أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جلال دمير... عدنان عبدالرزاق*

دمير مع أطفال سوريين بأحد المخيمات - زمان الوصل

بعربيته الجيدة، قال لي بعد حديث مفتاحي حول ما آل إليه حال بعض السوريين بتركيا، خاصة بعد حملة "ملاحقة المخالفين بإسطنبول": اسمح لي، معظم السوريين بتركيا، كالذي يغني بالحمام.

سألته ماذا تقصد؟!

أجاب: تغنون ويعجبكم صوتكم، ولا تبحثون عمّن يسمعكم أو يفهم غناءكم.

وليشرح على طريقة تركي يجيد العربية لكنه يستفيض بشرح الفكرة خشية عدم فهمها من متلقيه، أضاف: قل لي كم كتاب صدر باللغة التركية، يوضح موقف السوريين أو يشرح معاناتهم، هل تعتقد أن كل الأتراك يعرفون حقيقة ما يجري، بواقع الدعاية المركزة التي تقودها المعارضة التركية.

وأردف، تركيا خصصت محطات تلفزيونية ومواقع وصحف ناطقة بالعربية لمخاطبة السوريين والعرب، ولكن هل حاولت المعارضة السورية مخاطبة الأتراك بلغتهم؟!

وكمن يحمل هم السوريين، يسرد من القصص والأحداث التي كان لتشويه صورة السوريين وثورتهم، السبب الأهم بتأجيجها.

وقبل أن يعطيني فرصة الإجابة والكلام، قدم لي روايته باللغة التركية "حتى الفراشات تبكي" الذي يوثق خلالها الظلم الذي تعرض ويتعرض له الشعب السوري، منذ أكثر من 50 عاماً، شاخ من عاشوه وهو لم يشخ، مات من كابدوه وهو لا يزال حيا بأبشع وجه له حتى الآن في سوريا.

وقبل أن آتي على بعض حوارنا الذي دار بمدينة نزيب بريف غازي عنتاب التركية قبل أيام، تعالوا أعرفكم سريعاً على متحدثي.

اسمه جلال دمير، كان مدير مخيم نزيب، من أكبر المخيمات التركية التي استضافت اللاجئين السوريين، ومدير مكتب هيئة الإغاثة وحقوق الإنسان والحريات في نزيب "I H H " ومدير مركز الهجرة والدعم المعنوي الذي يحضر لافتتاحه قريبا بمدينة نزيب.

وربما من أهم العلامات المميزة لدمير، أنه سوري بالمعنى العملي، أكثر من جل السوريين بتركيا، فعلى سبيل الذكر ليس إلا، زار خلال عيد الأضحى، كثيراً من بيوت اللاجئين السوريين الذين كانوا بالمخيم الذي أفرغته تركيا أخيراً، ووزع عبر موظفين كمثل النقي "أبو محمود" وبنفسه، لحم الأضاحي على مئات البيوت وآلاف السوريين.

بل يؤثر على زيارة الأطفال خاصة ودفعهم للعلم والعمل، لأنهما برأيه، ثنائية خلاص السوريين بالمستقبل، ويحرص أن يقوم "مركز الهجرة" العتيد، الدور التنموي والتنويري للسوريين.

وأما لجهتي وما قلته خلال لقاء طويل وصريح، فللأمانة، لم يرق لطروحات المستضيف، أو حتى همه الذي يسكنه تجاه السوريين.
حاولت أن أوضح موقف السوريين وفجيعتهم بـ"الأنصار" والمخاوف التي تلف الجميع، بعد الذي حصل بإسطنبول ويعتبره جل السوريين بداية.

نقلت له وجهة نظري وكثيرين مثلي، حول السياسة العاطفية التي عاملت خلالها تركيا السوريين، والتي لا يمكن أن تتمتع بالديمومة، بدليل الذي حصل، لــ"المهاجرين" والتي إن أطربت لن تريح، واليوم لا آفاق للسوريين بتركيا..

وآثرت طيلة لقائي، التفريق بين السياسة والأخلاق، بين الارتجال والاستراتيجية. وبين الأماني والوقائع المتبدلة بناء على الواقع والظروف السياسية.

بيد أن مفاجئتي دائماً، كانت بإقراره بكل، حتى ما يراه السوريون خطأ تركياً.

فجلال دمير ليس من السفسطة ما يفسد جو الحوار، بل يمتاز بواقعية وعملية، تجعلك تسأل نفسك كسوري وعلى الدوام...ماذا فعلت أنا مقارنة بالذي قدمه هذا الرجل المحترم الذي يستأهل أكثر من مقالة صحفية، كرد لجميله على ما فعله لأهلنا وأطفالنا طيلة فترة وجوده مديراً لمخيم نزيب.

وليعزز شعوري، ختم لقائنا بأماني ومحاولات تحصيل حقوق السوريين " سيعقد اجتماع هام خلال شهر أيلول في مدينة أنقرة حول تعليم السوريين. لحل مشكلة ملف المعلمين المتطوعين 

 والمدارس المؤقتة" وسنحاول بمركز الهجرة الذي سيفتتح قريباً، تقديم الدعم المعنوي للسوريين وإقامة دورات تضعهم على طريق العلم والعمل...رامياً معلومة أن نزيب تستضيف نحو 65 ألف سوري في حين سكانها لم يكونوا يزيدون عن 45 ألف نسمة، فهي ثاني مدينة بتركيا بعد كلس، يزيد عدد السوريين فيها على عدد الأتراك.

*من كتاب "زمان الوصل"
(270)    هل أعجبتك المقالة (284)

فردوس الزرزور

2019-08-18

الحوار جيد ومريح للغايه ونأمل من الله عز وجل يفرج على السوريين جميع انا بولايه مرسين معلمه لا أجد اي اعمل ولا يوجد توظيف الامور معقده جدا يجب طرح مشروع المعلمين وتوظيفهم ولكم جزيل الشكر.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي