أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السيد الرئيس جمال سليمان... عدنان عبد الرزاق*

الكاتب: هل الحكمة السياسية تقتضي ترشّح منافس لبشار الأسد، ليخوض معركة خاسرة..؟

بداية القول، أتوجه كسوري، بجزيل الشكر للفنان جمال سليمان ولأسباب عدة.

أولها، أنه فتح باب البحث والنقاش لأمر على غاية الخطورة بالنسبة للسوريين، ويمكن بـ"الاستهتار" به أو التستر على طرحه، أن يعيد تاريخ 2014 نفسه، ويعود بشار الأسد لفترة رئاسية رابعة، فيوازي أبيه بحكم سوريا ويتفوق، بفترة حكمه، على خمسة رؤساء بكل دول العالم الديمقراطية.

ولأن جمال سليمان، طرح عبر لقائين تلفزيونيين "النهار" المصرية و"الحدث" السعودية، ضرورة تكسير "تابو" الرئاسة، وتكلّم الرجل بهدوء ومنطق وسياسة أيضاً، أن من حق أي سوري أن يترشح، أو حتى يحلم بالترشح لرئاسة الجمهورية، فهي ليست حكراً على أسرة محددة، بل وأجاد سليمان حينما قال، إن أكبر إهانة توجه للشعب السوري حينما يقال "لا بديل عن بشار الأسد"، متسائلاً ومعه كل الحق طبعاً، أن الشعب السوري شعب عظيم ومبدع ومتعلم، ولديه العديد من الكفاءات والقيادات القادرة على قيادة البلاد، فهل عجزت سوريا عن إنجاب رئيس؟َ!

وأما بعد الشكر وبعيداً عن جديّة جمال سليمان بالترشّح لمنصب الرئيس، وأن ما طرحه أشبه بحجر رماها بمياه راكدة، أو محرمة، وأن طموح الرجل "أن يكون لديه شركة ‘نتاج فني خاصة به يقوم من خلالها بإنتاج الأعمال الفنية المتنوعة من سينما ودراما ومسرح وموسيقا".
بعيداً عن كل ذلك، سنسأل سليمان كمثقف سوري دخل معترك السياسة "عضو ائتلاف سابق" وخبر ربما أكثر من غيره، الظروف الإقليمية والدولية، سواء عبر الاجتماعات واللقاءات، ولمس التشظي والأنانية وأشياء أتفه، بعد انضمامه إلى كتلة "منصة القاهرة".

مشيرين ومؤكدين، أن الهدف أو المعني بالإجابة، ليس جمال سليمان فقط، بل يمكن اختصار الحالة به، لأنه، على الأقل، امتلك الجرأة وطرح الأمر، ولم يقع بفخ الاستهتار والتطمينات الدولية، كما وقع "ساسة كبار" قبيل انتخابات 2014 "لمن يهمه الأمر، أجرى زمان الوصل وقتذاك تحقيقاً ولقاءات حول رأي ممثلي المعارضة بترشح الأسد، وكيف اعتبروا الأمر اضحوكة وردوا وحسموا الأمر، بأن العالم الديمقراطي وأصدقاء الشعب السوري، لن يسمحوا".

ماهي حظوظ أي سوري بالنجاح، إن ترشّح بمواجهة بشار الأسد، وأياً كان مناخ الترشح وحرية الناخب والرقابة الدولية على العملية الانتخابية؟!

وهنا لا نقول إن بشار الأسد هو الناجح الأكيد، لأنه حوّل سوريا من مزرعة لدولة والشعب من رعايا إلى مواطنين، ووضعها على السكة التنموية والحضارية، لتوازي دول العالم المتطورة. بعد أن بلغ إنسانها من الحريات ما بلغ ووصل اقتصادها من المنعة ما وصل وبنى علاقات إقليمية ودولية مستثمراً نقاط القوة السورية، من جغرافيا وثروات وقوة بشرية.

بل ننبه إلى أن الأسد، قوي ولم يزل، على صعيدي الأمن والتنظيمات النقابية بالقطاع الحكومي على الأقل، وهما يضمنان له الفوز الإجباري.

هذا إن لم نأتِ على "حواضنه وليست حاضنته" المتزايدة بفعل التخويف المزدوج حيناً "التخويف من الآخر الإسلاموي والتخويف الأمني"، وبفعل رداءة أداء المعارضة، أو ممثليها وسراق قرارها وتمثيلها على نحو أدق، وما يمكن أن تشكل تلك "الرداءة" من ردود أفعال لدى الناخب السوري، ولو من قبيل "جكارة بالطهارة"، بقية الأحايين.

وأما السؤال الآخر والأهم، هل الحكمة السياسية تقتضي ترشّح منافس لبشار الأسد، ليخوض معركة خاسرة، ويمنح خلالها "البراءة" للأسد ويزيح عنه تهم كل الجرائم التي اقترفها بحق السوريين، ابتداء من التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، وصولاً للقتل داخل المعتقلات وعبر الأسلحة المحرمة دولياً ؟!

وسليمان يعلم، أو لا بد أن يعلم، أنه لا يجوز لمرتكب الجرائم الترشح قبل البت بما ينسب إليه من تهم، وحينما يكون متهماً، وخاصة بجرائم حرب وإبادة كما الأسد، لا يحق له أصلاً الترشح، وهنا لا نتكلم عن عرف أو قانون سوري، بل مبدأ قانوني دولي وهو عدم افلات المجرمين من العقاب، وإلا، سنرى المجرمين ورؤساء عصابات القتل، يبيضون صفحاتهم عبر الترشح، لتجب المناصب كل ما قبلها.

كما يعلم سليمان، أو لا بد أن يعلم، أن الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد تطاوله كفرد، وليس كشاغل منصب رفيع، بمعنى، لا تعطيه الرئاسة حصانة.

أي يا نجمنا المحبوب، ليتك فقط قلت، من حقي كسوري أن أترشح، ولكن ليس بمقابل المجرم بشار الأسد، وتطالب بضرورة محاكمته وعدم إعطائه هذه الفرصة التي يسعى الروس وسواهم من الكبار وحتى العرب، لشرعنة بشار الأسد عبر انتخابات 2021، حتى لو لم يوصلوه لكرسي أبيه رابعة.

نهاية القول: أعتقد بضرورة تسليط الضوء على هذا الموضوع الهام والخطر، وذلك عبر مسارين.

الأول، الاشتغال على محاكمة بشار الأسد وأركان نظامه القتلة، وبجميع الطرائق والسبل والدول، وعدم الاستهتار والاعتماد على العالم الديمقراطي الحقير، لأن بشار الأسد، وبعد أن نفذ كامل الدور الوظيفي الموكل إليه، بات الأنسب لهم، خاصة بعد صفقة تل أبيب التي أبرمها الروس والأمريكان والإسرائيليون.

وأما المسار الآخر، فهو عدم السباحة مع الموجة والترشّح لمنصب الرئاسة بمواجهة بشار الأسد، خاصة أن "عقد المناصب" لدى السوريين، وخاصة لدى المعارضة، تعرت عبر سني الثورة، فإن كانوا يتآمرون على "زملائهم" حتى مع إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، كرمى لمقعد بالائتلاف أو عضوية بهيئة التفاوض، فماذا يمكن أن يفعلوا، ليضيفوا لسيرهم الذاتية الحافلة، مرشح رئيس جمهورية.

إذاً، أجل لا لترشّح أي سوري لمنصب الرئاسة، إن سمح العالم الديمقراطي والحر، لبشار الأسد الترشح، فعلى الأقل، يفقد بشار الأسد الشرعية ولو الجزئية، ولا يمنحه المرشح المعارض، فرصة سيتم الاشتغال عليها قريباً، بكل أدوات الإغراء والحقارة والاستقواء.

*من كتاب زمان الوصل
(378)    هل أعجبتك المقالة (337)

2019-07-21

لا لترشّح أي سوري لمنصب الرئاسة، إن سمح العالم الديمقراطي والحر، لبشار الأسد الترشح، فعلى الأقل، يفقد بشار الأسد الشرعية ولو الجزئية، ولا يمنحه المرشح المعارض، فرصة سيتم الاشتغال عليها قريباً، بكل أدوات الإغراء والحقارة والاستقواء..


خلدون سهيل

2019-07-21

استاذنا الغالي عدنان اشرت الى موضوع فعلآيثير داخل كل سوري اسئلة عميقة هل فعلآ خلت البلاد من الشرفاء والرجال والمثقفين الشجعان لقيادة البلاد سورية مليئة بالرجال الرحمة للشهداء والحرية للمعتقلين.


ابو عمر

2019-07-21

أنا بدي رشح نفسي لمنصب رئاسة الجمهورية هل من دعم.


حيدرة شعبان

2019-07-21

من حق كل سوري الترشح لأن سوريا ليسة مملكه متوارسه لعائله واحده.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي