أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رئيس محكمة "دار العدل" في درعا لـ"زمان الوصل".."العودة" خان حوران وهؤلاء هندسوا تسليمها للروس

العبسي: دائما كنا نجد رابط بين خلايا النظام والتنظيم بعد اعتقالهم - زمان الوصل

أكد الشيخ "عصمت العبسي" رئيس محكمة "دار العدل" سابقاً في درعا أن "أحمد العودة" قائد فصيل "قوات شباب السنة" التابع للجيش الحر "خان حوران بإدارته للمفاوضات مع الروس"، كاشفا في حوار خاص مع "زمان الوصل" أن هيئة الإشراف والمتابعة كانت تمثل الجناح الأمريكي في الجنوب، وبأنها هي من قامت بهندسة تسليم درعا للروس وكانت على تواصل مع "خالد علوان المحاميد" عراب التسوية مع النظام.

فيما يلي نص الحوار كاملا:
*بعد أن هُجّر قسريا إلى الشمال السوري ماذا يعمل الآن رئيس محكمة "دار العدل" في درعا، ولماذا لم يعمل مصالحة وتسوية مع النظام؟
بعد التهجير للشمال السوري أتشرف بالعمل كموجه معنوي لمعسكرات التدريب للجبهة الوطنية والجيش الوطني التابع للثورة السورية والمقام في منطقتي غصن زيتون ودرع الفرات، وبالنسبة للشق الثاني من السؤال أتصور أن هذا الشق غريب، بالأحرى يجب أن يكون لماذا علي عمل مصالحة وتسوية مع النظام، بسؤالك كأنما تقول بأنني أنا المجرم المطلوب منه أن يعمل تسوية، النظام هو المجرم وهو المستبد الذي يحاول قهر الأحرار وقمعهم.

*ما هو دور محكمة دار العدل (سابقا) أثناء تسليم محافظة درعا للنظام وروسيا؟
في مرحلة سقوط الجنوب أمام الهجمة الروسية كان العمل في محكمة دار العدل معلقاً، وكان مجموع العاملين بالمحكمة منخرطين على جبهات القتال الغربية والشرقية، حيث كنت موجودا بداية في الجبهة الشرقية ثم انحزت للجبهة الغربية.

*قيل إن هناك مفاوضات سرية تجري مع الروس قبل تسليم درعا، وكان لدار العدل علم بها، متى كانت هذه المفاوضات ومن كان يديرها وما هو محورها؟
لم تكن هناك مفاوضات سرية مع الروس، بل كانت مفاوضات علنية بعد بدء الحملة، وكان المسؤول عن هذه المفاوضات خلية الأزمة التي شكلت بحوران، وكان لمحكمة دار العدل تحفظ على أعضاء هذه الخلية، فنحن الجهة الثورية الوحيدة التي رفضت أن تعطي خلية الأزمة تفويضا، وكان حديثي منذ بداية تشكيلها واضحا أن خلية الأزمة فيها أعداد لا بأس فيها من هيئة الإشراف والمتابعة، والتي تتهمها دار العدل بأنها هي مهندسة التسليم لحوران إذا كان هناك شق للتسليم، طبعا الحديث عن تسليم حوران دون قتال أو مواجهة هو كلام فيه تجنٍّ كبير وفيه مصادرة لتضحيات شهداء كثر سقطوا في مواجهة العدو الروسي.

*ما هو دور محكمة "دار العدل" بالمفاوضات التي جرت في مدينة "بصرى الشام" وهل لجنة المتابعة والإشراف كانت على تواصل مع النظام؟
لم يكن لدينا أي دور في هذه المفاوضات وهيئة الإشراف والمتابعة كانت على تواصل مع خالد علوان المحاميد (خالد المحاميد عراب المصالحة والتسليم بحوران)، ولا يوجد عاقل في الجنوب إلا ويعرف أن خالد علوان على تواصل مع النظام، إضافة إلى أنه منذ بداية تأسيس هيئة الإشراف والمتابعة كانوا جناحا للأمريكان في الجنوب ومسألة سقوط حوران كانت اتفاق روسي أمريكي في النهاية.

*لماذا لم تقاوم الفصائل في درعا رغم توفر السلاح؟
من الغبن القول بأن فصائل الجنوب لم تقاوم، نعم تم تسليم اللجاة وكان هناك هروب لعناصر اللجاة وأهل اللجاة ضمن حملة ممكن أن تكون إعلامية، أو ممكن بعض القيادات وبعض الفصائل في اللجاة غدرت وبعض الفصائل أسقطت الأمور من بين يديها، وبالتالي لا يمكننا أن نعمم على الكل، ففي كل من درعا البلد وبلدات بصر الحرير وناحتة وصيدا وطفس كان هناك ملاحم ضد النظام وروسيا هذه يمكن أن نسميها بملاحم تكسير العظم، لكن ورغم هذا لم يكن هناك الزخم المطلوب لروح المقاومة، وذلك بسبب بعض الخيانات وانخفاض الروح المعنوية، أما مسألة تصوير الأمر على أنه تسليم متفق عليه فهذا غير صحيح.

* هل تتهم "أحمد العودة" قائد فصيل "قوات شباب السنة" بالخيانة؟
لا أتهم أحمد العودة قبل التسليم بالخيانة أو قلة الثورية لكن بطريقة إدارته للمفاوضات صرحت بأنه خان حوران.

*ركزتم جهودكم في إلقاء القبض على عملاء التنظيم ونسيتم عملاء النظام هل أنت راض عن ذلك ومن يتحمل هذه المسؤولية؟
نحن لم نركز في الجنوب على تنظيم "الدولة" فقط، وإنما كان لدينا خلايا تابعة للتنظيم وخلايا للنظام، وقبل سقوط حوران كانت أغلب الخلايا الموجودة لدينا هي خلايا تابعة للنظام، كما أعطينا الفصائل الثورية تعاميم وتصاريح وتفويضا بإلقاء القبض على خلايا المصالحات والعملاء للنظام مباشرة، أما بالنسبة لخلايا التنظيم، فما كان هناك أي أمر لدى الفصائل الثورية بإلقاء القبض عليهم إلا بإذن من المحكمة، وكان لدينا عدد من عملاء النظام وأكبر خلية كانت الموجودة بدرعا البلد وخلية حزب الله التي كانت في بلدة جاسم هذه الخلايا كانت تحاكم بدار العدل وإن كان الاحتجاز كان يتم خارج دار العدل لأنه لم يكن لدينا قدرة على احتجازهم بدار العدل.

وبالعودة للحديث عن تنظيم "الدولة" في الجنوب أُؤكد أن التنظيم الإرهابي كان عميلا لنظام الأسد، وإننا في محكمة دار العدل دائما كنا نجد هناك رابط بين خلايا النظام والتنظيم.

*بعد مرور عام على التسليم، درعا إلى أين وما هو مصير من صالح النظام؟
أعيد وأكرر رفضي لكلمة تسليم حوران، درعا إلى اليوم لم تستكن ولم تستلم ومن صالح نظام الأسد صالح إما تحت وطأة الاضطرار وإما تحت مبدأ الانحياز، وإما تحت مبدأ الاستسلام، وكل توجه له مصير مختلف، لكن هناك الآن من يقارع النظام في حوران ويستهدف حواجزه هم ممن يحملون بطاقة المصالحة، وبالتالي ليست كل مصالحة تعني استسلاما، وحوران إلى اليوم هي النقطة الوحيدة الساخنة الموجودة من بين كل المناطق التي ما استطاع النظام السيطرة عليها، حيث يوجد فيها مقاومة ومقارعة ومن المناطق التي لا تأمن عناصر النظام التحرك بها.

*لو عاد الزمن إلى الخلف قبل عام ونصف ماذا كان سيعمل رئيس محكمة دار العدل ليتلافى ما حدث بدرعا؟
سيكون العمل على ثلاثة أمور الأول منها سيكون هناك تعامل صارم أكثر مع خلايا العمالة، حيث تعاملنا بأخلاق الثورة في محاولة العدل ألا نقع في الظلم.

الأمر الثاني هو مواجهة التشكيلات والمنظمات المرتبطة بالمخابرات العالمية التي عملت على تفريغ الفصائل من عناصرها من خلال تقديم فرص عمل لعناصر الجيش الحر مقابل تركهم لفصائلهم، وهذا كان أكبر اختراق وتفريغ للفصائل من العناصر.

الأمر الثالث هو تنظيم الإعلام ووجود غرفة عمليات تخرج المعلومات بشكل رسمي لأن السقوط النفسي والحرب المعنوية هي كانت أهم أسباب سقوط حوران، بالإضافة لبعض العملاء الذين تفاجأنا بهم، وكان بالإمكان التخلص منهم قبل الحملة، هذا كله لو عاد الزمان للخلف وهو كلام افتراضي.

*كثرت بالفترة الأخيرة عمليات الاغتيال التي تبنتها المقاومة الشعبية بدرعا ما الهدف من تلك العمليات ومن هي المقاومة الشعبية؟
بالنسبة للعمليات الموجودة في الجنوب تنقسم إلى شقين الأول عمليات ثورية والثانية هي عمليات مخابراتية ضد بعضهم البعض، حيث هناك عمليات قامت بها مخابرات النظام نفسها ضد بعض الشخصيات التي صالحت النظام أو ممن لم يصالحوه، لكن ابن الجنوب يستطيع أن يميز بين العمليات التي قام بها النظام والعمليات التي قامت بها المقاومة بغض النظر عن المسميات سواء مقاومة شعبية أو غيرها، وبالتالي المقاومة الشعبية هي خليط بين عمليات ثورية ضد النظام وأتباعه أو عمليات استخباراتية سواء عمليات مخابراتية مرتبطة بالروس أو بإيران أو بمخابرات عالمية.

*حزب الله وإيران جندوا العديد من الفصائل لصالحهم فهل ستتشيع درعا عما قريب؟
مسألة التشيع العقدي لا أظن أن تتم في درعا، لو كان هذا الأمر قبل الثورة ممكن أن ينجر المواطنين للتشيع، لكن الآن بعد قيام الثورة وانكشاف من هم بعض الشيعة، لا أظن بأنه سيحدث تشيع عقدي، لكن الخوف من التشييع السياسي أو العمل ضمن المنظومة الشيعية من أجل تنفيذ مخططاتهم في المنطقة.

*في الختام سوريا إلى أين؟
هذا سؤال كبير ولا أعتقد بأني أمتلك إجابة له، لكني على يقين تام بأن ثورة الحق لا بد ان تنتصر طال الزمان أو قصر والمطلوب الآن هو إصلاح أنفسنا حتى نكون أهلا لهذا النصر، أسأل الله عز وجل الفرج القريب لأسرانا (الحلقة الأضعف)، الذين دفعوا الفاتورة الأكبر، نسأل الله الشفاء لجرحانا والرحمة لشهدائنا والنصر لثورتنا.

حاوره: وليد سليمان - زمان الوصل
(530)    هل أعجبتك المقالة (452)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي