أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"حتى الفراشات تبكي"..رواية تركية تلامس آلام السوريين في ظل عائلة الأسد

دمير - زمان الوصل

"عاشت في طفولتها وشبابها آلاماً لا تنسى تعادل الآلام التي تركتها الحرب الظالمة في قلبها"، بهذه الكلمات وصف الكاتب التركي "جلال دمير" "وردة الحجي" إحدى بطلات روايته "حتى الفراشات تبكي" التي صدرت باللغة التركية منذ أيام.

وتؤرخ الرواية عبر 160 صفحة من القطع المتوسط لجوانب مما عاشه الشعب السوري منذ مجزرة حماة في الثمانينات، مروراً بفظائع سجن تدمر وآلام المعتقلين في زمن الأسد الأب وصولاً إلى مجازر الأسد الابن والحرب التي يشنها الآن على الشعب الأعزل، ومعاناة السوريين في اللجوء والبحث عن ملاذ آمن واحتمائهم بدول الجوار عسى أن يجدوا مكاناً آمناً يخلصهم من آلة الإجرام الأسدية.

وروى دمير في حديث لـ"زمان الوصل" أن فكرة روايته الجديدة واتته منذ بداية الأحداث في سوريا حينما كان موظفاً في مجال ملف السوريين، وكان يلتقي باستمرار ويتحدث إلى آلاف السوريين ممن عاشوا آلام الحرب، ويستمع إلى قصصهم وحكاياتهم الواقعية التي حصلت في خضم الحرب.

وأردف محدثنا أنه دأب على تدوين هذه القصص في دفتر خاص إلى أن تجمع لديه عدد لابأس به منها.

وأضاف "دمير" أنه أراد من كتابه "حتى الفراشات تبكي" أن ينقل ما جرى في سوريا منذ بداية الثمانينات وحتى الحرب الأخيرة وماعاشه الشعب السوري، وأن يضع بصمته -كما يقول- في هذا التاريخ، ويرصد حقيقة ما جرى للسوريين، لافتاً إلى أنه أطلق على كتابه هذا العنوان لأن الفراشات ضعيفة وكائنات رقيقة وأشبه بالشعب السوري الذي يعيش في ظل الحرب والتهجير ويصطلي بنيرانهما.

وكشف "دمير" أنه استقى مادة كتابه من اللاجئين الذين عاشوا عنده في مخيم "نيزب" الذي يديره، وبعضهم عاش أحداث الثمانينات وسجن في سجن تدمر لسنوات ولا زالت معالم السجن وأساليب التعذيب فيه ماثلة في ذاكرتهم إلى الآن.

ويجسد الكتاب أيضاً حكايات واقعية ومنها قصة "وردة الحجي" التي تعيش في أحد مخيمات اللاجئين في تركيا، وفقدت زوجها في مجزرة حماة على يد الأسد الأب، أما في حرب سوريا على يد الأسد الابن ففقدت ابنتها واثنين من أصهارها.

وأردف المصدر أن "وردة" كانت امرأة شجاعة وذات قلب قوي ومربية لعشرين يتيماً، مضيفاً أن هذه السورية اللاجئة اجتازت جميع امتحانات الحياة التي مرت بها بنجاح، وتمسكت بالحياة وعانقتها بشدة عنادا بالزمن الذي يمضي ويذهب، وبينما كانت هذه المرأة الستينية تعيش حياة عادية ورتيبة مثلها مثل ملايين من النساء السوريات، أصبحت لاجئة وواحدة من أبطال الحرب. وتابع محدثنا أنه اعتاد على اللقاء بوردة الحجي وسماع حكايتها ومالذي جرى لها طوال 40 عاماً ومن ثم رحلة نزوحها في المدن والقرى داخل سوريا واضطرارها للعيش في العراء داخل الكهوف والمغاور الجبلية إلى أن دخلت إلى تركيا لتعيش في أحد المخيمات.

ولفت "دمير" إلى أن كتابه الصادر عن دار "nida" التركية هو بمثابة وثيقة تاريخية ووسيلة لإيصال فكرة صحيحة عما جرى ويجري للسوريين إلى الشعب التركي، لأن الأتراك -حسب قوله- يظنون أن معاناة السوريين بدأت مع الحرب وتهجيرهم إلى بلدان اللجوء، بينما الصحيح أن السوريين تحملوا الكثير طوال أكثر من 40 عاماً من حكم البعث.

وأضاف أن الكتاب أيضاً هو وثيقة للأطفال السوريين الذين ولدوا وهاجروا صغاراً أو ممن ولدوا في تركيا ولا يعرفون شيئاً عما حدث في التاريخ القريب ومدى الظلم الذي مارسته عائلة الأسد بحق السوريين.

وينحدر "دمير" من ولاية "ماردين" مدينة "مديات" التركية 1977 درس المرحلة الابتدائية في "ماردين" والإعدادية والثانوية في ولاية "غازي عنتاب" وتلقي العلوم الشرعية وعلم النحو والصرف والبلاغة والبيان والأدب في اللغة العربية على يد كبار العلماء.

وباشر عمله كموظف حكومي عام 2007 في ولاية "غازي عنتاب"، وله كتابات في العديد من المجلات والصحف الرسمية وتولى رئاسة تحرير مجلة "سرنجما" الأدبية في اللغة التركية، وله العديد من المؤلفات باللغة التركية ومنها: كتابات "من الشارع" -كتاب شعري و"المرأة المكسورة"- كتاب شعري- و"الصلاة سؤال وجواب"- كتاب ديني- و"المعلومات الدينية التطبيقية للأطفال- كتاب ديني- و"حتى الفراشات تبكي" - رواية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(259)    هل أعجبتك المقالة (270)

2020-12-14

شكرا سيد جلال.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي