أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وفد (أم الصبي) في أستانا.. ماذا دفع طعمة ورفاقه*

طعمة - الأناضول

(نحن أم الصبي) عبارة قالها رئيس وفد المعارضة إلى أستانا أحمد طعمة في تعبير عن أنهم أصحاب الثورة، ويعرفون من أين تؤكل كتف النظام، وتابع أن مهمة الوفد هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في إدلب، وأن المصلحة هي وقف شلال الدم السوري.


ولم تكد كلمات الطعمة تنتهي حتى جاءت أخبار أستانا من دمشق، حيث وافق النظام على وقف إطلاق النار في إدلب مشترطاً انسحاب الفصائل المقاتلة 20 كم من منطقة خفض التصعيد، وسحب الأسلحة الثقيلة.


بالمقابل تحدث الطعمة عن شروط المعارضة في وقف شلال الدم، وأن مصلحة المعارضة منذ البداية هي في إقامة دولة سورية ديمقراطية، وأنها هي الحل، وكأن هذا الرجل من عالم آخر، ويمثل شعباً لم يدفع قرابة مليون شهيد في دفاعه عن حريته، وأن بلاده لا تحكمها جيوش العالم وميليشياته ومرتزقته.


الثمن لوقف اطلاق النار الذي يعتبره الطعمة أولوية بدأت تباشيره وهو ما سيحصل حيث في كل مرة من مفاوضات أستانا تخسر المعارضة على الأرض أحد مواقعها الكبرى، وسياسياً تسقط مصداقيتها أمام السوريين أولاً، والعالم أخيراً.


وفد (أم الصبي) لم يقبل به السوريون بالإجماع سوى من لديه هوى آخر على اعتبار أن خساراتهم معه كانت كبيرة هذا في أضعف الإيمان، والأهم هي عدم رضاهم عن الوجوه التي يتضمنها الوفد، والمظهر الشنيع الذي ظهروا في مؤتمرات سابقة من إذلال وصور بائسة لهم في المطارات والنوم في زواياها في مشهد لم يكن ليرضى عنه أي حرّ أراد أن يمثله خيرة أبنائه.


أما عن سوريا التي يتحدث عنها الطعمة فهو بالتأكيد نسي أنها محتلة من أركانها الأربعة، حيث في كل اتجاه محتل يريد مكاناً لمصالحه، وأنها شرقها كغربها فيهما أضداد العالم حيث الأمريكان يضعون أيديهم على نفطها ويعدّون قواتهم الحليفة، وفي غربها روسيا التي احتلت الموانئ بعقود طويلة الأمد وتصنع ميليشيات وفيالق حماية معسكراتها ودويلتها في (حميميم)، وأما إيران ففي دمشق ووسط سوريا وبعض شرقها تريد دولة مارقة لها راياتها السوداء ومبشريها الملتحين ومزارات حقدها.


سوريا الديمقراطية لم يبق منها سوى ما يردده الطعمة وإعلام النظام وهما متساويان في الهشاشة والتبعية، وهما خسرا الأرض والمصداقية والهيبة، ويستمران فقط بأداء ما يتم إملاؤه من دوائر السيطرة الحقيقية على الأرض وفي المؤتمرات، وليسا سوى واجهة لا تعبر عن ألم السوريين أجمعين.


أحد العارفين بتفاصيل (وفد أم الصبي) يقول ساخراً إذا كان أحمد طعمة سيدير المفاوضات مع الروس والنظام بنفس عقلية إدارته للحكومة المؤقتة فستكون النتيجة أن ينتفع منها ثلة من المارقين مدعيّ الثورة والأقارب السذج، والسوريون وحدهم أدرى بشعاب مقتلتهم الكبرى، وكيف تم نهب معونات العالم وتوزيعها على موظفي الائتلاف والحكومات المؤقتة ووزاء الغفلة الذين لم يكن أحدهم يحلم بمكتب مستقل أيام كان موظفاً بمؤسسات النظام.


هم (أم الصبي)..فرفقاً بما بقي من عائلة السوريين يا أستانا.

*عبد الرزاق دياب - من كتاب "زمان الوصل"
(188)    هل أعجبتك المقالة (186)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي