أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"خديجة" فيلم سوري يرصد ارتباط المسنين بالأرض والمجتمع في ظل الحرب

بشير - زمان الوصل

نال فيلم "خديجة" للمخرج السوري الشاب "بشر إدلبي" مؤخراً جائزة أفضل فيلم قصير بمهرجان "Le "Mup في مدينة "مونتريال" الكندية، وهو مهرجان مخصص لعرض الأفلام الإنسانية حول العالم، وعُرض الفيلم وهو من نوع "انيميشن" إلى الآن في 12 مهرجانا حول العالم في أمريكا والبرازيل وأوروبا، وهو يتناول جوانب من العلاقات الانسانية والأسرية وصحة كبار السن وارتباطهم بالأرض والمجتمع، مسلطاً الضوء على الأشخاص الذين تأثروا بالحرب بشكل مباشر ومعاناتهم خلال بقائهم داخل سوريا.

حصل "بشر" وهو من مواليد دمشق 1994على شهادة كلية الإعلام باختصاص سينما وتلفزيون من جامعة "اسطنبول شهير" التركية، وعمل كاستشاري للمحتوى الإبداعي في منصة "Syrian Portal" وهي منصة إخبارية تركز على نقل الوضع السوري للمشاهد الغربي باللغة الانكليزية. وروى الإدلبي لـ"زمان الوصل" أن اهتمامه بالحكاية والقصص بدأ منذ الصغر حينما كان والده يصطحبه في مشاوير قصيرة واعتاد أن يسأله على طريقة المثل العربي القديم "تحملني أم أحملك؟" وكان هذا السؤال -كما يقول- يسحره وتسحره القصة التي يرويها والده عن المثل المذكور، إذا كيف يحمل والده الذي كان بحجم هائل من منظوره، ولكن والده لا يلبث أن يكشف له أن المقصود بالحمل هو "الحكاية" لتخفيف عناء الطريق ومشقة السفر.

بعد وفاة والده بقيت هذه القصة مزروعة في ذهن "بشر" الذي لم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره وكان كما يقول يكتب قصصاً قصيرة في ذلك السن المبكر، ومع توالي السنوات باتت القصص والأفكار تتزاحم في ذهنه وبدأ يشعر برغبة في روايتها إلى أن اندلعت الثورة السورية.
كانت الثورة حدثاً فريداً في حياة الشاب الطموح بل أكثر مفاصلها أهمية، ومعها كبرت الحكاية التي يرغب بنقلها للناس وبدأ اهتمامه برواية القصص يتبلور أكثر يقول:"صرت ابحث عن طرق أروي من خلالها حكاية الثورة وتدرجت من كتابة القصة القصيرة إلى محاولات شعرية بسيطة، مروراً بالرسم على الحيطان إلى أن بدأت بدراسة السينما وصناعة الأفلام في جامعة "اسطنبول شهير".

وكشف محدثنا أن اسم وقصة فلمه "خديجة" مقتبسان من جدته لأمه، وهي سيدة كبيرة في السن فقدت أولادها مع بداية الحرب في سوريا وعانت حالة من الفقدان والعزلة.

ولفت الشاب القادم من دمشق إلى أن فيلم "خديجة" كان مشروع تخرجه، ولكنه أصيب في فترة العمل عليه بمرض شديد فكان يضطر للتغيب عن الجامعة كثيراً ولا يتمكن من لقاء مشرفه في القسم أو فريق العمل على الفيلم وهذا ما دفعه الى صناعة الفيلم بتقنية "Stop Motion" وهي وسيلة لاستخدام الصور الثابتة لإنتاج مقطع فيديو متحرك، بنفس طريقة الرسوم المتحركة القديمة وهذه التقنية جعلته –حسب قوله- يستغني عن أماكن التصوير وفريق العمل أو المعدات الكثيرة.

بنى "بشر" موقع تصوير الفيلم في منزله وصنع الدمى (الشخصيات) من القماش والمعجون وساعدته بتصميم الشخصيات والملابس زوجة شقيقه -كما يقول –مضيفاً أنه صور بكاميرا واحدة استعارها من الجامعة، وقام بتشكيل الشخصيات وتجهيز الفيلم، ومن ثم تصويره وتحريك الشخصيات وإنجاز العمليات التالية من مونتاج وهندسة صوت بإمكانيات فردية مستعيناً بأساتذته وأهله ودعمهم وتشجيعهم له.

وفي جعبة "إدلبي" العديد من الأفلام المنجزة ومنها فيلم قصير بعنوان "Where were You" حصل على الجائزة الأولى على مستوى أوروبا بمسابقة الهلال الأخضر التركي للأفلام القصيرة وفيلم "Save the Rest" وهو وثائقي قصير عن معتقل سوري سابق حصل على تكريم فخري في مسابقة "Genç Öncüler Short Film Competition" وفيلم "Paths" القصير الذي يتناول قضية عمالة الأطفال اللاجئين وفيلم "Paper Walls" الذي يتحدث عن حقوق المرأة العربية، وعرض في عدة مهرجانات وفيلم "Yusuf"، وهو وثائقي قصير عن حياة والده ونشاطه السياسي.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(209)    هل أعجبتك المقالة (219)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي