مساحة الجنون والنفاق تتسع في سوريا الأسد التي يحاول فيها النظام وأعوانه تلميع صورة النظام ومواليه في علمانيتهم وانتصارهم على الموت الذي لا يتوقف نزيفه في القرى والمدن الموالية التي تستقبل كل يوم جديد قتلاها.
وفي هذا الصدد نشرت (rt) الروسية تحقيقاً مصغراً عن تجربة وصفتها بالمبتكرة يجري العمل عليها تهدف إلى تحويل (المبرات) أي أماكن العزاء إلى صالات للأمسيات الثقافية في بلدة "الشيخ سعد" بمدينة طرطوس الساحلية. ونقلت الوكالة عن أحد أدباء البلدة ويدعى "علي مرعي" مبررات هذه المبادرة: (لماذا لا نستثمر هذه المبرات بنشاط ثقافي مثلا، خاصة أنه لا يوجد مركز ثقافي في البلدة التي يقارب سكانها 50 ألفا).
ويتساءل "مرعي" الذي لاقت فكرته استحساناً: (كلف بناء المبرة نحو 10 ملايين ليرة، فلماذا تقتصر على التعازي؟ يجب أن نبادر لنفعل شيئا فالمبرة يمكن أن تحوي مكتبة، وأنشطة ثقافية، تضم لقاءات دائمة).
فيما يرى البعض أن هذه الفكرة هي ارتباط بالحياة وتؤسس لحركة ثقافية فيقول أحد المحامين للوكالة: (الأمسية غيرت الفكرة النمطية عن المبرات التي صارت بتلك التجربة ترتبط بالحياة أيضا، وليس فقط بالموت، وأن الفكرة لاقت قبولا وأنها ستؤسس لحركة ثقافية جديدة).
وكان النظام عبر مؤسساته الثقافية قد روج قبل فترة لفعاليات ثقافية في سجونه مثل عدرا (دمشق المركزي) وتم عقد ندوة ثقافية للمساجين فيما تفوح رائحة الموت والتعفن من سجونه السرية والأمنية التي تعذب السوريين وتقتلهم. النظام الذي ساهم في تدمير الحالة الثقافية السورية سواء في الساحل السوري وسواه يعود اليوم من خلال هذه الخطط المكشوفة ترميم صورته تلك، وهو الذي حول المراكز الثقافية الكبرى في العاصمة وبقية المدن السورية إلى صالات لاحتفالات البعث وأمسيات الشعر الذي يمجد القائد الخالد والصامد، واقتصرت نشاطاتها الاجتماعية على دورات محو الأمية والتطريز، ودورات بدائية في الكمبيوتر، واستثمرها المدراء في دورات لللدروس الخاصة تعود بالفائدة المادية عليهم..فكيف ببيوت العزاء التي تتكاثر في كل المدن السورية؟!
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية