لم تكد تهدأ الضجَّة الافتراضية التي خلَّفها محمد رامي مخلوف بنشره صورةً له مع سيَّاراته الفارهة، والتي يُقدَّر ثمنها بملايين الدولارات، حتى خرجت علينا جريدة والده رامي مخلوف، أي جريدة "الوطن"، بخبرٍ عن قرب صدور قانون "من أين لك هذا" لملاحقة الفاسدين أصحاب الإثراء غير المشروع!
ولكنْ دعونا نتخيَّل حال أحد مؤيّدي النظام، من المتابعين لمحمد رامي مخلوف ولجريدة "الوطن" في الوقت ذاته على مواقع التواصل الاجتماعي، حين تتوالى أمامه صورة مخلوف-الابن وسط سيَّارات "الفيراري"، ثمَّ خبر جريدة مخلوف-الأب عن قانون "من أين لك هذا"!
سيبدو ذلك فكاهةً سوداء بالنسبة إلى الشريحة التي لم يعرف شبَّانها سوى ركوب سيَّارات "الزيل" العسكرية وهي تنقلهم إلى جبهات القتال. سيبدو ذلك ازدراءً لعقول من صدَّقوا أنَّ المذبحة الجارية في سوريا كانت نتيجة مؤامرة حيكت ضدَّ "الرئيس الوطني"؛ الذي لم تردعه "وطنيَّته" عن السماح لأقاربه المباشرين بنهب البلد وإيصال الشعب إلى حافَّة المجاعة.
من نافل القول أننا لا نكتب هنا لمناقشة القانون المذكور الذي لن يكون أكثر من أداة "تشليح" لمن أثرى بعد الثورة -في سوق الفساد وتجارة الأزمات- ولم يتسنَّ لرامي مخلوف مقاسمته الأرباح.
بل نكتب لرثاء أجيال سوريَّة كاملة تمَّ سحقها في الحرب، ليصعد على ركامها شبابٌ لصوصٌ وتافهون وإمَّعات.
أجيال سوريَّة تناهبتها القبورُ والخيامُ والمنافي، في سبيل أن تُضاء قصورٌ يسكنها من كان يجب أن يكون مسكنهم السجن.
أجيال سوريَّة لم تركب سوى سيَّارات "الزيل"، ليركب محمد رامي مخلوف سيَّارات "الفيراري".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية