أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لاجىء يروي رحلة ترحيله من سجن إيدن التركي إلى الداخل السوري

دعبول - زمان الوصل

"عاملونا ككائنات غير بشرية واعتدوا على خصوصياتنا" هكذا لخص اللاجىء السوري والناشط الشاب "عمرو دعبول" معاملة السلطات التركية له ولعشرات من اللاجئين السوريين من بينهم أطفال ومرضى تم احتجازهم في سجن إيدن ونقلهم فيما بعد إلى الداخل السوري بطريقة تفتقر لأدنى معايير الإنسانية.

وكان دعبول المتحدّر من مدينة حلب 1992 قد لجأ إلى تركيا بداية العام 2017 وحصل كما يروي لـ"زمان الوصل" على "كملك" صادر عن ولاية "غازي عنتاب" ولكنه اضطر للانتقال إلى اسطنبول ليعمل في شركة تسويق رقمي كموظف كتابة محتوى في البداية ثم موظف خدمة عملاء، ولفت محدثنا إلى أن زوجته مواطنة سورية بلجيكية وحاول -كما يقول- الالتحاق بها من خلال لم الشمل ولكن لم يتمكن لأن أغلب السفارات تطلب أوراقاً من عند النظام حصراً، ولأنه مطلوب للنظام بسبب مشاركته في الثورة ولا يمكنه استخراجها، ولم يكن لدى عمرو إلا خيار الهجرة غير الشرعية عبر البحر للإلتحاق بعائلته فحاول الهجرة إلى اليونان ولكن خفر السواحل هناك ألقى القبض عليه وعلى 22 راكباً و9 أطفال كانوا معه على القارب ذاته وسلمهم لخفر السواحل التركية الذين اقتادوهم -كما يقول- إلى مركز احتجاز تابع لهم في منطقة ديدم، من ثم إلى مركز "أمنيات" في المدينة ذاتها ليودعوا بعدها في سجن Aydin الذي يقع في منطقة إيجة لمدة أسبوع.

أبصم على العمياني 
وكشف محدثنا أن سلطة السجناء، وفي اليوم التالي  أطلقوا سراح كل الجنسيات عدا الجنسية السورية حيث كان هناك أشخاص من الجنسيات السودانية والصومالية والأفغانية وجنسيات أخرى، وبعد الإبقاء على السوريين أصبحوا يستدعونهم كلاً على حدة للتحقيق معهم، وتابع عمرو أن المحقق وهو تركي يتكلم العربية بفصاحة سأله أسئلة عامة عن حياته وعن عمله وزوجته وبعد التحقيق طلب منه –كما يقول- أن يبصم على أوراق ففوجئ بأوراق مغطاة بأخرى بيضاء وترك مكاناً للبصم وادعى المحقق أنها أوراق روتينية سيتم إرسالها إلى انقرة ليتم إطلاق سراحهم، ولكنها في الحقيقة كانت أوراق ترحيل، وعرف ذلك من سجناء تعرضوا للتحقيق قبله، وعندما رفض توقيعها نهره المحقق وطلب منه العودة إلى الزنزانة ريثما يقتنع بالبصم، وكشف محدثنا أن سجناء آخرين تم سجنهم لمدة شهر لأنهم رفضوا البصم على الأوراق ثم استسلموا بعدها للأمر الواقع، مما اضطره لقبول البصم والترحيل مع 9 أشخاص آخرين من أصل 40 سوريا كانوا في سجن إيدن.

يوم 15 /7 نادى عناصر السجن على المحتجزين السوريين وطلبوا منهم إحضار ثيابهم والتوجه إلى البوابة وهناك تم احتجازهم مجدداً في غرفة صغيرة، وعصر ذلك اليوم دخل عليهم عناصر الجندرمة وكانت معاملتهم -كما يقول- فظة للغاية حيث بدأوا بضربهم وتعنيفهم، وتابع الناشط أن عناصر الجندرمة سلموهم أماناتهم عدا الجوالات وتم إصعادهم في حافلة وحينها علموا أنهم رهن الترحيل، ومن بين المرحلين-بحسب المصدر- شاب سوري ديانته مسيحية يدعى (د.ي) موجود في إدلب حالياً ولا يستخدم اسمه الصريح ناشدهم كثيراً بعدم ترحيله خوفاً على حياته وأنه ليس له أقارب في سوريا، وأنه مسيحي ولديه ملف مسجل لدى الأمم المتحدة. ولكنهم لم يرأفوا لحاله، ومن بين المحتجزين-كما يقول-طفل بعمر الثانية عشر ظل في السجن لمدة 14 يوماً ومن ثم رحلوه معنا (كان السجن يحتوي على 200 رجل موقوف بمختلف الجرائم، وبينهم كان هذا الطفل وحيداً.

رحلة عذاب
في حافلة الترحيل لم يكن الوضع أفضل حالاً بل تحولت الساعات التي قضاها المرحلون إلى رحلة عذاب وإذلال وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، وكشف دعبول أن الحافلة كانت تضم العديد من الاشخاص المرضى بالسكري والفشل الكلوي والضغط وكان لهم احتياجات خاصة مثل شرب الماء باستمرار أو الحبوب الدوائية التي نفذت منهم، ولكنهم كانوا يُقابلون عند طلبها بالصراخ والشتم والضرب أحياناً.

بعد أربع ساعات توقف الباص وأنزل عناصر الجندرمة المحتجزين لقضاء حاجاتهم على حائط في محطة وقود مهجورة، وتفاجئوا -كما يقول المصدر- بعنصر من الجندرمة التركية يصورهم بكاميرا موبايله وهم في هذا الوضع وصار يصرخ بهم بأصوات يستخدمها رعاة الغنم (تررررر يالله ... تررررر) وأردف دعبول أنه توقف حينها أمام العسكري المستهزىء ونظر إليه نظرة حقد، فما كان من عسكري آخر إلا أن بدأ بضربه من الخلف وسحبه إلى الحافلة.

بعد صعودهم الى الباص أحضر الجندرمة فطائر صغيرة بداخلها قطعة سمك وخس ولكل شخصين زجاجة ماء نص لتر وهي المرة الوحيدة التي تم توزيع طعام وشراب فيها طوال رحلتهم الطويلة.

ولفت دعبول إلى أنه مع رفاقه المرحلين لم يكن لديهم خيار البقاء في ريف حلب الشمالي أو في ريف إدلب فلكل منهم ظروفه الخاصة وعاد أغلبهم إلى ريف إدلب ليدخلوا إلى تركيا من جديد تهريباً، وبتاريخ 21 / 7 حاول الدخول إلى تركيا من إحدى النقاط الحدودية مع مجموعة شبان سوريين ولكن تم الإمساك بهم وضربهم وإعادتهم إلى سوريا مرة أخرى.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(306)    هل أعجبتك المقالة (273)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي