"بسبب هذه الهوية رفضت الدكتورة معاينة أختي الصغيرة لتموت بعد شهر ونصف تقريباً بحجة مخالفتها للنظام والقوانين"، هكذا كتب لاجئ سوري على صفحته الشخصية في "فيسبوك" في إشارة إلى بطاقة الحماية المؤقتة (كملك) التركية التي كان حيازتها من ولاية أخرى؛ سبباً في إهمال حالة شقيقته المريضة ووفاتها.
وكانت الطفلة "ندى مصطفى" التي لم تكمل السنة الثانية من عمرها قد أُصيبت بحالة إمساك شديد وارتفاع حراري وآلام في الرأس وإقياء يومي، وروى شقيقها "مجد" لـ"زمان الوصل" أن صحة الطفلة تدهورت بشكل كبير وتم إسعافها إلى المشفى الحكومي الجديد في منطقة "قيصري" بتاريخ 15 شباط فبراير الماضي، وعند إدخالها قامت الطبيبة F.T بفحصها بشكل سريع، ولكن موظفة الكمبيوتر-كما يروي- نبهتها إلى أن قيود الهوية الخاصة بالطفلة في مدينة "كلس"، وعندها امتنعت الطبيبة المذكورة عن معاينتها أو معالجتها وتعاملت معهم بطريقة غير إنسانية، ورغم رجاء الأهل رفضت الدكتورة قطعيا القيام بواجبها بسبب "الكملك"، وتم تحويلها إلى قسم عاجل في نفس المشفى أقل تخصصا، وهناك اكتفى الطبيب الذي عاينها بكتابة دواء لها ليتم تخريجها دون فحص حقيقي، إذ اكتفى بتدوين الأعراض.

وتابع المصدر أن "ندى" لم تستفد شيئاً من الدواء الموصوف وبعد أيام نُقلت إلى مركز "دار الشفاء"، الذي يضم أطباء سوريين وأتراكاً فطلب أحد الأطباء السوريين تحاليل دم وبول، واتضح -حسب المصدر- أن لدى الطفلة التهابات في الأمعاء ومجرى البول فتم إعطاؤها أدوية مرة أخرى، ولم تستفد ثانية بل ازدادت حالتها سوءاً.
ومضى الشاب المتحدر من "جسر الشغور" بريف إدلب سارداً فصول معاناة شقيقته مع المرض والإهمال ففي 7 آذار مارس/2019 تم عرض الطفلة على مشفى "Öـ K ـT"، ونظراً لارتفاع حرارتها أعطاها الدكتور خافضاً للحرارة، وتم وضع كمادات باردة على جسدها وفجأة بدأت الطفلة بالارتعاش والرجفان والاختلاج.
وأضاف "مصطفى" أن أطباء المشفى قرروا حينها تحويلها إلى قسم عاجل في ذات المشفى ليخلوا مسؤليتهم من حدوث أي مكروه لها -حسب قوله- وأردف أن أحد الأطباء قام بحمل شقيقته دون أي غطاء رغم أن الجو كان بارداً وخرج بها من المستشفى ليضعها في سيارة الإسعاف وسط ذهول المراجعين وموظفي المشفى.
في القسم الذي حُولت إليه "ندى" لم يتم إدخالها إلى غرفة العناية المركزة كما تقتضي حالتها، بل وضعت في قاعة عادية في حالة من فقدان الوعي.
وأردف المصدر أن شقيقته الصغيرة أُصيبت بعد أيام بتوقف القلب وانخفاض ضغط الدم وفشل في وظائف الكبد وبتاريخ 4 نيسان ابريل 2019 فارقت الحياة.
وكشف محدثنا أنه قدم شكوى لمكتب التواصل برئاسة الجمهورية التركية (جيمر) وفوجئ -كما يقول- أن وزارة الصحة كتبت تقريراً بـ 10 صفحات يحتوي الكثير من المعلومات المغلوطة بخصوص ما حصل للطفلة، ومنها إدعاؤهم أنه أدخلها إلى المشفى بغير اسمها، ولم يُذكر أي اسم للدكاترة المتهمين بالإهمال والتسبب بوفاة الطفلة، علاوة على إخفاء العديد من الدلائل التي تدينهم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية