في خطوة تستهدف تشجيع التعاون التجاري الدولي وتوسيع آفاقه لتشمل قطاعات صناعية وتجارية وخدمية متعدِّدة، نظَّم مركز الأعمال والمؤسسات السوري SEBC بالتعاون مع السفارة البولونية في سورية وغرفة التجارة البولونية، الملتقى الاقتصادي السوري- البولوني.
أكَّد عبد الله الدردري، نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، أنَّ الإمكانات المتاحة في بولونيا هائلة، موضحاً أنَّ: «بولونيا تمتلك تكنولوجيا أوروبية بامتياز، بتكلفة مقبولة بالنسبة إلينا، وتمتلك موارد بشرية متميِّزة نستطيع أن نتعاون معها».
وبيَّن الدردري: «نبحث عن مشاريع مشتركة بين الجانبين السوري والبولوني، في الصناعة والخدمات الهندسية والسياحة».. مشيراً إلى أنَّ البولونيين: «سيّاح متميِّزون ويرتبطون بسورية ارتباطاً روحياً، وهو أنَّ سورية مهد المسيحية، ولكن لم نقم بما يقوِّي هذا الرباط»، مشيراً إلى أنَّ: «في خضم الأزمة المالية، فإنَّ التعاون بين سورية وبولونيا يصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى».وأوضح الدردري أنَّ: «العلاقات ستتواصل وسيزور وفد اقتصادي مهم نهاية هذا العام بولونيا».. مبيِّناً أنَّ: «أيّ اتفاق مشترك بين رجال الأعمال السوريين وبين الوفد البولوني سيحظى برعاية الحكومة، وهذا يعني أنه لاتوجد عقبات إدارية ستقف في وجه أي اتفاق».
بدوره، أكَّد ميخائيل ميركوسينكي، السفير البولوني في سورية، أنَّ قدوم ممثلين لأهم الشركات البولونية إلى سورية هو نتيجة لتفعيل العلاقات السورية- البولونية، مبيِّناً أنَّ: «زيارة عبد الله الردري، نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، في آذار الماضي إلى بولونيا، كان لها نتائج مهمة في كسر الجمود في العلاقات السورية -البولونية».. مضيفاً: «تفاجأنا إيجابياً عندما شاهدنا الاهتمام الذي حازته اللقاءات بين رجال الأعمال السوريين والبولونيين».
وأضاف السفير: «هناك إمكانات كبيرة لتطوير العلاقات بين البلدين، ولكن مازال هناك نقص في معرفة البلدين ببعضهما, وأثناء زيارة الدردري إلى بولونيا حصل اهتمام كبير من الشركات البولونية، والاهتمام الأول كان في مجال التبادل التجاري، ونحن نؤمن بالإمكانات الموجودة في سورية، ونطمح إلى تطوير النشاط السياحي؛ فالسياحة لها فائدة مباشرة وهي الفائدة المادية، وفائدة غير مباشرة وهي التعرُّف إلى إمكانات البلدين»..
من جهة أخرى، أكَّد جان ويثوسكي، رئيس وفد رجال الأعمال البولوني: «إنَّ زيارة الدردري إلى بولونيا واللقاءات التي جرت بين الوفد السوري ورجال الأعمال البولونيين، حازت اهتماماً كبيراً من قبل رجال الأعمال السوريين والبولونيين، وحصدت نتائج ومقرّرات نحن نعتبرها ملزمة لنا».. مضيفاً: «إنَّ بولونيا لديها الكثير من المشاريع لتعرضها على رجال الأعمال السوريين، ولدينا مخزون اقتصادي وفكري كبير وسوق كبير لرجال الأعمال السوريين».
فيما بيَّن عبد الرحمن العطار، رئيس غرفة التجارة الدولية في سورية: «هناك مجالات كثيرة في صناعة الدواء والبناء والصناعات الكيميائية والسيارات، وسورية مازالت تتمتَّع بمناخ مهم للتبادل التجاري، بسبب موقعها الجغرافي المهم بالنسبة إلى تجارة الترانزيت، كما هي بولونيا أيضاً، والتي تتميَّز بموقعها؛ فهي صلة الوصل بين الدول الاشتراكية سابقاً والدول الأوروبية حالياً، وهي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الصادرات السورية».
وفي نهاية الملتقى، تمَّ التوقيع على اتفاقية بين مركز الأعمال السوري وغرفة التجارة البولونية. يذكر أنَّ التبادل التجاري بين البلدين يبلغ حوالي 82 مليون دولار .
الاتفاقيات الموقَّعة
ترتبط سورية مع بولونيا باتفاق تجاري وُقِّع بين البلدين عام 1974، وأهم ما يتضمَّنه: معاملة الدولة الأكثر رعاية وبصورة خاصة في مجالات الأنظمة الجمركية والرسوم الجمركية، سواء للبضائع المصدرة أم المستوردة أم الترانزيت، بالإضافة إلى إعفاء جميع النماذج ومواد الدعاية وتجهيزات المعارض من جميع الرسوم الجمركية وجميع المواد المستوردة مؤقتاً، وتشكيل لجنة مشتركة من البلدين لدراسة نتائج تطبيق هذا الاتفاق، ووضع المقترحات لتنشيط التبادل بين البلدين.
انعقاد ملتقى رجال الأعمال السوري- البولوني الأول في دمشق
بلدنا
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية