أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كما يشتهي بشار الأسد.. حسين الزعبي*

أرشيف

لا يبدو أن شيئا يسير في المنطقة على عكس ما يشتهي بشار الأسد ويتمنى، بدءا من الصراع الأمريكي الإيراني – البارد ‏حتى الآن- مرورا بالاجتماع الأمني الإسرائيلي الأمريكي الروسي الذي عقد مؤخرا في إسرائيل، وأشارت تسريباته ‏‏"المتداولة" إلى بقاء الأسد حتى العام 2021 يتبعها انتخابات رئاسية وربما برلمانية قد تضع أسسها اللجنة الدستورية، ‏وصولا إلى المعارضة التي يبدو أنها فضلت حالة الشلل الرباعي على أي حراك سياسي يعيد تفعيلها، على عكس ما ‏يفعل نظام الأسد الذي أعاد تنشيط عصبه الأمني من خلال التغييرات التي طالت رؤوس الأجهزة الأمنية، متخلصا بشكل ‏أو بآخر من شخصيات خطيرة استهلكها حتى الرمق الأخير في قتل السوريين.‏

يراهن كثر على أن المواجهة الأمريكية الإيرانية قد تطيح بالأسد، وهو رهان ليس له نصيب كبير من الربح، فإيران ‏ليست هي من أبقى على الأسد في سدة الحكم، رغم دورها العسكري الذي وظفته لخدمة مشروعها الايديولوجي القائم ‏على التغيير الديمغرافي الطائفي في سوريا والعراق، فما أبقى على الأسد هو عدم وجود قرار دولي "غربي تحديدا" ‏بالإطاحة به.

أما لماذا لم يتخذ مثل هذا القرار حتى الآن، فتسأل عنه إسرائيل أولاً، وثانيا المعارضة التي باعت ولاءاتها يوم كانت ‏دمشق قاب قوسين أو أدنى من السقوط، يوم كانت مساحة تحرك النظام داخل العاصمة لا تتجاوز 3 كم.‏ الشروط الأمريكية الاثنا عشر المطلوبة من طهران تتضمن خروج إيران وميليشياتها من سوريا، وهو أمر يرى فيه ‏البعض نهاية الأسد، وهذا أمر يندرج في باب التمني أكثر منه حقيقة حتمية. فما يضير الأسد أن تخرج إيران من سوريا، ‏بل يمكن أن يكون ذلك بمثابة إزالة العبء عنه، وعن مظلته الأهم روسيا، فضلا عن إسرائيل التي يشغلها الوجود ‏الإيراني بينما لا تخفي رغبتها ببقاء الأسد حتى لو أفنى الشعب السوري برمته.‏

على الجانب الآخر من المأساة السورية، تزداد العلاقات الروسية التركية جراء المصالح المتبادلة، مضافا إليها ما يسود ‏علاقات واشنطن وأنقرة من توتر على خلفية صفقة صواريخ "اس 400"، من دون إغفال الصوت التركي المعارض ‏لمقاربة الحكومة التركية للملف السوري، وكل هذا من ان لم يكن لصالح الأسد فهو على الأقل لا يتعارض مع مصلحته ‏في البقاء على كرسيه.‏

أما المعارضة السورية فهي في حالة استرخاء تام وسبات لا مؤشرات على نهايته قريبا، فهل يشتهي بشار الأسد أكثر ‏من ذلك؟

*من كتاب "زمان الوصل"
(175)    هل أعجبتك المقالة (186)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي