لا يبدو أن شيئا يسير في المنطقة على عكس ما يشتهي بشار الأسد ويتمنى، بدءا من الصراع الأمريكي الإيراني – البارد حتى الآن- مرورا بالاجتماع الأمني الإسرائيلي الأمريكي الروسي الذي عقد مؤخرا في إسرائيل، وأشارت تسريباته "المتداولة" إلى بقاء الأسد حتى العام 2021 يتبعها انتخابات رئاسية وربما برلمانية قد تضع أسسها اللجنة الدستورية، وصولا إلى المعارضة التي يبدو أنها فضلت حالة الشلل الرباعي على أي حراك سياسي يعيد تفعيلها، على عكس ما يفعل نظام الأسد الذي أعاد تنشيط عصبه الأمني من خلال التغييرات التي طالت رؤوس الأجهزة الأمنية، متخلصا بشكل أو بآخر من شخصيات خطيرة استهلكها حتى الرمق الأخير في قتل السوريين.
يراهن كثر على أن المواجهة الأمريكية الإيرانية قد تطيح بالأسد، وهو رهان ليس له نصيب كبير من الربح، فإيران ليست هي من أبقى على الأسد في سدة الحكم، رغم دورها العسكري الذي وظفته لخدمة مشروعها الايديولوجي القائم على التغيير الديمغرافي الطائفي في سوريا والعراق، فما أبقى على الأسد هو عدم وجود قرار دولي "غربي تحديدا" بالإطاحة به.
أما لماذا لم يتخذ مثل هذا القرار حتى الآن، فتسأل عنه إسرائيل أولاً، وثانيا المعارضة التي باعت ولاءاتها يوم كانت دمشق قاب قوسين أو أدنى من السقوط، يوم كانت مساحة تحرك النظام داخل العاصمة لا تتجاوز 3 كم. الشروط الأمريكية الاثنا عشر المطلوبة من طهران تتضمن خروج إيران وميليشياتها من سوريا، وهو أمر يرى فيه البعض نهاية الأسد، وهذا أمر يندرج في باب التمني أكثر منه حقيقة حتمية. فما يضير الأسد أن تخرج إيران من سوريا، بل يمكن أن يكون ذلك بمثابة إزالة العبء عنه، وعن مظلته الأهم روسيا، فضلا عن إسرائيل التي يشغلها الوجود الإيراني بينما لا تخفي رغبتها ببقاء الأسد حتى لو أفنى الشعب السوري برمته.
على الجانب الآخر من المأساة السورية، تزداد العلاقات الروسية التركية جراء المصالح المتبادلة، مضافا إليها ما يسود علاقات واشنطن وأنقرة من توتر على خلفية صفقة صواريخ "اس 400"، من دون إغفال الصوت التركي المعارض لمقاربة الحكومة التركية للملف السوري، وكل هذا من ان لم يكن لصالح الأسد فهو على الأقل لا يتعارض مع مصلحته في البقاء على كرسيه.
أما المعارضة السورية فهي في حالة استرخاء تام وسبات لا مؤشرات على نهايته قريبا، فهل يشتهي بشار الأسد أكثر من ذلك؟
كما يشتهي بشار الأسد.. حسين الزعبي*

*من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية