أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

متعاونون مع الاحتلال يستعدون للهروب من العراق

حولوا 500 مليون دولار إلى دول عربية وأوروبية في 6 أشهر وتلقوا تهديدات بالقتل

حذر قائد رفيع المستوى في الجيش العراقي الحالي مما أسماه «عودة قوية لتنظيم القاعدة بالعراق»، وزيادة في عمليات الاغتيال المنظمة في حال فشل القوات الأمنية العراقية من سد الفراغ الذي ستحدثه القوات الأميركية خلال انسحابها من المدن العراقية وفق الخطة التي أقرها الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ويأتي ذلك في الوقت الذي اعترف فيه مسؤول بارز في وزارة المالية العراقية من أن غالبية زعماء القبائل العراقية والسياسيين والمتعاونين مع الجيش الأميركي خاصة ممن دخلوا في قوات الصحوة أو برامج الصداقة والتعاون الأميركية العراقية، وكذلك المتعهدين والمترجمين مع جيش الاحتلال أو المخبرين السريين خلال فترة الاحتلال الماضية، وقاموا خلال الستة أشهر الماضية بتحويل ما مقداره 500 مليون دولار إلى عمان ودمشق ومصر والإمارات العربية المتحدة ودول أوروبية أخرى لشراء منازل أو شقق مفروشة وإرسال عائلاتهم إلى هناك خوفا من تردي الوضع الأمني بعد انسحاب الأميركيين وعدم سيطرة الجيش العراقي على زمام الأمور.
وأوضح المسؤول أن غالبيتهم من المحافظات التي كانت الجماعات المسلحة تنشط فيها مثل الأنبار وديالى وصلاح الدين والموصل وبغداد، فضلا عن فرار أعداد مماثلة منذ الآن ومبكرا من مدن الجنوب العراقي إلى إيران وتركيا خوفا من تصفية مليشيا جيش المهدي لهم بعد انسحاب الأميركيين.
وقال علي جعفر العيساوي من مكتب المفتش العام بوزارة المالية العراقية لـ «العرب»: «إن الوضع لأولئك الناس لا يوحي بالخير، فغالبية من عمل مع الاحتلال جمع أموال طائلة وبفترة قصيرة جدا، وهم حتى الآن يعتبرون أنفسهم في حصانة من المساءلة القانونية وهم في الوقت نفسه يخرجون أموالا طائلة من العراق إلى تلك الدول بحجة خوفهم من الاغتيال بعد انسحاب الجيش الأميركي».
وقال العقيد الركن أحمد حسين العامل في استخبارات وزارة الدفاع العراقية إن أكثر من 119 موقعا عسكريا تم تسلمه من القوات الأميركية خلال الفترة المنصرمة، وهي الآن تحت سيطرة الجيش العراقي وهو أشبه ما يكون بترك عامل غير ماهر على معمل ضخم ومعقد فالوضع لا يزال هشا والقاعدة لم تنته وهناك مئات الأطنان من الأسلحة والمتفجرات بالعراق.
وخلال الفترة الماضية انعدم الغطاء الجوي الذي كان يوفره سلاح الجو الأميركي بالعراق في كثير من المناطق ويمكن القول إن الوضع قد يسوء ونحن بحاجة إلى الحظ الطيب أكثر من أي وقت مضى.
وحسب مكتب المفتش العام فإن 21 شيخ عشيرة عراقيا بارزا وأكثر من 32 سياسيا ومئات المترجمين والمتعاونين مع القوات الأميركية غادروا البلاد لشراء منازل والحصول على إقامة دائمة أو لجوء سياسي وبعضه إنساني من تلك الدول، حيث يعتقدون أن الجماعات المسلحة وبعض العراقيين الذين نكبوا من الاحتلال سيفترسونهم بعد مغادرة الأميركيين العراق على حد وصفه.
ومن بين الذين تحدث عنهم العيساوي أحد المترجمين ويدعى صفاء عبدالله قام بتحويل مبالغ كبيرة جدا خارج العراق وإرسال أسرته إلى الخارج، بينما يمكث هو في قاعدة أميركية ويضيف مثل هذا المترجم يوجد العشرات وهم يخشون عمليات انتقامية منهم، لذا اختاروا مغادرة البلاد إلى حد يمكنهم فيه الاطمئنان من تمكن الجيش العراقي إدارة الملف الأمني بمفرده وبجداره.
وانتشرت في الآونة الأخيرة عبارات على الجدران والأماكن العامة وبيانات لجماعات العراقية مسلحة مختلفة تتوعد من تسميهم عملاء المحتل بنهاية مخزية، ففي مدينة الرمادي وزعت جماعة تطلق على نفسها اسم «كتائب الثار المبين» منشورات على جدران المدارس وبعض الأسواق المكتظة قالت إنها تمتلك أسماء لأكثر من 600 متعاون مع المحتل ستقوم بتصفيتهم وقتلهم الواحد تلو الآخر جزاء خيانتهم وتعاونهم مع المحتل.
وهو الأمر الذي جعل الكثير منهم يستعجلون بالرحيل عن المدينة التي كانت خلال الفترة الماضية معقلا لتنظيم القاعدة بالعراق، ويقول أبوإحسان الكبيسي صاحب مكتب لبيع المنازل وسط بلدة الرمادي 110 كيلومترات غرب العاصمة العراقية بغداد إن غالبية هؤلاء يبيعون منازلهم وأثاث منازلهم بأسعار بخسة جدا وبأي سعر يحصلون عليه يبيعون ممتلكاتهم ويغادرون، وما أن ترى منزلا أو سيارة تباع بسعر بخس يمكن لك أن تتوقع أن صاحبها عميل ومتعاون مع قوات الاحتلال الأميركية يريد النفاذ بجلده بما حصل عليه من أموال لقاء تعاونه وعمالته معهم على حد وصفه.

العرب
(107)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي