أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لعبة القط والفأر ... اخراج محافظة دمشق

 

أغارت عناصر شرطة محافظة دمشق مساء  يوم الاثنين 8 حزيران على سوق شارع الاصمعي في منطقة جوبر في محاولة منها للتصدي لظاهرة  البسطات و الباعة الجوالين ، هذه الغارة الناجحة والكمائن المحكمة التي قامت بها عناصر شرطة المحافظة اسفرت عن الايقاع باحد اخطر رموز الفساد والتلاعب في الاسواق .... الطفل العاجز رامي محناية 16 عاما...


رامي الذي بدا خائفا ومرتبكاُ قال لنا بلهجة طفولية :
 "احاط بي ما يقارب مليون من عناصر الشرطة ومنعوني من البيع في انتظار قدوم الرافعة التي سترفع عربتي وتصادرها ... انا ابيع بضائع شعبية باسعار تتراوح ما بين 5الى 10  ليرات سورية لا اكثر ، منها احاول مساعدة ابي في اعالتي واخوتي الثلاثة "

الحشود التي كانت شهود عيان على هذه الحادثة ابدت  سخطها الشديد نتيجة تصرف عناصر المحافظة وحزنها لعدم قدرتهم على مساعدة الطفل المسكين او التخفيف عنه، احد المتواجدين قال لزمان الوصل : لماذا لا يكافحون الاسعار المرتفعة والغش  والفقر ....!!! انظر اليه انه عاجز هل يريدونه ان يتسول ؟؟؟؟
شخص اخر كشف عن بطن وصدر الطفل وقال انها خريطة هل ترى ؟؟ في اشارة لاثر العمل الجراحي الذي خضع له رامي منذ صغره .

كثيرون  من زبائن رامي يجدون عنده ما يناسب قدرتهم الشرائية التي مازالت تتقلص مع تفشي ظاهرة الغلاء وان كانت جودة البضائع لا تضاهي تلك المو جودة في المتاجر  ومراكز التسوق الكبيرة الا انها تقدم لهم اشباع لرغباتهم الشرائية ورضا عن انفسهم في ان معاُ لمساهمتهم في مساعدة طفل مراهق يتحدى الاعاقة وياكل من عرق جبينه بشرف .


معاناة يومية منذ سنين ....

في اتصال هاتفي مع والد الطفل السيد هشام محناية   40 عاماُ قال :
 " منذ ولادة رامي لا حظت ان جسده يميل للزرقة وبعد معاينة عدة اطباء له وفي المراحل النهائية من رحلة من سيربح المليون في تحديد وتشخيص سبب مرضه الملعون
قرر الاطباء انه بحاجة الى تدخل جراحي وان لديه ثقب في القلب ومصاب بجلطة سببت له شلل نصفي وعاهة دائمة لا يستطيع معها تحريك يده اليسرى ، اجريت له العملية بعد ان دفعت 250 الف ليرة سورية ... ويضيف السيد هشام .... لو انك وضعت صغيري في كفة ميزان والنقود المدفوعة في الكفة الثانية  لرجحت الاخيرة لامحالة ..!!! لقد كان ضعيفاُ جداُ ......، لم استطع ان ادخله الى مدرسة خاصة فانا اعمل سائق سيارة واتقاضى مابين 10 الى 15 الف ليرة سورية انفقها على اطفالي الاربعة ومنهم رامي الذي يحتاج لادوية دائمة بما يزيد عن 4 الاف ليرة سورية وبعضها اشتريها له من لبنان ...من دون الدواء هنالك خطر على حياته .
في المدرسة الحكومية لم يجد من يراعي وضعه الصحي او يهتم لاحتياجاته الخاصة فترك المدرسة بعد او وصل الى الصف السابع بشق الانفس ، كيف سيستطيع التاقلم والتعايش مع المجتمع الحقيقي ؟؟؟؟ هل توجد اي حرفة او مهنة يدوية استطيع ان اعلمها له وهو بيد فعالة واحدة والاخرى معاقة !!! ماذا افعل ؟؟؟؟ " يسال الاب 
 ثم يتابع حديثه " وضعت له هذه السيارة وبها  الصندوق الذي يحوي بضائعه وقد صممنا للصندوق حركة ميكانيكية تمكن رامي من التعامل معه بيد واحده .. طفلي يصارع على جبهتين فهو هدف سهل لصغار النفوس من الزبائن الذين يحاولون استغلال وضعه الصحي لسرقة بضائعه من جهة ودوريات مكافحة البسطات من جهة اخرى "
والتي اكد السيد هشام انها اخذت في احدى المرات كامل بضاعته ولم تعد له منها شيئا ُ
 

كوابيس تراود الطفل ..... اريد حقِ ولن اسكت.

يتابع والد رامي سرد قصته :

" تقدمت بطلب لا صدار بطاقة معاق،  واجرو لرامي عدة فحوصات   ومازلت انتظر النتيجة وكل مرة اراجع فيها يقولون لي عد بعد مدة وهكذا حتى الان ..
بعضهم قال لي انك تستطيع ان تحصل على رخصة لسيارة معاق ..ما حاجتي بها ؟؟؟؟؟ وهل املك ثمنها ؟؟؟  طبعا لا...   اريدهم ان يعطوا رامي كشك يعمل به فيكفيه حاجة الناس وشر سؤالهم لن اتركه يسال الناس او ينتظر الاحسان اريده ان يتعلم كيف يكسب قوته بجهده ولن استسلم بسهولة وكلما صادروا له بضائعه ساجلب له غيرها ليحس بمعنى العمل وقيمته ولتبقى نفسه عزيزة عليه ولايشعر انه عالة على المجتمع ابدا ُ
وبعد ان استقدمت شرطة المحافظة الرافعة واخذت عربة ابني العاجز توجهت الى المحافظة وهناك التقيت الملازم اول  ( ايهم _ غ _ ج) وحاولت ان اشرح له وضعي ووضع ابني الصغير فما كان منه الا ان اعتدى علي بالضرب والشتائم امام عيون ابني الصغير  وامر ان اوضع في نظارة المحافظة ولانها ممتلىْ نقلوني الى قسم شرطة المزة بعد ان وضعوا الاساور الحديدية في يداي .. وفي اليوم التالي اخذوني للمحاكمة ووقفت امام القاضية التي افرجت عني وغرمتني بدفع 100 ليرة سورية لاغير !!!! فهل هذا الجرم يستحق هذه المعاملة ؟؟؟؟؟
انا ابن هذه البلاد واحبها واقدم لها كل ما املك ...  ُ قال السيد هشام  لكنني لن اسكت وساتقدم بشكوى وساطرق جميع الابواب حتى لو اضطرني الامر الى الذهاب لمكتب السيد الرئيس ملتمسا عدالته لياخذ لي حقي ممن اهانني وضربني امام عيون ابني المعاق الذي اصبح يهلوس ليلاُ وتراوده الكوابيس في نومه " انتهى كلام الاب .

 

استطلاع اراء جيران واصحاب المحلات التي يقف امامها رامي بعربته لبيع بضائعه اكدوا ما ذهب اليه الاب من ان ابنه مسالم ولا يشتكي منه احد بل على العكس يسانده اغلب الجيران واصحاب المحلات ويقدمون له المشروبات والاطعمه وفي كثير من الاحيان يساعدونه في عمله وهم يشعرون بفخر واحترام كبيرين لهذا الطفل المعاق الذي لم تقف اعاقته حاجزا امام مقدرته على الانتاج في مجتمع نحن بحاجة ماسة لتسخير ودمج جميع الطاقات على اختلافها في هذه المرحلة لدفع عملية الاصلاح والتطوير والحداثة تحقيقا للتنمية والعدالة الاجتماعية بما يكفل زيادة في حجم ونوعية شبكات الضمان والامن الاجتماعي خاصة في ظل عملية التحول الى اقتصاد السوق .
كلنا نعرف ان توجيهات السيد الرئيس بشار الاسد خلال ترؤسه اجتماع القيادة المركزية الاخير اتت لتحث الحكومة على ضرورة الاهتمام بالواقع المعيشي والحياتي للمواطن وخاصة في القرارات التي تتخذها ولها انعكاس مباشر على المواطن حيث طالبها ان يكون التاثير ايجابي لناحية زيادة الدخل وتسهيل امور المواطنين الحياتيه ، هذه التوجيهات هي امر معلن وغير سري وجدي للقيادة السياسية فهل نسمح ان يتجاوز موظف ما القانون وروح ونص هذه التوجيهات ويذهب الى العكس منها ويعتدي بالضرب والشتم على مواطن ويبقى بلا حساب ! ؟؟؟

 

قبل ان نتقاذف المسؤولية .

تستطيع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ان تزود طالب الحصول على بطاقة معاق بورقة رسمية تشرح فيها حاله وان الاضبارة قيد الدراسة والمدة الزمنية المتوقعة الانجاز اضبارته فتغنيه بهذه الحالة عن التفسيرات المزاجية والتصرفات الفردية احيانا ُ لاي سلطة اخرى ترى ان هذا المعاق او ذاك يخرق القانون باي شكل كان ، كما تستطيع محافظة دمشق ان تخصص اسواق شعبية كما هو الحال في بريطانيا واسبانيا تقدم فيها المكان وتفرض رسوم رمزية على من يود العمل ضمن هذه المناطق وتسير الدوريات لضبط هذه الاسواق الناشئة
 فننتهي من هذه الظاهرة والى الابد في كل احياء العاصمة وليعاقب المخالف بعدها اشد عقاب ... فيصبح هذا الحل افضل من لعبة القط والفأر اليومية التي تجري بين شرطة المحافظة والباعة الجوالين في الشوارع والازقة.

رهيم صوان - زمان الوصل
(105)    هل أعجبتك المقالة (109)

Gerald Thomas

2009-06-15

انه من الخطأ الشديد مقارنة سوريا النامية بأي دولة أوروبية ما دامت محافظة دمشق بأدارة المحافظ المبجل و أتباعه هي المسؤولة عن مطاردة الأطفال المساكين و الهيمنة على بسطاتهم بهدف سرقتها فقط (بحكم العادة). طبعا لا نستطيع ان ننسى جهود سيادة الملازم اول الأشوس (ايهم _ غ _ ج) في الحفاظ على الأمن و استتبابه..!!.


abd Imad aldeen

2009-06-16

للتصيحيح والتذكير بان سوريا مهد الحضارات وارضها ولكن اريد انا اذكر ببيت الشعر : لا تاسفن على غدر الزمان لاطالما رقصت علة جثث الاسود كلاب لا تحسبن برقصها تعلو على اسيداها تبقى الاسود اسود والكلاب كلاب الى كل متصرف استغل منصبه للاغراض الشخصية .


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي