أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رابطة الصحافيين .. عيب يا زملاء!*

مرة أخرى، ثمة إساءات تصل حدود الجرائم ولا تطاولها قوانين، تتفشى بالمجتمعات وحتى بالمؤسسات، وخاصة خلال التحولات والظروف العصيبة، فيجد بعض صيادي الفرص وهواة التسلق، في المناخات المختلطة، فرصة سانحة وعبر العيب، ليحققوا أهدافهم ومراميهم، بعيداً عن مطرقة القانون وعصا العقاب...وحتى آثار صنائعهم وتآمرهم الرخيص، على آمال الآخرين أو تطلعات الحالمين، ولو ببارقة أمل، يعوّل عليها السوريون، بزمن تلاشي الآمال وسقوط حتى قلاع الديمقراطية والإنسانية والقانون الدولي.

منه، ولأسباب أخرى، أصدر الرئيس المصري الأسبق، محمد أنور السادات في 22 /يناير/ 1980، قانون "حماية القيّم من العيب" الشهير بـ"قانون العيب"، لكن المدعي العام الاشتراكي بمصر، ألغى القانون، خلال التعديلات الدستورية عام 2007، ليتفشى "العيب" ونبقى بلا قانون يردع دعاته ومروجيه.

بعد هذا التذكير الموجع، لمن لم يزل يتوجع طبعاً، سآتي ودونما مقدمات، على ما يعصف برابطة الصحافيين السوريين، من مشاكل وتآمرات، فصلها بدقة وشفافية أمس، رئيس الرابطة الزميل علي عيد مشكوراً.

رقم واحد، ربما يعيب البعض كشفي مشاكل الرابطة على العام ونقلها للعلن، بذريعة أنها مشاكل داخلية والأفضل عدم نبشها لئلا يتشفى بالرابطة وأعضائها، من يهمهم الأمر، لكني لست مع هذا التفكير البتة، بل وأتمنى أن يعيد الزميل عيد، ما قاله "فيديو" على صفحته وعلى التلفزات ويوزعه لوكالات الأنباء، ببساطة، كي لا يتسلح الصغار والداخلون على المهنة من نوافذها وبوباتها الخلفية، بأخلاق المهنيين ويستمروا باللامهنية واللاأخلاق.

رقم اثنين وهو مبعث تحريضي لأكتب عن الرابطة، بعد أن استقام أداؤها بشكل كبير، والاستقامة بالأدلة وليست بالحكي والخطابات، فأخيراً تم دعوتها كأول منظمة إعلامية لمحادثات سلام جنيف.

وقبل الدعوة بأقل من شهر، تم تمثيل الرابطة خلال اجتماع الاتحاد الدولي للصحفيين، أكبر منظمة عالمية للصحفيين" 600 ألف عضو من أكثر من 180 نقابة تابعة لما يقرب من 140 دولة"، خلال مؤتمره الدولي الثلاثين، إلى جانب 300 ممثل لنقابات وجمعيات الصحفيين في جميع أنحاء العالم، وكان حضور رئيس الرابطة ومداخلته خلال الجلسة الافتتاحية، على غاية من الأهمية، بدليل ما أحدثته من وجع لدى اتحاد صحفيي الأسد وما كشفه لمن لا يعمل من الحضور، إجرام النظام السوري وتجاهل العالم، بل وزيارة الديكتاتوريات.

وقبل ذلك وفي نوفمبر 2017، صوّت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ) وبالإجماع على قبول رابطة الصحفيين السوريين عضواً مشاركاً في الاتحاد لتنال بذلك اعترافاً دولياً قانونياً.

طبعاً إلى جانب نشاطات ودورات تأهيل وحضور ملتقيات واجتماعات إقليمية ودولية، جعلت من رابطة الصحفيين وبالحد الأدنى، مؤسسة سورية معارضة معروفة، بواقع عجز المعارضة عن تكوين مؤسسات والغرق بالدكاكين والاستمالات والتبعيات، إلى أن شارف حلم السوريين على الانهيار.

بعد هذا، استكثر البعض، على ما يبدو، أن يكون للصحافيين السوريين المعارضين لنظام القتل والإجرام، كياناً مؤسسياً يضمهم ويتلمس الطريق بتؤدة، ليكبر ويعبر عن حال سوريا والثورة والحريات.

فطفا قبل أيام على السطح، خلافات واختلافات، يمكن وصفها وبغض النظر عن التفاصيل، أنها صغيرة وكيدية وتفتقر إلى أي دليل، يدعم ادعاء المشككين والمتهمين الزملاء، بالفساد أو حتى العمالة والتعامل مع "مخابرات دولية".

أكرر، لن أدخل بتفاصيل أراها صغيرة، بل وأكيد أن منطلقها شخصي، وإن يوجعني التساهل الذي تعاملت خلاله الرابطة ولجنة العضوية خاصة، من قبول شباب، لن أصفهم بسوى، ليسوا صحافيين، لكن التعامل بـ"الكيلو" على ما يبدو والسعي لتكبير الأعضاء الصغيرة بشراطيط وسخة ولغايات تكتلية انتخابية، دفع الزملاء لفتح باب الرابطة على الغارب، ليدخله من بدأ اليوم، وبعد أن عدّ نفسه على الصحافيين، بالحركشة والدسائس، ربما لأنه يفتقر للمهنية وحتى أخلاق الصحافي، ولا يجيد سوى تلك الأساليب.

نقطة نظام، كلامي غير موجه لاسم بعينه، لكن الذي عاينته خلال الأيام الأخيرة، من اتهامات دونما أدلة، بل واستقالات جماعية، وربما البحث عن ممول من بعض الشطار، ليجتمعوا ويسحبوا الثقة من الهيئة الإدراية ورئيس الرابطة، ربما يعطيني مبرر الخروج عن طوري ومخاطبة هؤلاء بلغتهم وطرائقهم...ومنطلقي وغايتي أبداً، هي المحافظة على "مؤسسة ثورية ثقافية" توسمت فها الخير، رغم أني غير فاعل -أعترف- وربما لا أعرف عن الرابطة أكثر من أي عضو خامل كحالتي.

سأسأل بزحمة الخلافات التي، كما قلت، يحضر البعض لتأجيجها، ربما لينقلبوا على الهيئة والرئيس، قبل انتهاء الدورة في آب العام المقبل على ما أعتقد، رغم حساسية المهام والتقرير السنوي ومشروعات التمويل المعروضة والمطلوبة خلال الأشهر القليلة المقبلة، بل واقترح البعض، سحب الثقة من سكرتير الرابطة وكيل الاتهامات له وربما لغيره، لتكون الفضيحة بجلاجل ويقدموا هدية ودليلا، لكل متربص، أن السوريين فاشلون بتأسيس أي كيان مؤسسي، بل وحينما تسنح لهم الفرص، تظهر العقد والفساد والأمراض.

ترى -السؤال- إن تم سحب الثقة عن زيد أو عمر، دونما دليل وسبب، أو حل الهيئة الإدارية أو استقالتها-على فكرة، علمت أن بعض الهيئة استقالوا وأيضاً رئيس الرابطة وبقيّ ليسيّر الأعمال، وهذا برأيي خطأ فادح يعطي الفرصة لمن جاء ليخرب ويفرط عقد الرابطة- فما هي السمعة التي ستلحق زيد وعمر، بل والهيئة والرابطة برمتها، على صعيد المصداقية أمام الاتحاد الدولي والمؤسسات الإعلامية والمهنية، بل وحتى على صعيد التمويل والأخذ بيد الرابطة...يا سيدي وحتى لجهة تشفي من أزعجه ترعرع الرابطة وحضورها بالمحافل الدولية ونقل هموم ومعاناة الإعلاميين والسوريين برمتهم.

نهاية القول وليستوي الطرح، ربما من فساد وربما من استقواء وربما من نفعية ووصول بعض من في واجهة الرابطة لعلاقات وأعمال "انترناشيونال" وهذا يستدعي بلا شك، بل يوجب، المحاسبة والعقاب، ولكن وفق قانون الرابطة وبشكل يقوي المؤسسة ويلفظ الوصوليين المرضى...وليس بشكل شللي استعراضي عشوائي هدفه الشوشرة، لزج دخلاء متسلقين بحجة محاربة الفساد وثورة وثايرة.

هامش: العام الفائت وبنفس اليوم والتاريخ، وصلت الخلافات ضمن رابطة الكتاب السوريين للشيطان الرجيم، قبل أن يستوي حالها وتقلع بحلة وخطط ومشروعات جديدة، فترى، أمحكوم على السوريين التشظي والوجع وفقدان الأمل، حتى بمن هم من المفترض أن يكونوا حوامل وروافع للشعب...بجد عيب يا زملاء.

*عدنان عبد الرزاق - من "كتاب زمان الوصل"
(212)    هل أعجبتك المقالة (242)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي