لم تكتمل فرحة اللاجئ السوري "أبو علي" بإنجاب زوجته لتوائم أربعة أثناء أدائها فريضة الحج ثاني أيام عيد الأضحى بعد أكثر من ثلاث سنوات من انتظار مولود جديد، إذ سرعان ما تحولت الفرحة إلى حزن وقلق عندما فوجئ (أبو علي) بمطالبة المشفى له بمبلغ 270 ألف ريال قابلة للزيادة كل يوم.
وفاجأت آلام المخاض الوالدة البالغة من العمر 23 سنة بعد حمل استمر 34 أسبوعاً فقط، وهو الحمل الثاني لها بعد 5 سنوات.
وروى والد التوائم لـ"زمان الوصل" أنه أسعف زوجته إلى قسم الطوارئ في مستشفى النساء والولادة والأطفال في منطقة "العوالي" بمكة المكرمة، وولدت عن طريق عملية قيصرية بنفس اليوم، ونقل طاقم المستشفى المواليد إلى العناية المركزة لحديثي الولادة بحالة مستقرة، ليتم توصيلهم بالأجهزة الطبية الداعمة للتنفس، حيث كانت أوزان التوائم الأربعة تتراوح مابين 1300 غرام و1800 غرام، وتم وضع طفلين منهما في العناية المشددة وواحد في قسم المتوسطة، فيما تم تخريج الطفل الرابع بعد أيام من ولادته إلى المنزل.
وأردف محدثنا أنه فوجئ بالمشفى الحكومي يطالبه بدفع مبلغ 270 ألف ريال حتى تاريخ 24/ 8 / أي مبلغ 3700 ريال في اليوم للطفل الواحد في حضانة الخدج أي أن المبلغ يمكن أن يصل إلى رقم هائل -كما يقول- مضيفاً أن المشفى عرض عليه تبصيمه على المبلغ وإخراج الأطفال.
وتابع الأب المتحدّر من "كفر بطنا" بالغوطة الشرقية أنه طلب من المشفى إشعاراً بالمبلغ لمحاولة التواصل مع الجمعيات الإنسانية وأهل الخير، ولكنهم رفضوا إعطاءه الإشعار إلا بعد إخراج المواليد الثلاثة الباقين.
وكشف محدثنا أن إدارة المشفى قالت له إن أطفاله ليس لديهم أهلية علاج وكانت الأمور –كما يقول- تسير على ما يرام حتى أن المشفى ووسائل الإعلام السعودية هللوا للخبر وتمت متابعة هذه الحالة النادرة على عدة مستويات.
وكشف المصدر أنه يقيم في المملكة العربية السعودية ولديه إقامة منذ 9 سنوات وزوجته زائرة منذ ذلك التاريخ، علماً أنها ولدت طفلاً قبل ثلاث سنوات ونصف في نفس المشفى ولم يطالبوه بأي مبلغ.
ويرقد ثلاثة من الأطفال التوائم في المشفى واثنان منهما -كما يؤكد- والدهما مصابان بحالة تسمم بالدم وحالة ضيق في التنفس في عناية العزل، والمولود الثالث في العناية المتوسطة، والثلاثة قيد العلاج ولذلك لم يتم إعطاؤه إشعار بالمبلغ المطلوب، أما الطفل الذي تم تخريجه إلى المنزل فهو في حالة جيدة نسبياً.
وكشف محدثنا أن بعض الأشخاص تواصلوا مع جمعيات خيرية، ومنها جمعيتي "زمزم" و"الراجحي" فأكدتا عدم قدرتهما على تغطية المبلغ المطلوب، ولكنهما يمكن أن تدلنا على أهل الخير، غير أنهما اشترطتا الحصول على فاتورة بالمبلغ الذي يملك 200 ريال منه وخصوصاً أنه عاطل عن العمل منذ أشهر.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية