بوضوح، وبلا أي مواربة عبر لاجئ سوري في ألمانياعن رغبته بالعودة إلى سوريا عدة أيام من أجل أن "يريح رأسه"، ليثير بذلك عاصفة من الجدل والأخذ والرد على صفحته الرسمية، وصل حد تدخل سلطات الهجرة واللجوء في ألمانيا.
وعلى حسابه الموثق بالعلامة الزرقاء، غرد "أراس باشو" قائلا إنه سيغيب عن جمهوره عدة أيام، لأنه سيطير إلى سوريا من أجل أخذ إجازة "يريح بها رأسه" كما قال.
"أراس" الذي يعرف عن نفسه بحسابه بعدة كلمات أولها "لاجئ سوري"، وإلى جانبها صفات: ناقد، كاتب عمود، مؤيد لحقوق الشواذ، محب للأدب.. أثار عاصفة من الجدل ردا على تغريدته، إلى حد دفع بعض المعلقين لوضع إشارة تنبيه (تاغ) لمكتب الهجرة واللجوء الألماني (BAMF) الذي رد على تغريدة "أراس" محذرا إياه من أن عودة اللاجئ إلى بلده قد تشكل مبررا لسحب اللجوء منه أو حتى إلغاء الحماية الثانوية.
لكن المكتب استدرك في رده: ومع ذلك، هناك أيضا أسباب للسماح برحلة عودة قصيرة إلى بلدك. ولكن ذلك يعتمد على كل حالة بمفردها، أي إن حالات العودة إلى سوريا- وفق BAMF -تدرس بشكل منفرد كل حالة على حدة، وليس هناك نموذج أو قرار معمم وموحد بشأنها.
وخلال السنوات الماضية تكررت بشكل لافت ومثبت حالات عودة سوريين مسجلين بوصفهم "لاجئين" في ألمانيا إلى سوريا، ومنها مناطق تحت سيطرة نظام الأسد، دون أن يكون هناك رد علني وواضح من السلطات الألمانية إزاء هذه التصرفات، التي تشكل في أقل تقدير دليلا على كذب ادعاءات "تهديد الحياة والأمن"، بوصفه السبب الرئيس لمنح السوري وضعية اللاجئ أو المستفيد من الحماية الثانوية.
ويرى مراقبون لوضع اللاجئين السوريين في ألمانيا أن تكاثر حالات من يعودون إلى سوريا في رحلات متكررة لقضاء إجازة أو للترفيه، تكشف عن طبقة ممن استغلوا مأساة السوريين المهددين فعلا، وتجعل شريحة من الألمان تشكك بصدق روايات السوريين، بمن فيهم المهددون حقا، وهنا يذهب الصالح بجريرة الطالح كما يقولون، ومما يزيد طين المسألة بلة أن السلطات الألمانية تتعامل ببرود وتساهل مع مدعي "التهديد" وتقبل أعذارهم الواهية، في حين أنها تتشدد بحق بعض المهددين الحقيقيين وتعرقل منحهم صفة اللاجئ بحيث ينتظر بعضهم مددا طويلة مشوبة بالقلق والتوتر، قبل أن تتخذ سلطات الهجرة واللجوء قرارا بحقه.
وسبق لـ"زمان الوصل" أن رصدت عدة حالات لمن يفترض أنهم "لاجئون" سوريون في ألمانيا نزلوا إلى سوريا ثم عادوا، ومنها قصة وثقناه بالتواريخ والصور.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية