أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"للعبث يا طلائع" فيلم درامي قصير يروي طفولة ملايين السوريين

لقطة من الفيلم - زمان الوصل

تحوّلت لحظات لهو اختلسها تلاميذ داخل صف مدرسي تابع للحزب الحاكم إلى حفلة تعذيب وتنكيل بحقهم بعد أن تسببت الكرة في إسقاط صورة النظام وتحطيم إطارها، مسقطة معها هالة التقديس والتمجيد العقائدي، هذه الفكرة التي يدور حولها فيلم "للعبث يا طلائع" للمخرج السوري الشاب "يمان عنتابلي" الذي حقق خلال 48 ساعة من عرضه على "يوتيوب" 40 ألف مشاهدة وتم ترجمته لخمس لغات وهي الإنكليزية -السويدية -الألمانية -الفرنسية-التركية.

ينحدر "عنتابلي" من مدينة دمشق 1996 وعمل في طفولته في مراكز تصوير ضوئي، وكان يهوى كل ما له علاقة بالكمبيوتر وتحديداً برامج التصميم والمونتاج ويطمح إلى دراسة المعهد العالي للسينما، ومع بداية الثورة حاول تكريس خبراته المكتسبة وقرر أن يبدأ بانجاز أعمال فنية تلامس الواقع السوري.

مع بداية لجوئه إلى تركيا بدأ المخرج الشاب مرحلة فنية جديدة من تجربته وتمكن من إنجاز العديد من الأعمال السينمائية ومنها "مختوم" و"زعتر" و"دلس" و"سهوة"و"من هنا الطريق"و"سلسلة طنبورة"، إضافة إلى عمله في مجال الأفلام الدعائية، وفي أواخر العام 2017 فكر "عنتابلي" بإنجاز فيلم يتحدث عن تكريس الشعارات والأفكار وانعكاسها على الأطفال في حياتهم المنزلية، ولكنه عثر -كما يقول لـ"زمان الوصل"- على مقطع قديم يعود إلى العام 2009 ويظهر معلمة مدرسة ابتدائية تعذّب طلاب صفها بكل قسوة وعنف مما جعله يغير فكرة فيلمه الجديد ويتجه لإنجاز قصة فيلم قليلة التفاصيل، ولكنها تختزن كماً كبيراً من المشاعر.

ولفت المخرج الشاب إلى أن فيلمه "للعبث يا طلائع" هو قصة طفولته وطفولة 20 مليون سوري.

بعد أن اكتملت فكرة الفيلم على الورق قرر "عنتابلي" البدء بإنجازه وإنتاجه من خلال شركته الخاصة "دارميسك فيلم بروداكشن" في الشهر الأول من العام الحالي، وجمع للفيلم حوالي 30 طفلاً تم اختيار 17 منهم ليشاركوا في أدوار الفيلم وبعض هؤلاء الأطفال –كما يقول- شاركوا معه في أفلام سابقة.

وأشار مخرج الفيلم إلى أنه اعتاد على التعامل مع الأطفال في الأفلام واستخراج ما هو إبداعي ومميز في دواخلهم لتقديم أداء مقنع للناس وهذا ما سهّل عليه مهمة فيلمه الجديد.

وحول عنوان فيلمه الذي يذكرنا بفيلم "الطوفان في بلاد البعث" للراحل "عمر اميرالاي" وهل ثمة مقاربة بين الفيلمين أبان عنتابلي أن فيلم المخرج الراحل أميرالاي وثائقي بينما فيلمه درامي، وكلاهما وثيقة حقيقية بغض النظر عن مستوى كل من الفيلمين، واستدرك محدثنا أن فيلم "أميرالاي" عالمي بكل المقاييس بلا شك، ولكن كلا الفيلمين رويا شيئاً من الوجع السوري المشترك، ولو كان المخرج الراحل "أميرالاي" حياً –كما يقول- لكان أول شخص يرسل إليه الفيلم ليقول له إن الفكرة التي عمل عليها لم تذهب سدىً فهناك من تابعها وحملها بعده".

وحول ترجمة فيلم "للعبث يا طلائع" إلى عدة لغات عالمية أبان "عنتابلي" أن الهدف من الترجمة لهذا العدد من اللغات هو تعريف العالم بقصتنا كسوريين، ومالذي يحدث في سوريا ولماذا انتفض السوريون ضد النظام، مشيراً إلى أنه سبق أن أنجز فيلماً بعنوان "زعتر" باللغة الإنكليزية ولم يترجم الى اللغة العربية.

ولفت محدثنا إلى أن فيلمه الجديد تُرجم إلى لغات أكثر الدول المستضيفة للاجئين السوريين والأكثر ارتباطاً بالشأن السوري ليعرفوا أنه إلى جانب القنابل والقمع والاعتقال والموت اليومي الذي يزرعه نظام الأسد كيف تسير حياة السوريين الطبيعية وأنها تستحق الهروب وطلب الأمان.

ويطمح "عنتابلي" -كما يقول- إلى صناعة سينما سورية حقيقية مستقلة، وهي السينما التي كان يطمح اليها الراحل "عمر أميرالاي" و"محمد ملص" وغيرهما من المخرجين السوريين الذين كانوا يحاولون خلق سينما إبداعية تعبر عن الواقع وتستحق أن تكون عالمية، وبعيدة تالياً عن التدجين وعما يصنعه مخرجون محسوبون على النظام أمثال "نجدت أنزور و"جود سعيد" الذين أخذوا مناطق وأحياء سورية مدمرة بأكملها وحولوها إلى أماكن تصوير لأفلامهم التي تتبنى رواية النظام.

*بطاقة فيلم "للعبث يا طلائع"
سيناريو وإخراج "يمان عنتابلي"
إنتاج: "دارميسك فيلم بروداكشن"
ومن أهم العاملين في الفيلم: محمد الهندي: منتج فني- نور عوض: مشرف عام -فارس دنان: المؤلف الموسيقي
أسامة وعبادة: مهندسي الصوت.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(245)    هل أعجبتك المقالة (242)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي