يريد الشعب اللبناني رئيسا لبناني الهوى عربي اللسان نظيف الكف, ووجداني, ويحترم اللبناني أينما كان.
رئيس يعتمد عليه في الملمات, ويحارب الفساد ويجتثه من جذوره, ويملك حرية اتخاذ القرار. ومعافى في أخلاقه ووطنيه وعروبته ومعتقده, ولا تشوبه شائبة من الشائبات, وغير منقوص,أو مرتهن لجهة من الجهات . وأن يكون لبناني وعربي الهوى والمزاج .يعبر عن مطامح الشعب اللبناني وأمانيه وآماله. ويضمن وحدة لبنان وسلامة أمنه واستقلاله وسلامة أراضيه. ويسعى ليوفر العيش الكريم والتعليم والرعاية لكل مواطن لبناني.
وتريد ما يسمى بالأكثرية, رئيس متقلب ومراء ومنافق ومخادع ومخاتل وكذاب , ومنقوص ومكتنز بالنواقص والشوائب, ومرتهن لجهات دولية وعربية,وحتى إسرائيلية.ينفذ أوامر غربية وأمريكية, ويجسد مصالح إسرائيل والإدارة الأمريكية في كل توجهاته.ويعتبر لبنان محافظة أو قضاء من دولة نظام عربي, ليكون مختصرا نفسه ورئاسته بمحافظ أو قائمقام لذاك النظام. أي أن الأكثرية تريد رئيسا صنع في الغرب أو الولايات المتحدة الأمريكية, أو رئيس صنعت توجهاته وقدراته وقيمه وأخلاقه وإمكانياته ومردوده خارج لبنان, ووفق مقاييس أمريكية وصهيونية, وأوكل إلى نظام عربي مهمة تجميعه وطلائه وتأثيثه وتشغيله ضمن هذه المواصفات.
أي أن ما يسمى بالأكثرية تريد رئيسا يستعبد اللبنانيين لصالح جهات غير لبنانية, وآخر همه لبنان واللبناني. فكل هم زعماء المعارضة تقزيم لبنان إلى مزرعة يسرحون ويمرحون فيه هم وأسيادهم كل على هواه, ووفق ما يشتهون. ولو دقق المرء في زعماء الأكثرية لوجد أن مصروفات الواحد منهم اللازمة ليغطي تكاليفه ومصروفاته وتنظيماته وعناصر حمايته من المرتزقة,بات يشكل عبئا ثقيلا على بعض الحكومات وبعض الأنظمة. وحتى انه يفوق راتب أي رئيس جمهورية أو ملك أو أمير بعدة مرات. فليتصور المرء كم سيكون مثل هذا الرئيس حريص على حياة اللبناني, وحريص على امن لبنان وصون استقلاله ووحدة ترابه. وهو الفاسد من رأسه إلى أخمص قدميه.حتى أنه لا يمكنه الحياة إلا بظل الفساد واستشراءه, أو بالعمالة والتواطؤ مع مصالح الغير. ولذلك فأسياده يخيرونه بين أن يكون عبد ذليل ومطواع لهم ولمصالح بلادهم.أو ينسلخ عنهم إن كان يبغي إرضاء ربه وضميره ومواطنيه كما تفعل قوى المعارضة في لبنان.وعندها سيكونون بحل من أمره ,أو بحفظ ماضيه الكالح السواد, أو ضمان حاضره ومستقبله. وهو حينئذ من سيتحمل عاقبة عمله وسؤ مصيره.
من يراقب تصرفات زعماء الأكثرية, يشعر بأنهم بيادق شطرنج, يحركون من خلف ستار, بأصابع جهات متعددة وغير لبنانية. حتى من رشح نفسه منهم لمنصب رئاسة الجمهورية,إنما كان بإملاء من الخارج. ومن يهاجم قوى المعارضة وسوريا والرئيس نبيه بري والشيخ حسن نصر الله والعماد ميشال عون وسليمان فرنجية ووئام وهاب ونجاح واكيم وطلال أرسلان, إنما يفعل ذلك تنفيذا لإملاءات خارجية. ولهذا يكتشف المراقب تضارب وتناقض ما يسرده ويردده في كل بيان وتصريح وخطاب. حتى أن وليد جنبلاط بدأ يطلق النار على الرئيس المصري,وهو يخطب في حفل توديع سفير مصر وبحضوره.أن ما ينتهجه ضد الرئيس السوري, إنما هو كلام باح له به الرئيس حسني مبارك في احد الاجتماعات. ومن يدري فربما سيبدأ باقي رموز الأكثرية الحاكمة للتهرب من الحرج وضغط الشارعين العربي واللبناني أن ينهجوا نهج جنبلاط. ويكشفوا للملأ أن ما فعلوه وقالوه, إنما كان بإملاءات من أسيادهم بالذات, وأنهم لم يكونوا أكثر من ببغاوات يرددون ما يقال ويملى عليهم, أو يحفظونهم إياه. وأن سر معاداتهم للرئيس السوري لأنه بات الرئيس المحبوب من شعوب العالم والشعب العربي والأمة الإسلامية. وغدا الرئيس الذي هو موضع ثقتهم وثقة الأحرار والوطنيين والشرفاء.
والمضحك أن بعض الرؤساء والقادة في العالم لم يستوعبوا بعد موقف سوريا ورئيسها وقيادتها. ومازالوا يتسم تصرفهم بالجهل. حين يتعامل مع سوريا بمنطق طفل وأستاذ. ومن خلال محاولاته تحفيز سوريا, أو أبتزازها أو تشجيعها لكي تلتزم بما يريده بوش والصهيونية وإسرائيل وقوى الاستعمار. وحينها حسب زعمه تستطيع الخروج من عزلتها وتحظى بمنحه وأعطياته وبركاته, وأنها ستنال الكثير من المكافآت ,أو شهادات المرحى والتفوق والتقدير والامتياز. وخاصة حين تقطع علاقاتها مع إيران, أو تؤيد الاحتلال الأمريكي للعراق. أو تسهل وصول مرشحه أو مرشح الإدارة الأمريكية وإسرائيل, والذي هو مرشح ما يسمى بالأكثرية في لبنان ليكون رئيس للبنان. وكأنه يتجاهل الحقيقة, أو يتعامى عن الواقع, أو يتناسى عمدا موقف سوريا خلال أربعة عقود. والذي بقيت أمينة عليه. وأنها الوحيدة التي ضحت ومازالت تضحي من اجل حماية امن واستقلال لبنان. وأنها هي من تصدت لإيقاف الحرب الأهلية في لبنان, حين فر الجميع مولون الأدبار. وإنها لم ولن تتدخل في شؤون بلد أجنبي أو عربي , أو تجعل من أرضها قاعدة يتجمع فيها المعتدون والغزاة كما فعل من يدعون أنهم مسلمون وعرب.وأنها لو قبلت منطقه الغريب لحصدت كل الجوائز والهدايا والمكافآت, ولما وجد لهديته وجائزته من مكان على الرف السوري. وأنها لم تهتم بالعزلة, طالما هي حرة. والحرة لا تبيع شرفها للأوغاد, مهما أجهدوا أنفسهم في حصارها وعزلها والتضييق عليها, وأصدروا قرارات المحاسبة الغبية. وأن من يتواصل مع سوريا وقيادتها ورئيسها هو المحظوظ. لأنه يجد نفسه. ودليل على رجاحة العقل. أما من يقاطعها ويعاديها, فهو صاحب الحظ السيئ. فكل من يزور سوريا ويجتمع مع رئيسها, أو بعض مسئوليها سيقدر عاليا كل جهودها وخطواتها. ويحترم مواقفها. وسيتعرف على الكثير من الحقائق التي شوهت صورها من قبل بعض وسائط الإعلام. وسيجد بأن سوريا ما كانت في يوم من الأيام تنتظر المكافأة من أحد.وإنما كل ما تريده وتسعى وترنوا إليه أن يسود ربوع العالم الأمن والسلام والاستقرار, وأن تجز من الحياة كل أعمال الإرهاب والإجرام والعدوان والاستغلال والاحتلال والاستعمار. ولهؤلاء الذين يظنون أن سوريا ستفوح شهيتها ويسيل لعابها على ما يطرحه من جوائز ومنح وأعطيات. أو للذي يظن أنه يرهب ويخيف سوريا بالتهديدات وبقواه وقوى إسرائيل العسكرية, أو للذي يفبرك الأكاذيب بحق شعبها وقيادتها ورئيسها حفظه الله ورعاه,وكذلك للذي يشهر سيفا أطول من قامت,أو ممن يشتهر بسلاطة لسانه, وحتى للأسياد الذين يحركون بعض أشباه الرجال نقول:
• أن سوريا أكثر من يهمها امن لبنان واستقلاله وحرية قراره, والعيش الكريم لبنيه, ولا ترضى أن تتعطل آلية أية مؤسسة من مؤسساته . فهي جاره وهي أكثر من تعرف حقوق الجار على الجار.
• أن سوريا هي الوحيدة التي لم تتدخل بشؤون لبنان. بينما تدخل ويتدخل الآخرون بكل زمان.
• أن سوريا كانت الملاذ والملجأ والمأوى لكل لبناني حين يتعرض وطنه لمصاب أو عدوان أو مؤامرة أو حرب أهلية, فسوريا وطنه الثاني, وشعبها أهله. بينما أبواب الغير كانت ومازالت موصدة إلا لمن يحمل الجواز والتأشيرة, أو يحمل توصية من أحد الزعماء.أو رهن نفسه كعميل لإحدى هذه الجهات.
• أن معظم الأسر اللبنانية والسورية مقسمة كل أسرة منها إلى فرعين, فرع يقطن في سوريا والفرع الآخر يعيش في لبنان نتيجة عدة ظروف.ولذلك هم أكثر من يعرفون حق صلة الرحم والقرابة والنسب.ومع ذلك لم تستغل هذه الأمور من قبل سوريا أو لبنان وتوظف للتدخل بشؤون الآخر.
• إن سوريا لم تطالب يوما بإعادة لبنان إلى سوريا. فهي تعرف أن السوريين واللبنانيين إنما هم شعب يعيش في بلدين. بينما لا مانع من بعض قوى السلطة وأحزابهم من تقسيم لبنان إلى دول طائفية.
• إن سوريا لم تثر قضايا حدود مع لبنان يوما ما كما هي حال الكثير من حال بعض قضايا العالم وبعض الدول العربية التي مازالت عالقة. والتي تشن الحروب بسببها .كالحروب التي نشبت بين بعض الدول الأوروبية والأفريقية والآسيوية وحتى العربية. أو الحرب التي شنها الشمال الأمريكي على الجنوب حين أعلن انفصاله عن الاتحاد الأمريكي. ومازال كل رئيس يتحفنا سنويا بخطابه عن حال الاتحاد الذي تعزز بهذه الحرب كذكرى لهذه الحرب والتي حصدت الكثير من الأرواح.
• إن سوريا لم تتآمر في يوم من الأيام على لبنان. بينما تورطت بعض المليشيات وحتى بعض زعماء من ما يسمى بالأكثرية في التآمر على سوريا مع جهات غربية وأمريكية وإسرائيلية وحتى عربية.
• إن سوريا منعت تهجير أية طائفة من الطوائف اللبنانية, حين أبدى الغرب والإدارة الأمريكية استعداداتهم لترحيل بعض الطوائف , وأرسل سفنه إلى عرض البحر استعدادا لعمليات الترحيل.
• إن سوريا كانت متسامحة إلى ابعد الحدود مع كل ما قام وتقوم به بعض المليشيات وزعماء ما يسمى بالأكثرية من أعمال إجرامية وجرائم قتل بحق السوريين في لبنان وسوريا. بينما الذي يتحكم في سلوك وتوجهات زعماء الأكثرية إنما هو الكراهية والحقد لكل ما هو سوري وعربي.
• إن من استجار بسوريا إنما هم زعماء ما يسمى بتيار الأكثرية وآبائهم بعد أن شعروا بالخطر .ولو لم تجرهم سوريا, وتوقف الحرب الأهلية لكانوا مع غيرهم الآن في عداد المفقودين أو في خبر كان.
• إن الكثير ممن يتطاولون على إيران حاليا,هم أنفسهم من كانوا أوثق الحلفاء لإيران في عهد الشاه.
• إن المقاومة للمحتل والمعتدي حق مشروع. وأن كل بلد تحترم فصائل مقاومتها,أو الأنصار الذين قاوموا المعتدي والمحتل والنازي. ويقام لها سنويا يوما يكرم فيه هؤلاء المقاومين. وان من يغش ضميره ويبيع وجدانه ويخون ما هو مؤتمن عليه, ويصغر من نفسه وقدره وقيم بلاده إنما هو من يصطف مع زعماء الأكثرية في لبنان بضرورة نزع سلاح المقاومة وحزب الله.
كل هذه الأمور والمعطيات والحقائق وحتى أكثر منها يعرفها حق المعرفة زعماء ما يسمى بتيار الأكثرية, ويعرفها جورج بوش وساركوزي وغيرهم من الرؤساء والملوك العرب وغير العرب. وحتى بعض الأنظمة العربية وغير العربية تعلم علم اليقين أن رعاياهم الذين حصروا في لبنان أبان الحرب الأهلية وهددت حياتهم من قبل من هم حلفائهم اليوم, لم ينقذهم من الموت المحتم والتصفية الجسدية وأعمال التعذيب سوى القوات السورية. لذلك فما يفعله البعض الآن من دعم لهؤلاء العملاء, إنما هو استخفاف بالعقل البشري,ونفاق ومكر وخداع وعدوان على الله. وختاما نقول: ليحتفظ من يعرض هديته بهديته لنفسه فهو من يفرح بالهدايا والمنح والأعطيات. أما سوريا فهي فرحة ومسرورة وراضية عن كل عملها, وعن كل ما تقوم به.لأنه يرضي الله سبحانه وتعالى, ويرضي شعبها وتاريخها وما شبت وشابت عليه, ويرضي شعوب العالم وقيم الإنسانية الغراء. ولكل رئيس وحاكم الخيار بين أن يتعامل مع سوريا وشعبها وقيادتها ورئيسها كما هم عليه. أو أن يهدر الوقت والجهود, ويضل الطريق بين مواخير الخونة والعملاء والفاسدين من أشباه الرجال التي يسربلها الظلام.
الأربعاء 29/8/2007م
البريد الإلكتروني: [email protected]
: [email protected]
: [email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية