أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كيف تعاطى الإعلام السوري مع نتائج الانتخابات اللبنانية .

من تابع الإعلام السوري قبيل إعلان نتائج الانتخابات اللبنانية، يلحظ مدى اهتمامه بهذه الانتخابات، وتوقعاته بفوز جماعة 8 آذار، من خلال نشر الاستبيانات واستطلاعات الرأي المؤيدة لتيار 8 آذار بقيادة حزب الله والتيار الوطني الحر.


أما وقد فاز تيار المتسقبل وشركاه بهذه الانتخابات، فهو الحدث الذي لم يستوعبه الإعلام السوري حتى اللحظة، فجميع الصحف السورية الصادرة صباح اليوم التالي للانتخابات أي الإثنين 8 يونيو تجاهلت خبر فوز الأكثرية اللبنانية مرة أخرى بالانتخابات البرلمانية، رغم أن صحف الموالاة والمعارضة في الجارة لبنان أبرزت فوز الأكثرية على صدر صفحاتها الأولى وبالمانشيت العريض صباح اليوم نفسه، أي أن نتائج الانتخابات اتضحت قبل ذهاب الصحف إلى المطبعة.


صحيفة البعث تحدثت عن أن نتائج الانتخابات اللبنانية ستصدر مساء اليوم، وهي تقصد مساء الإثنين، مع أن كل دول العالم علمت بنتائج الانتخابات في نفس اليوم الذي أجريت فيه الانتخابات، فعلى أي أساس عنونت البعث خبرها هذا: " إقبال كثيف.. وإطلاق نار في بعض المناطق وشراء أصوات..لبنان سجل مشاركة انتخابية تاريخية .. والنتائج الرسمية مساء اليوم". ؟


ثم راحت البعث تسرد بعض القصص عن عمليات تزوير ورشاوي ومخالفات يقوم بها تيار المستقبل وحلفائه.


فيما أوردت صحيفة تشرين تصريحا للنائب عن حزب الله حسن فضل الله، ضمن تقرير إخباري بعنوان: "النتائج النهائية للانتخابات النيابية اللبنانية اليوم.. التشديد على الوحدة الوطنية والشراكة في الحكم".
مع أن فضل الله صرح بكلامه هذا بعد أن ثبتت هزيمة حزبه في الانتخابات، لكن تشرين أوردته في سياق يوحي بأن نتائج الانتخابات لم تعلن بعد:" ورأى النائب حسن فضل الله عضو كتلة الوفاء للمقاومة أن لبنان محكوم بالشراكة ومهما كانت نتيجة الانتخابات فإنها لن تستطيع أن تغير التوازنات القائمة أو اعادة استنساخ التجربة الماضية التي جرت الويلات على لبنان وآثبتت عجز فريق واحد عن الاستئثار بالسلطة".


صحيفة الوطن أوحت لقرائها بأن نتائج الانتخابات جاءت نتيجة للتزوير وشراء الأصوات، لتقول تحت عنوان " أوســع اقتراع سياسي في تاريخ لبنان.. والمال السياسي قال كلمته".


ثم ناقضت نفسها في ذات الصفحة بالقول:" أجمع المراقبون المحليون والدوليون على الحلة الإيجابية التي اتسمت بها إدارة العملية الانتخابية، وخصوصاً من جانب وزارة الداخلية".
أي مال سياسي تتحدث عنه الوطن، ومعروف أن ماكينة حزب الله السياسية لاتقل وزنا من ناحية الدعم المالي عن ماكينة تيار 14 آذار.


فيما عنونت الثورة : " الجوني : فوز المعارضة ضمانة للبنان"
وحسن الجوني هذا خبير في الشؤون القانونية، ويبدو أنه لم يسمع بعد لا هو ولا جريدة الثورة بفوز الأغلبية بالانتخابات عند تصريحه بهذا الكلام!.


سانا الوكالة السورية الرسمية للأنباء تجاهلت الخبر تماما كما هو حال التلفزيون السوري، واكتفت بنشر بعض الأخبار عن نية السيد عطري توزيع مساعدات غذائية لأهالي المنطقة الشرقية، وتوقعات حكومته بأن إنتاج سوريا من القمح سسيصل إلى 3.5 مليون طن.


خصوم تيار المستقبل أقروا بهزيمتهم، معلنين أنها إرادة الشعب، فلماذا يصر الإعلام السوري على تجاهل إرادة الشعب، ليشكك من جانبه بنتائج الانتخابات التي نجحت وبشهادة أكثر من 2400 مراقب محلي وعربي وأجنبي .


وحتى عندما أعلنت وزارة الداخلية عن نتائج الانتخابات بشكل رسمي، تجاهلت وسائل الإعلام النتائج أيضا، لتتماهى مع خطاب حسن نصرالله أمين عام حزب الله الذي اعتبر أن الغالبية البرلمانية التي حصل عليها تيار 14 آذار ليست بالضرورة الغالبية الشعبية !.


كيف حصلت الموالاة إذا على الغالبية البرلمانية لولا تصويت الغالبية الشعبية لها.
المواقع الالكترونية فيما يبدو تحالفت هي الأخرى مع الإعلام الرسمي في التعتيم على الخبر، وانتقاء بعض الأخبار والتقارير من صحف لبنانية موالية ل 8 آذار، أو التركيز على تصريحات حزب الله والتيار الوطني الحر من أن لبنان لايحكم إلا بالشراكة والتوافق .. والتركيز على سلبيات العملية الانتخابية ...الخ.


ربما كان يتوقع الإعلام السورية فوز المعارضة كما أشار في تقاريره الإخبارية، لكنه صدم بفوز 14 آذار، وقرر التعتيم على الموضوع كليا، كحل وحيد للتعامل مع هذا الحدث، وليس كما تقتضي الموضوعية الإعلامية بضرورة التعاطي مع نتائج الانتخابات بشكل مهني بغض النظر عن العداء السياسي.


لماذا يصر الإعلام السوري على انتهاج سياسية التعتيم باستمرار وفي أكثر من مناسبة؟

 

عمر عبد اللطيف - زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي