أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أيبتلع "حوت الدين" الأسماك الرمادية... عدنان عبد الرزاق*

كيف سمح للحوت أصلاً بالعودة إلى حلب ومن كان وراءها وكيف ولماذا جاء إلى تركيا؟!

عاد الجليل، مدير دار النهضة للعلوم الشرعية "الكلتاوية" محمود ناصر الحوت، منذ نحو شهرين، إلى حضن الوطن "حلب" قادماً من مصر "دمياط" بعد نحو سبع سنوات من الصمت والنأي بالنفس، ليفاجأ قبل أيام، من يهمهم أمر"اللحى والوطن" بقدومه إلى تركيا، أكثر الدول استضافة لللاجئين بنحو 3.7 مليون سوري، ويقيم بمدينة أضنة خطبة أو محاضرة، غلب حضورها من السوريين، على أتباع الجماعة النورسية التركية.

بداية القول، بصرف النظر عن كيف عاد هذا الحوت إلى حضن الوطن، أبمبادرة ووساطة روسية شيشانية مشتركة أو إيرانية بعد ماقيل عن زيارته العراق قبل حلب أو بتوسط من المفتي الجليل أحمد حسون...يا سيدي أو بخوّة دفعها بعض تجار حلب للنظام وآله. لأن المهم بالأمر هو العودة المظفرة لهذا الجليل، ليقوم بدوره الوطني والتاريخي، ويحث الشباب اللاجئ على العودة إلى الوطن، والخدمة بجيشه الباسل، إن تطلب الأمر واقتضت المصالح، أو-أضعف الإيمان ربما- ثنيهم عن معارضة الوطن والخروج على ولي الأمر، ففي ذلك شبهة يا إخوة الإيمان.
المطلع على تاريخ حلب الحديث، يعلم ربما أنها كانت محكومة من ثلاثية دينية، والحوت ليس بينهم بحكم زهد الرجل وصب دعوته ووعظه صوب التصوّف والزهد.

أول الأثافي هو صهيب الشامي مدير الأوقاف السابق والمقيم أيضاً بتركيا والمتوقع أن يزوره الحوت ليتباحثا ربما بشؤون البلاد والعباد، والركن الثاني محمود عكام مفتي حلب السابق الذي كان مفتيا ثانيا بعد أستاذ ومدير أحمد حسون المفتي ابراهيم سلقيني، ولم يتثبت كمفتٍ إلا بعد وفاة السلقيني في سبتمبر 2011 والركن الثالث الذي تابع بطريق النضال ليصل من منصب مفتي حلب إلى مفتي الجمهورية، العلامة أحمد حسون.

والخلافات لمن لا يعلم، كانت تتركز، أو يطفو منها على السطح، بين أحمد حسون المستمد قوته وقتذاك من الأمن عموماً والأمن الجوي الذي كان يترأسه شريكه اللواء محمد بكور ديب، ومن علاقاته التجارية الموزعة سراً، مع أقطاب المال الحلبي، فضلاً عن الدعم والتغطية من العاصمة، وبين صهيب الشامي مدير أوقاف حلب، صاحب القرار على الخطباء وعلى "بيت المال" وأوقاف حلب للذي لا يعلم، ربما أغنى من جيف بيزوس مؤسس أمازون، فالمحال التجارية العائدة للأوقاف تقدر بالآلاف، فضلاً عن الإنشاءات والاستثمارات وحتى نصف شارع بارون بما فيها "كابريهاته".

وبعيداً على من آل النصر بخلاف الشامي وحسون، ربما لأن المعارك لما تنته بعد، بقي الحوت خارج ضوء الصراعات، لما اختطه من نهج صوفي ربما ترى القيادة الحكيمة فيه -الصوفية- سلاحاً استراتيجياً، لا يستخدم إلا بالأوقات الحرجة ووقت تتراجع الأذرع النارية للخطب الحماسية والتحريضية، كالتي أفلح فيها وبرع، الجليل أحمد حسون.

إذاً، مجرد أسئلة ليس إلا، لأن الله جلّ وعلا، وحده علّام الغيوب.

لماذا جاء الحوت إلى تركيا، هل ثمة دور وظيفي يتعلق بإقناع اللاجئين والتابعين والموردين، بعودة الرماديين وجماعة مالي مصلحة، للوطن وعدم الخروج على عصا طاعة الحاكم؟!

كيف تم السماح للحوت أصلاً بالعودة إلى حلب ومن كان وراءها وكيف ولماذا جاء إلى تركيا؟!

هل لا يزل الدين سلاحا ماضيا، يمكن أن يؤثر بالشباب خاصة، بعد تكشّف زيف الدعوات وتعري معظم اللحى ودورانها بفلك الحكام والمستبدين؟!

وأيضاً، هل سيكون من جولات أخرى للأخ الحوت، يقابل خلالها صهيب الشامي وحشودا أخرى، تسعى لرضاه وتقبيل يديه، كالتي رأيناها بأضنة، ضمن خطة تبدأ من "التوبة" وربما لا تنتهي عند التحضير لإعادة إنتاج القائد الرمز والاستعداد لترشحه للرئاسة عام 2021، على اعتبار بقائه لحينذاك، تم بصفقة إسرائيلية روسية أمريكية خلال "القمة الأمنية" برئاسة مسشتاري الأمن القومي بتلك الدول المسالمة والمحبة للسوريين ومصالحهم.

نهاية القول: لم تلدغ ثورة السوريين ربما، كما من أصحاب اللحى والمشاريع الإسلاموية العريضة، فمن مشاريع الإخوان المسلمين إلى العملاء الضفادع شوط، ومن التنظيمات الراديكالية إلى وهم الخلافة مشوار، ليؤول الحال لاحقاً، بين كشف العمالة والمشروعات المخابراتية التي تعدت حدود الوطن والأمة ولله الحمد والشكر.

واليوم، بدأ النظام العلماني على ما يبدو، للرمي بآخر تلك الأسهم المسمومة إلى ما تبقى من المعارضة، التي أجهزت الانتماءات والأموال ومصالح أصدقاء الشعب السوري عليها، بعد أن أسست "مصالح اللحى" لقتلها وشيطنتها.

*من كتاب "زمان الوصل"
(344)    هل أعجبتك المقالة (275)

عبدو

2019-07-07

لازالت يد الله فوق ايديههم ... وستتبقى اطمئن ي يا صديقي.


ههه

2019-07-08

تريخ اسود.


ابن سوريا

2019-07-08

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي