مريم الخليف".. السورية التي افترسها وحوش أمن نظام الأسد

"مريم خليف" سورية تبلغ من العمر 32 عاما، أم لخمسة أطفال، تعرضت للاغتصاب اكثر من مرة أثناء فترة اعتقالها لدى نظام نظام الأسد، بتهمة المساعدة للمحتجين المصابين.
كان ذلك في أيلول من العام 2012 حين قام عناصر الأمن باعتقالها من منزلها، وفي مبنى أمن الدولة في الفرع 320 في حماة، قام مسؤول التحقيق بتقديم نفسه على أنه العقيد سليمان جمعة وكان حينها المشرف على فرع حماة.
تقول "خليف" المقيمة في تركيا الآن، لصحيفة "نيويورك تايمز": "كان يتناول الفستق، ويقوم ببصق القشور على وجهي، ولم يترك أي كلمة بذيئة دون أن يوجهها لي".
نشر التقرير في الصحيفة أمس الاثنين، وتضمن شهادات حول القتل والتعذيب في سجون الأسد.....
كانت مريم وست نساء أخريات محتجزات في قبو لا تتجاوز مساحته ثلاثة أقدام مربعة. وكان الحراس يقومون بتعليقها على الجدران وضربها، وتسببوا بخلع بعض أسنانها. كما أنها شاهدتهم يقومون بجر سجين بعد أن اشتكى من الجوع، واقتادوه إلى الحمام وقاموا بحشو فمه بالفضلات البشرية، وهي طريقة تحدث عنها أيضا ناجون آخرون. وتقول مريم: "في منتصف الليل، كانوا يأخذون الفتيات الجميلات ويقتادونهن إلى العقيد سليمان ليغتصبهن".
"مريم خليف" تذكر جيدا العقيد سليمان وتمكنت من التعرف عليه بعد أن عُرضت عليها صور من جنازة أحد ضباط أمن النظام السوري، وقد أصيبت حينها بحالة انهيار.
العقيد وأصدقاؤه الرجال الذين كانوا يرتدون البدلات الرياضية، اعتدوا على النسوة فوق سرير في غرفة مجاورة لمكتبه كانت معلقة فيها صورة لرئيس النظام بشار الأسد، بحسب روايتها لصحيفة نيويورك تايمز.
تضيف "مريم" لم يكن هناك حمام في زنزانة النساء. كما أن الدماء التي تسببت بها عمليات الاغتصاب العنيف كانت تلطخ الأرضية. وقد تعرضت إحدى السجينات للإجهاض. وبعد مرور فترة، تمكن أحد أقارب مريم خليف من التوصل لاتفاق لإطلاق سراحها بعد شهر، وهي تقول إنها خلال تلك الفترة خسرت ثلث وزنها، وتمكنت في وقت لاحق من الهروب نحو المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار لتساعد في المجال الطبي.
شكل آخر من المعاناة تعرضت له "مريم خليف"، إذ تروي للصحفية في نيويورك تايمز "لورا بوشناق" أنها رفضت من قبل عائلتها بعد خروجها من السجن، لأنها بنظرهم فقدت شرفها وبسبب عملها السياسي۔ وجه لها شقيقها المساند للنظام رسائل تهديد بالموت، وبينما طلقها زوجها. ولكن بالنسبة لبعض الرجال المحافظين، فإن هذا الصراع غيّر مواقفهم تماما.
خلال السنة الماضية 2018، كشفت تقارير صادرة عن لجنة تابعة للأمم المتحدة وتعنى بحقوق الإنسان عن حقيقة تعرض النساء والفتيات للاغتصاب والاعتداء الجنسي داخل ما لا يقل عن 20 فرعًا تابعا لأجهزة المخابرات، وحدث الأمر ذاته مع الرجال والصبيان في 15 من هذه الفروع.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية