حمَّام في العراء
في بلادٍ
صار السقفُ فيها
حتفاً مستتراً
وفَلْقةً عُليا من القبر
...
حمَّمت الأمُّ أطفالَها
في العراء.
المشعوذون
الشعراء القَتَلة
الذين باركوا المذبحة
وبخَّروها كما يفعل المشعوذون
لقد سجَّلنا أسماءهم
على قصاصةٍ
وحفظناها في زجاجةٍ
فارغةٍ تركوها
بعد حفلتهم الماجنة.
عارٌ من نوع خاص
أستحي من نجاتي
ومن كوني آمناً.
أستحي من فكرتي
عن السقوف الإسمنتيَّة
ومن ثقتي بقوَّة الجدران.
كيف تغدو
الحياةُ العاديَّةُ عاراً
على إنسانٍ مسالمٍ مثلي؟!
القبر
قبركِ، يا صديقةُ، في مكانٍ ما
أتحسَّسُهُ
كما أتحسَّسُ وخزةً في الصدر.
وكما يتحسَّسُ الأعمى الأشياءَ
والفلَّاحُ الأرضَ.
قبركِ في مكانٍ ما
لا أعرفه
ولكنِّي بحزنيَ
أسترشدُ إليه.
بالقطرات المالحة
التي أُمسحُ بها
أغراضَ الراحلين.
بالموعد الذي ضَرَبه الأبدُ
وباللحظة الموثَّقة
بوجع الأصدقاء.
قبركِ، يا صديقةُ، في سماءٍ ما
يطوف كغيمةٍ
باحثاً عن مكانٍ يهطلُ فيه.
قبركِ، الذي
لن تحمل شاهدتُه اسمَكِ
بل اسم البلاد
التي أنجبتكِ،
موجودٌ في مكانٍ ما
في زمنٍ ما
في كوكبٍ ما.
*شاعر وكاتب سوري - من كتاب زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية