أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في ندوة نقدية...الدراما السورية من النص الأدبي إلى الدرامي

الفن لغة العالم وقيمة المجتمعات قد تحدد أحياناً بما تملكه من مخزون فني متوارث على مدى عدة أجيال ومن ضمن هذه الفنون فن الدراما -والدراما السورية قدمت نفسها بقوة

 

واستطاعت أن تقف على الساحة الفنية العربية بشموخ وقدمت للمشاهد العربي العديد من القضايا الاجتماعية وعالجتها من منظور فني متقدم، وقد أقيمت ندوة نقاشية حول الدراما السورية -الدراما السورية بين النص الأدبي والنص الدرامي- في المركز الثقافي العربي -العدوي- بحضور الكاتب حسن م يوسف والفنانة يارا صبري والكاتب خطيب بدلة، وفي البداية قدم لنا الكاتب حسن م يوسف لمحة عن موضوع الدراما فقال:‏

هي جزء أساسي في المحتوى الدرامي واستطاعت الثقافة السورية أن تحقق نفسها من خلال الدراما على المستوى العربي، فالدراما السورية منذ أيام الأسود والأبيض ومجموعة الأعمال القديمة أسست تقاليد من الجرأة والنزاهة والتجريد وما زلنا نطمح أن نصل لمستواها ونحن كطلاب وتلاميذ وأساتذة استطعنا أن نصنع من الضعف قوة ووضعنا أسس الدراما السورية ونحن نشكل خيطاً من نسيج رائع واستطاعت الدراما السورية أن تكون سفيراً فوق العادة لكل جوانب البيئة السورية، وسورية لديها كنز حقيقي، والأهم من ذلك الفرد السوري المتعاون والمخلص والشارع هنا متفهم وجدير بالاحترام.‏

- الكتابة فن وموهبة‏

وأضاف الكاتب م. يوسف: الكتابة ليست حرفة أو مهنة بل هي موهبة ومع احترامنا للنهج الأكاديمي فهو لا يخرج موهوبين ولكل كاتب الحق، أن يتناول أي موضوع يعبر عن نفسه وحقيقته والتعدد والتنوع من حق الكاتب وواجبه وأنا ككاتب هذا اختياري في حياتي وليس ملزماً لأحد- أنا أريد وأحب أن أكون مفيداً- فمن خلال المشهد أمرر فكرة أو معلومة ويهمني أن أكون درامياً ومشدوداً ولا أريد أن أكون بلا لون أو طعم.‏

والفن حالة تبصر وليس مرآة للواقع فهو يعبر عن المشكلة ويعكسها ويعيد انتاج واقع متقن فني يعبر من خلاله عن القوى والقوانين الخفية التي تحرك الأشخاص.‏

لقد أطلت علينا الفنانة يارا صبري كممثلة أما ككاتبة فهذا ما سألناه لماذا توجهت للكتابة؟ فأجابت: نحن الممثلين يقدم لنا الموضوع كنص والممثل مخير ضمن مجموعة من النصوص يأخذ منها ما يستهويه وأنا ممثلة أقدم مشكلات المجتمع، أما الكتابة فهي تجربة بالنسبة لي إما أن أنجح وإما لا، وفعلاً أريد أن أقدم فكرة نص وأطرحه كما أريده أن يطرح وهي تجربة صعبة، فبعض النصوص تحد من خيالنا إضافة إلى الرقابة التي لا تقدم كل ما يكتب لكن التجربة ممتعة لأن فيها خلقاً وتقديماً لمشكلات حقيقية وفكرة مشروع مستمر، وقد خضت التجربة وأتعبتني فهي بحاجة لوجود ثقافة درامية وطريقة سرد وأسلوب بسيط إلى جانب التحليل النفسي لكل شخصية والكتابة عالم مبدع جداً وغني.‏

أما الكاتب خطيب بدلة فلماذا استهواه هذا النوع من الكتابة؟.‏

عن سبب حبه لهذا النوع من الكتابة قال الكاتب خطيب بدلة: استهوتني في منتصف حياتي الأدبية، هذا النوع من الكتابة -اللون الساخر هو اللون الذي يناسبني والكوميديا لا يمكن أن تقام إلا على قضايا مهمة، وإذا لم يكن الأديب متمكناً من هذا النوع من الكتابة فسوف يفشل لأن له نكهة خاصة وهناك معادلة في الدراما هي التوقيع على النص -احترام التوقيع- واحترام الشخص الذي يقرأ هذا النص، وببساطة النص هو الأساس في العمل الدرامي وإن أول من أحدث هذه الثورة هو المخرج هيثم حقي والدراما السورية قامت دون وجود اختصاصيين وهم أناس لهم تاريخ عريق لم يدرسوا الكتابة الدرامية وأنا منهم فهي موهبة خاصة والدراما ليست لغة تتحدث عن أناس أسوياء بل تتحدث عن أناس مأزومين، فالأسوياء إذا أقمت لهم مسلسلاً يكون غير مهم والذي يصنع الأحداث هم الناس المأزومون وأصحاب المشكلات وهذا ما نسميه قاع المجتمع -فهو العالم الرحب للدراما، والدراما السورية تقدم المجتمع السوري بكل ما فيه من سياسي وثقافي وعامل وهي دراما جريئة مرت بمراحل متعددة، وأتمنى أن يكون هناك حالة تنفس وأن يعاد النظر بكيفية تسويق هذه الانتاجات العظيمة والرائدة.‏

الثورة
(132)    هل أعجبتك المقالة (132)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي