أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عن العبث الذي نحن فيه... ماهر شرف الدين*

عاينوا تماثيلَ حافظ الأسد التي دمَّرها المتظاهرون الأوائل، ستتفاجأون بأنه انتصبَ مكانها أشباحُ هؤلاء.

نبذُ الخطاب المتطرّف مهمٌّ لنا كسوريين، وليس من أجل أن يُصدّقنا العالم.
فنحنُ لا نُمثّل حياتنا، بل نعيشها.

***

المحاججون بأنَّ العالم سيقف مع الأسد بغضّ النظر عن خطابنا، يحسبون الثورةَ تمثيليةً، لجنةُ تحكيمها منحازةٌ.

***

ننبذُ التطرُّفَ ليس من أجل أن يكون العالم معنا، بل من أجل أن نكون مع أنفسنا.

لا ننبذه لأجل سباقٍ انتخابيّ عالميّ نخوضه مع النظام، فنربح أو نخسر.

بل ننبذه لأنه، ببساطةٍ، ينبذُ الحداثة والمستقبل.

***

الخطاب المدنيّ الذي منه انطلقت الثورة، لا بدَّ أن تعود إليه إذا أرادت تصحيح مسارها.

إنه خطاب الإنقاذ الوطني المؤسّس لقيامةٍ ثانيةٍ للثورة.

***

إلقاء اللوم على أيّ جهةٍ، سوى أنفسنا، ليس خداعاً للذات فحسب، بل هو تدمير لما تبقَّى من هذه الذات.

بعض ما نحن فيه صنعه عمى العامَّة وتعامي النخبة.

***

الهزيمة بدأت في اللحظة التي هلَّلنا فيها لمقاتلين غرباء، ومتطرّفين، بحجَّة أنهم "أشدَّاء" في القتال. في اللحظة التي قَبِلْنا فيها مُلثَّماً قائداً لفصيل، وقَبِلْنا فيها مشاهدة الجولاني وهو يعطينا ظهرَه في مقابلاته الأُولى.

***

إعفاء أنفسنا من أيّ مسؤولية تجاه ما وصلنا إليه - بحجَّة تآمُر العالم علينا - هو فعل تزوير.

لقد نفَّرنا القريبَ قبل البعيد، وجعلنا الثورة تأكل أبناءَها.

***

النشطاء الذين قتلهم تنظيم الجولاني، اغتيالاً في الشوارع أو تعذيباً في السجون، كانوا كلَّ ما تبقَّى من فرسان الوجه المدني للثورة، بعدما تكفَّل الأسد باغتيال زملائهم الأوائل.

***
هل يمكن للنقاش الوطني أن ينحدر إلى دركِ تسويغِ خطابٍ، مُعادٍ للحضارة والمنطق، مثل خطاب "تنظيم القاعدة"؟!

أليس هذا الانحدار هو الهزيمة الفعلية الأشدّ هولاً من الهزائم السياسية والعسكرية؟!

***
بشار الأسد ليس مديناً ببقائه لبوتين فحسب، بل – أيضاً وأوَّلاً - لأبي يقظان المصري والجولاني والمحيسني والبغدادي.

عاينوا تماثيلَ حافظ الأسد التي دمَّرها المتظاهرون الأوائل، ستتفاجأون بأنه انتصبَ مكانها أشباحُ هؤلاء.

*شاعر وكاتب سوري - من كتاب "زمان الوصل"
(224)    هل أعجبتك المقالة (226)

Wardan Aldure

2019-08-26

كلامك دقيق وفي محله... ولن تتوفر الإرادة الدوليه لتغيير عصابة البعث الأسديه طالما هي مستمره في تدمير سوريا الإنسان والبنيان والتاريخ يشهد للأب من مجازر الثمانينات إلى يومنا هذا.... فهل نحن جاهزين لعقد اجتماعي أفراد ومؤسسات واحزاب على توقيع هذا العقد أمثال الدول المتقدمه.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي