أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هنا "القصير"...مخرج لبناني يصور فيلما عن حرب تموز في بيوت آوت الهاربين منها

البيوت التي صور بها الفيلم كانت ملجأ للفارين من حرب تموز !

في خطوة تذكرنا بما قام به المخرج السينمائي "جود سعيد" في فيلمه "مطر حمص" لم يجد المخرج اللبناني "أحمد غصين" مكاناً يحاكي أحداث فيلمه الجديد "جدار الصوت" (إنتاجٌ لبناني فرنسي ألماني) سوى أطلال مدينة "القصير" المدينة التي كانت أول من استقبل وآوى مهجري الحرب اللبنانيين في حرب تموز 2006، بدعوى محاكاة الدمار الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي على لبنان، متجاهلا أن دمار القصير كان على يد ميليشيا حزب الله وقوات الأسد.

وتدور أحداث الفيلم المنتزع من سياقه المكاني خلال حرب تموّز 2006 وتحديداً أثناء وقف لإطلاق النار مدّته 24 ساعة، حيث يخرج "مروان" بحثاً عن والده الذي رفض مغادرة قريته الجنوبية ويترك زوجته "رنا" تستعد بمفردها للهجرة إلى كندا، ولكن المفارقة أن البطل الذي تحدى الدمار بإعادة الاعمار في فيلم "غصن"، هو الفاعل المحدث للوكيشن التصوير في "القصير" المدمرة بآلته العسكرية، وفق ناشطين.

ولاقت فكرة تصوير الفيلم على أطلال "القصير" ونكبة أهلها تعليقات مستهجنة من نقاد وفنانين وناشطين رأوا أن هذا الأمر يعكس أزمة أخلاقية، حيث علّق الكاتب اللبناني "روجير عُطى" في منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، أن "غصين" لم يكتف بتصوير مشاهد الدمار في "القصير" فحسب، بل سجل أيضاً، أصواتا من المعارك في سوريا، ليستثمر هذا المحتوى بإخراج فيلمه، مستفيداً من معاناة السوريين.

وطالب عُطى المخرج الذي ذهب بالتنسيق مع حزب الله وعلى مرأى من نظام الأسد، حيث صور مشاهد للدمار الذي أحدثاه في تلك المنطقة" بتقديم شرح علني للقضية، معتبراً أن "هذه ليست قصة شخص واحد بإرادته وإدارته، ولا قصة فعلة عارضة ومغفلة. هناك، وبوضوح، انحطاط متعاظم يعبر كل الأوساط"، يتجسد بمحاولة "الوصول (للغايات) بأي طريقة من الطرق".

وعبّر الفنان اللبناني "علي أحمد مراد" عن اعتقاده بأن هناك خللاً أخلاقياً في أن يستعمل المخرج "غصين" الدمار في "القصير" أو "الزبداني" كديكور عن فيلم يتناول حرب تموز التي شنها العدو الإسرائيلي، وأن يقوم المخرج المذكور بتصوير فيلم في منطقة مدمرة وتحت سيطرة من دمرها وبالتأكيد بالتنسيق المباشر معهم، فهذا فيه الكثير من الازدراء لحياة ومصير وبيوتات هؤلاء المدنيين سكان هذه المناطق، عندما تتحول سوريا المدمرة بفعل فاعل إلى ديكور لحروب العدو الإسرائيلي، تصبح رسالة الفيلم التي تدين الحروب ونتائجها غير ذات قيمة.

وتساءل الناقد الفني "محمد حجيري": "هل يجوز استعمال صور خراب مدينة في سوريا، لتكون عن فيلم مسرحُه لبنان؟ واستدرك:"هل نحن أمام معضلة أخلاقية هنا؟ بالطبع هناك حساسية مفرطة في هذا الموضوع، حساسية تتعلق بالصراع والهوية والحرب وطريقة التوظيف، والرأي اللبناني والرأي السوري، وتدخل "حزب الله" في سوريا، مضيفاً أن بعض الأفلام سبق لها أن أحدثت بلبلبة شبيهة، سواء لناحية اختيار الموضوع أو مكان التصوير.

وبدوره أشار الناشط الإعلامي "جعفر محب الدين" لـ"زمان الوصل" إلى أن ظروف ومكان تصوير فيلم "جدار الصوت" غير معروفة لأن مليشيا حزب الله تحكم سيطرتها على "القصير"، وأساسا ليس هناك مدنيين فيها ومنذ حوالي ثلاثة اشهر دخل 350 شخصاً إلى المدينة.

وروى ابن مدينة "القصير" الذي عمل مع الهلال الأحمر كمتطوع آنذاك يخدم الهاربين من الحرب أن البيوت المدمرة التي تم تصوير الفيلم وسطها كانت مستنفرة عام 2006 لاستقبال وإيواء اللبنانيين الهاربين من الحرب بدل أن يشير المخرج في فيلمه إلى أن اللبنانيين نزحوا الى مدينة "القصير" عام 2006 ووجدوا ملاذاً جاء لتصويرها كمحاكاة لجنوب لبنان الذي دمر آنذاك دون أن يرف له جفن أو يشعر بتأنيب الضمير.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(290)    هل أعجبتك المقالة (356)

2019-08-26

الدمار الذي افتعله النظام وحزب الشيطان لا يقل عن مستوى الدمار الذي أحدثه قصف الاسرائيليين على لبنان في 2006 بل يزيد عن ما فعلته اسرائيل. يمكن المخرج يريد أن يقارن بين جرائم النظام وحزب الشيطان من جهة وبين جرائم القصف الاسرائيلي من جهة أخرى.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي