

سواميس وجده تشرشل

ما تزال ارتدادات "بريكست"، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تتلاحق كل لحظة في المملكة المتحدة ملقية بظلال كئيبة على المشهد السياسي والحزبي، بل وحتى على مشهد "الديمقراطية" التي توصف بريطانيا بأنها صاحبة أعرق تجربة في مجالها.

وفي هذا الإطار، أطاح حزب المحافظين الذي يتزعمه "بوريس جونسون" بواحد من أعرق البرلمانيين الإنجليز، وأشدهم ارتباطا بالزعيم التاريخي "ونستون تشرشل"، لمجرد أن هذا البرلماني اختار التصويت ضد خطة "جونسون" لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأي ثمن كان، تحت شعار "افعل أو مت" (do or die) التي قارن فيها بين الحياة والموت من جهة، وبين خروج بلاده أو بقائها ضمن الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.

فقد صرح حفيد تشرشل، نيكولاس سواميس، أن حزب المحافظين أخطره بفصله بسبب تصويته ضد خطط "جونسون"، الذي بات يعرف باسم "ترامب البريطاني" لشدة شبهه بالشكل والتصرفات مع الرئيس الأمريكي "ترامب".

وكان "سواميس" من بين عدة نواب في الحزب الحاكم الذين تحدوا أوامر "جونسون" وصوتوا ضد خطته لإتمام "بريكست" بحلول نهاية الشهر القادم وبأي ثمن.

"سواميس" الذي يعتقد كل من يراه أنه ينظر في وجه "تشرشل" لشدة شبهه بجده، قال إنه حزين لإبلاغه بقرار فصله من حزب المحافظين بعد 37 عاما قضاها فيها، ولم يصوت خلالها سوى 3 مرات ضد رغبات هذا الحزب.

وكدليل على حزنه ويأسه من الحال التي وصلتها بريطانيا، أعرب "سواميس" عن عدم رغبته بالترشح لأي انتخابات برلمانية جديدة.

وإذا كان "سواميس" أبرز المحافظين الذين فصلوا من الحزب، فإن ليس الوحيد الذي عصفت به الأزمة، فقد تمت الإطاحة بنحو 20 نائبا من نفس الحزب، ما جعل المحافظين يفقدون الأغلبية البرلمانية، وحدا بـ"جونسون" لاقتراح إجراء انتخابات مبكرة، كنوع من الالتفاف على الصفعة التي تلقاها.

ورأى "سواميس" أن الدعوة لانتخابات عامة مبكرة تمثل أمرا مؤسفا، مؤكدا أن هذا الأمر قد تم التخطيط له مسبقا.

وفيما تتصاعد التواترات السياسية والحزبية في بريطانيا كلما انقضى يوم على "بريكست"، يحذر مراقبون ومحللون من أن إتمام الأمر بدون اتفاق مع "الاتحاد الأوروبي" سيكون له عواقب اقتصادية وخيمة على بريطانيا، وربما تصل تلك العواقب إلى نقص في إمدادات الغذاء والدواء.

لكن "جونسون" يعتبر هذه التحليلات مجرد تهويلات، مؤكدا مضيه في تطبيق خطة "بريكست" للخروج من الاتحاد الأوروبي بنهاية تشرين الأول/أكتوبر القادم، وعدم السماح بأي تأجيل جديد.

زمان الوصل
(134)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي