أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بري: اذا فشل اللبنانيون فسيحلها السعوديون والسوريون

نصرالله وجنبلاط يناقشان آفاق المرحلة المقبلة في لبنان في اجتماعهما الأول منذ ثلاث سنوات.

عبر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في حديث نشر الجمعة عن امله في ايجاد حلول للاستحقاقات القادمة في لبنان "من صنع لبناني"، معتبراً ان التدخل السعودي السوري سيكون ضرورياً في حال حصول عرقلة.

وتمنى بري في حديث الى صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية الصادرة في لندن ان "يتم اخراج الحل لبنانياً وان نصل الى حل صنع في لبنان (...) اذا حصلت عراقيل، فلا بد من العودة الى قاعدة س.س ولا بد من ان يعمل السعوديون والسوريون على التدخل لضبط الايقاع مجدداً".

واشار الى ان "التفاهم السوري السعودي كان ولا يزال مفتاحاً لايجابيات كثيرة على الواقع اللبناني".

وكان بري يرد على اسئلة تتعلق بانتخاب رئيس للمجلس النيابي الجديد المنبثق عن انتخابات السابع من حزيران/يونيو، وتشكيل حكومة جديدة.

ورأى بري ان الدعوة لن توجه الى البرلمان لانتخاب رئيس له "الا بعد تأمين التوافق السياسي" على هذا الموضوع.

وتنتهي ولاية المجلس النيابي برئاسة بري السبت 20 حزيران/يونيو.

ويفترض ان يوجه رئيس السن في المجلس الجديد، وهو النائب عبد اللطيف الزين المنتمي الى كتلة "التنمية والتحرير" برئاسة بري، دعوة لعقد جلسة انتخاب الرئيس ضمن مهلة خمسة عشر يوماً.

وبري هو المرشح الوحيد حتى الآن لرئاسة المجلس، وهو احد اركان المعارضة.

وفيما اعلن النائب وليد جنبلاط، احد اركان الاكثرية، تأييده شخصياً لاعادة انتخاب بري، فان قوى اخرى في قوى 14 آذار (الاكثرية) اعلنت تحفظها على بري متهمة اياه بانه عرقل عمل مجلس النواب خلال فترة ولايته الاخيرة.

وتعود رئاسة المجلس النيابي في لبنان للطائفة الشيعية.

ويصعب في ظل النظام اللبناني القائم على التحاصص الطائفي، ايجاد مرشح شيعي اذا لم ترض عنه المعارضة التي ابرز مكوناتها حزب الله وحركة امل الشيعيان، بالاضافة الى التيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشال عون.

ويرى المحللون ان التجاذب الحاصل في مسالة اعادة انتخاب بري مرده محاولة الاطراف استخدام ورقة رئاسة المجلس من اجل التفاوض كذلك على الحكومة المقبلة التي لا تبدو الطريق معبدة امامها، بالنظر الى مواقف الافرقاء المتضاربة.

من جهة أخرى عقد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله والنائب وليد جنبلاط لقاء الخميس حسبما افاد حزب الله، هو الاول منذ ثلاث سنوات بين الرجلين المنتميين الى جبهتين سياستين متنافستين.

وقال حزب الله في بيان الجمعة ان الامين العام لحزب الله استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، مشيراً الى ان الرجلين "اجريا معا مراجعة معمقة للمرحلة السابقة في محطاتها المختلفة، وناقشا آفاق المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة".

واضاف البيان انهما "اكدا على ضرورة العمل سويا من اجل الانتقال بلبنان والمنطقة من حالة التأزم الى حالة التعاون بين الجميع بما يمكن لبنان وشعبه من مواجهة الاستحقاقات الكبرى القادمة".

وكان اللقاء الاخير بين نصرالله وجنبلاط حصل على طاولة الحوار الذي عقد بين الاطراف اللبنانيين في شتاء وربيع 2006.

وبلغت العلاقات حداً كبيراً من التوتر بينهما مع انتقاد قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية النيابية والتي ينتمي اليها جنبلاط لاقدام حزب الله على خطف جنديين اسرائيليين على الحدود في تموز/يوليو 2006، وهي عملية ردت عليها اسرائيل بحرب مدمرة استمرت 34 يوما.

وكان جنبلاط رأس الحربة في الصراع السياسي ضد حزب الله بعد الحرب مع انفجار الازمة السياسية التي تسببت بشلل البرلمان والحكومة، حتى احداث السابع من ايار/مايو التي تخللتها معارك بين انصار قوى 14 آذار وانصار قوى 8 آذار وابرز مكوناتها حزب الله.

واندلعت المعارك في شوارع بيروت اثر قرارين اتخذتهما الحكومة اللبنانية بالتحقيق في كاميرا نصبها حزب الله قرب مطار بيروت وشبكة اتصالات خاصة به.

وكان اكثر المتحمسين من اجل اتخاذ هذين القرارين النائب جنبلاط ووزراء حزبه في الحكومة.

الا ان وليد جنبلاط اعتمد خلال الحملة الانتخابية الاخيرة التي سبقت الانتخابات النيابية في السابع من حزيران/يونيو لهجة معتدلة وتوافقية، ومد اليد الى حزب الله الذي قابله بخطاب مماثل.

وفازت قوى 14 آذار باغلبية مقاعد مجلس النواب في الانتخابات.

وقال بيان حزب الله ان جنبلاط ونصرالله "اتفقا على استمرار التواصل والتشاور خلال المرحلة المقبلة".

وشهد لبنان في 2006-2007 ازمة سياسية حادة تطورت الى معارك بين انصار الاكثرية والمعارضة وانتهت من خلال تدخل عربي قوي جمع الاطراف المختلفين في الدوحة.

وتم في مؤتمر الدوحة الاتفاق على انتخاب رئيس توافقي للبنان بعد شغور المنصب لمدة سبعة اشهر وتشكيل حكومة وحدة وطنية ضمت الاكثرية والمعارضة ورأت النور بعد اشهر طويلة من التجاذبات.

ورغم الخطاب التوافقي والهادئ لكل الاطراف منذ انتهاء الانتخابات، لا يبدو ان الطريق معبدة امام تشكيل حكومة، بالنظر الى مواقف الافرقاء المتضاربة.

ميدل ايست اونلاين
(107)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي