حصلت "زمان الوصل" على صور جوية وفيديوهات لمقبرة داخل أكاديمية الأسد في حلب نضم جثث قتلى قوات الأسد معظمهم من أبناء بلدتي "نبل والزهراء" في ريف حلب.
مصدر خاص أكد لـ"زمان الوصل" أن المقبرة التي تكشف رأس الجليد الذي حاول الأسد إخفاءه عن مواليه قبل معارضيه تضم 500 قتيل من شباب البلدتين اللتين اختار الكثير من سكانهما الاصطفاف إلى جانب نظام طالما همّشهم خلال عقود حكمه الأربعة.

وبعد دفن أبناء البلدتين داخل أسوار أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية بحلب بعيداً عن قراهم، لم يعد النظام يسمح لذويهم بزيارة قبورهم إلا في مناسبات معدودة وأياماً معلومة، حسب المصدر نفسه.
من الحقائق التي كشفتها المقبرة أيضا أن نظام الأسد يلاحق السوريين في التمييز الطائفي إلى مرحلة ما بعد الموت، بتجلى ذلك من خلال اهتمامه بفتلى مناطق تعتبر خزانا بشريا أكثر التصاقا وولاء له.
ويلاحظ اهتمام الأسد بقتلاه من أبناء الساحل السوري، حيث يحاول بشتى السبل لنقل جثثهم إلى مناطقهم ليدفنوا هناك بين أهليهم وذويهم مهما كانت التكلفة، بينما جثث قتلى "نبل" و"الزهراء" يتم دفنها في مقبرة خاصة بهذه الطائفة داخل أسوار عسكرية منيعة (مقبرة الأكاديمية).

بينما يدفن النظام آخرين من جنوده قرب "بنيامين" غربي حلب التي ضمت آلاف من القتلى التي لا تبعد عن سور الأكاديمية سوى مئات الأمتار.
ويوثق فيديو، حصلت "زمان الوصل" عليه، شريحة واسعة من الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً في أتون هذه المعارك.
وحسب المصدر فقد عمل النظام على نقل شباب هاتين البلدتين بالحوامات من قراهم وبلداتهم ليزجهم في القتال إلى جانبه في مختلف جبهات حلب المشتعلة، ومن كان يسقط منهم قتيلاً خلال هذه المواجهات ويتم سحب جثته يتم دفنه في المقبرة التي أعدت لهم داخل سور أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية وعلى أساس طائفي، وذلك حتى لا يتكلف النظام عبء إعادة الجثث بواسطة الحوامة أيضاً إلى قراهم.

وكشف المصدر أن الدفن في مقبرة الأكاديمية بدأ منذ العام 2013، واستمر حتى تم فك الحصار عن بلدتي "نبل" و"الزهراء" عام 2016، مؤكدا أن المقبرة تضم جثثا لنحو 500 قتيل من هاتين البلدتين ذات انتماء طائفي واحد، حيث يضم كل صف من المقبرة كما تظهر الصور الجوية حوالي 40 جثة.

ورغم أن المقبرة تكشف حجم الخسائر التي منيت القوات الموالية للأسد، إلا أن هذا العدد لا يشمل كل القتلى من هاتين البلدتين، فلقد تم دفن الكثير من القتلى ممكن تمكنوا من نقلهم إلى قراهم أو سقطوا داخل هذه القرى أو قريباً منها. داخل مقابر خاصة لهم ضمن بلداتهم (فيديو توثيق)، عدا عن العشرات الذين لا يزالون مجهولي المصير (مفقودين) ولا زال أهلوهم يبحثون عن خبر أو أثر لهم حتى تاريخه.


في السياق نفسه كشف أحد الممرضين الذين كانوا يخدمون في مشفى حلب العسكري أنه ليست بالضرورة أن تكون الجثث الموجودة داخل القبور مطابقة للأسماء المسجلة عليها.
وذكر أن جيش النظام وطاقمه الأمني كانوا يعمدون في كثير من الحالات إلى دفن أشخاص مجهولين باسم أشخاص تأكد مقتلهم، وأتلفت أجسادهم في أرض المعركة، ويصعب التعرف على ملامحهم، حتى يتجنب عناء الإجابة عن مصير هؤلاء أمام أهليهم.
يختم مصدر "زمان الوصل" حديثه بالتالي: جثث قتلى طائفة النظام ترحل إلى مناطق الساحل السوري لتدفن هناك بين أهليهم وذويهم مهما كانت تكلفة نقل جثامينهم... وأما قتلى الطائفة الشيعية فمن لم يستطع النظام ايصاله إلى بلدته يدفن في مقبرة خاصة بهذه الطائفة داخل أسوار عسكرية منيعة (مقبرة الاكاديمية).. وأما بقية السوريين فلا ضير أن يدفنوا في أي مكان آخر، مثل تلك المقابر الكبيرة قرب بنيامين غربي حلب والتي ضمت الاف من قتلى النظام والتي لا تبعد عن سور الأكاديمية سوى مئات الأمتار.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية