أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مقامات ... مابعد منتصف الليل ..؟ .... خليل صارم

في مدينتنا الساحلية الجميلة ومع تعالي نسبة الرطوبة وحرارة الصيف المتميزة لهذا العام تحلو الجلسات على الكورنيش البحري بعد منتصف الليل والتي تمتد الى أول علامات الفجر خاصة وان بعض النسيمات الغربية تلطف الجو الذي تملأه حفنات من أشعة القمر على صفحة البحر تلتمع كحبات اللؤلؤ والماس فتثير أحلام المفلسين . ( مش كلام شاعري ) ..؟ .
المهم أيها السادة كنا ننتحي بعيداً عن طاولات الزبائن الموزعين على الرصيف وهي عادة سيطرت علينا منذ أمد بعيد حيث كنا نحسب حساب الهمسة من أن تتسرب الى أذن ..ما . فتأخذنا الى أعماق الظلمة قد تمتد أوقاتاً مختلفة ريثما يفهمها ممثلي ( منكر ونكير ) القابعين في الأقبية والذين تميزوا في فترة من الفترات بسماكة الذهن وقلة الفهم والتأويل حسب حالة الحول التي يعانون منها أو الانحراف العقلي والنفسي ...!! المهم ياسادة أنه في تلك اللحظات الحالمة وصل أحد الفارين من نق زوجاتهم الذي يتعالى هذه الأيام بسبب حالة الطفر والافلاس والغلاء التي تقضم الأخضر واليابس و(تقبر) الأحلام .
سلم صاحبنا وجلس وماكاد يستقر على كرسيه ويبدأ بأول رشفة من فنجان القهوة .. حتى بدأ يترغل .. شاتما ً هذه الأيام وغدر الناس والزمان والأولاد والنسوان والبطران والطفران .
ولنعرفكم على الأخ .. يعمل سائق في البلدية ( أجاركم الله من كل بلية ) ولكونه سائق عتيق ويعرف كيف ضاع الجمل بالابريق . أنشد يقول وعمر القراء يطول : منذ فوزه بعضوية مجلس المحافظة .. انتدبني سائق معه كوننا جيران والله موصي بسابع جار الذي يكتم الأسرار . وحوح وتلمظ وقال ياخيي .. مرت علينا أيام ولابأحلام السلطان .. كنا نتغدى بمقصف ونتعشى بآخر وكلها من فئة خمس نجوم ومافوق .. وكله على حساب رؤساء بلديات القرى والبلدات التابعة للمحافظة .. لأ ولسه كمان .. لانعود حتى تمتليء (طبونة ) السيارة بكل مولود ومفقود من الخيرات وتمتليء الجيوب بالليرات . صاحبنا يسمن وأنا أثخن .. حتى ضاقت بنا السيارة والحارة وامتلأ بيت الجارة . ولما كان صاحبنا مدعوم برغم روائح البصل والثوم والويسكي والعرق والروم .. فقد اختاروه الى مكان أعلى من المجلس لكنه غدر بي وتركني واختار سائقا ً غيري ليرافقه في حله وترحاله من هنا الى دمشق محملا ً بالاسماك لكل مسؤول ومشتاق .
سأله أحدنا .. وهل من المعقول أن يملك هذه السلطة عضو مجلس المحافظة أو المكتب التنفيذي فيصول ويجول وينقلب الى غول .. أجابه وهو يهز رأسه بأسف وحسرة .. روح ياعمي انت مهبول .. ومابتعرف تميز بين الفتة والفول . والفعل ياحبيبي غير القول . واللي ماشاف شي (..شاف..؟؟.. وغشي ). أخ ياعمي أخ ..ولك ألف آآآآآآخ . ولك ياعمي شو بتعرفوا عن المجالس البلدية والتنفيذية والمحلية .. ولك مابتعرفوا شي عن البلدية .. واللي ماذاق مابتحرقوا مثلي الأشواق . ولا مرض ليلى بالعراق . ياعمي وين مابتضرب ايدك بتطلع مليانة واذا ماكانت فلوس بتكون قناني بيألفوا فيها أغاني ولاأبو الفرج الأصفهاني . ولك ياعمي اذا مالقينا زبون نشفطوا منشفط بنزين السيارات اللي بلا عدادات ومنشفط اضافي العمال ومخصصاتهم ومعلومكم العمال بالمئات والآلاف .. ومنألف كل يوم لجان مشتريات بتشتري الوهم بالفواتير وبتدفع الأموال بالقناطير . ولك ياعمي منجمع الزبالة ومنجيب متعهد يشيلها والشلة وراه ياخالي .. اقبض وادفع بالملايين ولاتبالي من زوار الفجر والليالي . واللا مفكر منين صار في شاليهات وشقق وبنايات ومزارع ياغالي .. واللي بيوظفوا العمال بيفرزوهم لخدمة المزرعة ومعهم ناني وسوسو وسالي .
بس رجاء لاتلعنوا هالحاله وصدقوني انو فيه ناس ملينة ومليرت من ورا الزبالة ومابيقبلوا أعلى المناصب لأنو الموت ولا فراق الطنجرة حتى ولو كانت بالزبالة مليانة .
والى اللقاء مع مقامة قادمة بالتأكيد .


(123)    هل أعجبتك المقالة (145)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي