بالمال المشبوه، الآتي من العرب، تمَّ اغتيال الخطاب المدني في الثورة، لصالح خطابٍ دينيّ فركَ الدكتاتورُ يديه فرحاً به.
وبالمال المشبوه، الآتي من الغرب، تمَّ إفراغ النضال المدني من معناه، لصالح "نضال" ارتزاقيّ ومشروط يُرضي المموّل.
***
بالمال المشبوه، تقاعد "الثوَّار":
سياسيّو الثورة أسَّسوا "مراكز أبحاث" في عواصم إقامتهم، وقادة الفصائل افتتحوا المطاعم في إسطنبول.
ولم يكُ من فارقٍ بين ما قدَّمته تلك المراكز وتلك المطاعم، إلَّا نسبة الدم التي تحتويها الوجبات المقدَّمة.
***
بالمال المشبوه، أُنشئتْ سوقٌ لتجارة الذمم. كان يُنادى على الذمَّة كما يُنادى على البضاعة.
سادَ السماسرة، وسادت لغتهم.
***
بالمال المشبوه، اشتروا مطبعةً حديثةً طبعوا عليها شهاداتٍ وطنيةً، نافرة الأحرف (والسياق)، وُزِّعتْ على أتباعهم.
بعدها، طبعوا عليها "تاغات" بأسعار الشهداء.
***
بالمال المشبوه، أسَّسوا منابر إعلامية، اختفت –كما انتشرت- بسرعة الفطر.
ليس بينها من تركَ أثراً خارج أرصدة أصحابها في البنوك.
***
بالمال المشبوه، استأجروا قاتلاً متسلسلاً.
في البداية، طاردَ الحلم ونجح في اغتياله. ثمَّ طاردَ الوعي ونجح في اغتياله. ثمَّ طاردَ الأمل.
***
بالمال المشبوه، سمَّنوا شخصياتٍ مشبوهةً حجبت المشهد بكروشها.
وهكذا، بالمال المشبوه، تَصدَّرَ المشبوهون.
*معارض سوري - من كتاب زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية