أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصائد إلى إدلب... ماهر شرف الدين*

طفلة عالقة ويد طليقة



وقتٌ

بين المجزرة والمجزرة
يمضي وقتٌ قصيرٌ
لا يكفي لتغيير الضماد
لكنه يكفي – ويا للأسى -
لتغيير الإنسان.


طفلةٌ عالقة ويدٌ طليقة

طفلة أريحا العالقة
في ركام الطابق الثاني
بيدها الطليقة
تمسك أختها الرضيعة
لتحميها من السقوط
وتحمينا من الجنون.


زوج أحذيةٍ على خريطة

من المروحيَّةِ
التي لا ترمي
سوى البراميل والمناشير
صوَّر الجنديُّ قدمَيه
وهما تتدلَّيان، بفخرٍ،
فوق قريةٍ معاديةٍ.

رامي البراميل
لم يشفِ غليله
الدمارُ على الأرض
فنقله إلى السماء.

ترتيب الأسماء

في خبر المجزرة
يبعث ترتيبُ أسماءِ الضحايا
شعوراً غامضاً.

يبدو الأمرُ مهمَّاً
قَدْرما هو عبثيّ
يبدو الترتيبُ أوَّلياً
قَدْرما هو نهائيّ
يبدو الألمُ استثنائياً
قَدْرما هو معتاد.

ترتيب الأسماء
في خبر المجزرة
يبعث فوضى
في المشاعر التي
كلَّما أُعيد ترتيبها
فُقِدتْ حكاية.

*شاعر وكاتب سوري - من كتاب زمان الوصل
(211)    هل أعجبتك المقالة (224)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي