أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مخرج شاب يحاكي آلام السوريين بـ"تجربة"

عبد الحكيم - زمان الوصل

أنجز المخرج السوري الشاب "عزام عبد الحكيم" باكورة أفلامه السينمائية بعنوان "تجربة Audition" ضمن مشاريع التخرج لطلاب الكلية الاسترالية SAE INSTITUTE في العاصمة الأردنية عمان.

ويحاكي الفيلم وهو من النوع الروائي القصير واقعاً موجوداً في مجتمعاتنا، حيث يتحدث عن قصة فتاة تُدعى "صَبا" تعيش في أحد المناطق الحدودية في دول الجوار مع سوريا، تحب الموسيقى، وتطمح لأن تصبح عازفة محترفة على آلة فايولين، لكن عوائق وصعوبات جمة تحول بينها وبين ذلك.

ولد عبد الحكيم في مدينة حمص عام 1995 وسط بيئة محبة للفنون بشكل عام فوالده خطاط وكان يمارس فن الرسم أيضاً وله الفضل الكبير في إثراء ذائقة أبنائه الفنية على مدى سنوات بلوغهم، ووالدته رسامة معمارية، درس في سوريا حتى بداية المرحلة الثانوية ثم اضطر للخروج مع عائلته من المدينة بسبب تشديد الحصار عليها ليتوجهوا إلى الأردن.

وروى المخرج الشاب لـ"زمان الوصل" أن اهتمامه بالسينما ليس قديما، ولكن نظراً لحبه لجميع أنواع الفنون انجذب لها كونها تجمع العديد من أنواع الفنون–كما يقول- مضيفاً أنه لم يصل بعد لمرحلة" الشغف" ولكنه ما زال في بداية الطريق وما زال هناك الكثير ليتعلمه.

اهتم الفنان الشاب بأفلام النوع الاجتماعي منذ المراحل الأولى من دراسته الجامعية والتي تكسر القالب المعهود الذي اعتاد حفظه في الأفلام والمسلسلات العالمية والعربية بشكل خاص، حيثُ المرأة دائماً كائن ضعيف ليس لها تحكم بمجريات الحياة العملية، ولا وجود لها إلا في الأفلام الرومانسية أو الأفلام التجارية كأداة لجذب الجمهور لمتابعة هذا النوع من الأفلام.

وأردف محدثنا أن الموضوع الآن تغير إلى حد كبير إن كان في هوليوود أو في السينما الأوروبية، حيث بدأت المرأة تأخذ مكاناً أفضل على الشاشة وأصبحنا نراها في مراكز مهمة، وأصبحت الكثير من القصص المُبتكرة أو المأخوذة من روايات عالمية الآن تتمحور حول دور المرأة في مجتمعها وتأثيرها على حياة الرجل والمجتمع.

وحول فيلمه "تجربة" أشار إلى أنه بدأ بكتابة فكرة الفيلم على ورقة واحدة قام من خلالها بطرح المعالجة الرئيسية لمجريات القصة، واستشار من خلالها عدداً من الأصدقاء ونالت المعالجة إعجابهم وعرض الفكرة على صديقه "الحسن سيد يوسف" الذي شاركه في عملية كتابة السيناريو والإخراج فيما بعد.

وكشف محدثنا أن مرحلة اختيار الممثلين في فيلمه "تجربة" لم تكن سهلة أبداً، حيث واجه فيها الكثير من العوائق التي أجبرته على تأجيل أيام التصوير لمراتٍ عدّة مشيراً إلى أنه اختار الفنانة "جودي عثمان" لتلعب دور "صَبا" في منتصف مرحلة كتابة السيناريو بعد أن عرض عليها الفكرة، وأبدت إعجابها بالقصة، وكانت هذه التجربة الأولى بالنسبة لها واستطاعت –كما يقول- لعب الدور الرئيسي أفضل مما تخيله على الورق.

ولفت مخرج "تجربة" إلى أن العديد من الصعوبات والعراقيل واجهته أثناء إنجاز الفيلم ومنها محدودية الميزانية، فعالم السينما وصناعة الأفلام متطلب –حسب قوله- فبقدر الأموال التي تضعها في كافة عمليات إنتاج الفيلم بقدر ما تكون بحالة ارتياح أكبر ويكون الجهد المبذول مخصصاً أكثر في الدور الذي تقوم بتنفيذه سواءً كنت منتجاً أو مصوراً أو أي دور فنيّ آخر.

ونوّه "عزام" إلى أن قصة الفيلم متخيلة، ولكنها في الآن ذاته مستوحاة من واقعنا، حيث يوجد الكثير من الفتيات اللواتي تشبه قصصهن قصة صَبا، وخاصةً أن مجتمعاتنا ـ حسب قوله- لا تؤمن بالفن كمهنة يمارسها الإنسان، فما بالك عندما تطلب الفتاة ذلك، وخاصةً أن المجتمع العربي منغلق فيما يتعلق بحرية الفتاة واختياراتها.

وتابع أنه اختار لفيلمه اسم تجربة للدلالة على طموح "صَبا" في الوصول إلى أول تجربة أداء لها للعزف والانضمام إلى أحد الفرق الموسيقية وثانياً هي تجربتنا نحن من قمنا بكتابة الفيلم والعمل عليه.

وحظي فيلم "تجربة" 20 دقيقة وهو من إنتاج شركة KB Media وبتمويل من منظمة "يونيسيف" UNICEF بعرضين أولهما بتنظيم من المنظمة نفسها وبرعاية الأميرة ريم العلي، والعرض الثاني من منظمة "سبارك" الهولندية، ويطمح مخرجه الشاب للمشاركة به في عدد من المهرجانات المحلية والدولية.

فارس الرفاعي -زمان الوصل
(192)    هل أعجبتك المقالة (193)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي