أنزل شاب سوري علم نظام الأسد وداس عليه على مرأى العشرات من المارة والسياح في ميدان "الكسندر بلاتس" وسط برلين منذ أيام أثناء تظاهرة تأييد للروس والنظام.
وانتزع الشاب "فادي عبيد" العلم من مكانه وألقاه أرضاً قبل أن يدعس عليه مرات عدة، الأمر الذي أثار غضب أفراد التظاهرة المؤيدة وحاولوا ثنيه عن هذه الخطوة والتعرض له بالضرب.
وروى "عبيد" الذي يدرس الحقوق في إحدى جامعات برلين لـ"زمان الوصل" أن صديقاً له أخبره بأن مظاهرة مؤيدة لنظام الأسد تقام في الساحة المذكورة من قبل عدد من الروس من ألمانيا الشرقية، ونظراً لقرب المسافة بين الجامعة والساحة التي شهدت فعالية التأييد وصل عبيد الى المكان فوجد علم النظام مرفوعاً وسط الفعالية وهنا -كما يقول- بدأ الدم يغلي في عروقه ودون تفكير اقترب من المنصة وانتزع العلم مع اللافتات المعلقة به، وقام بالدعس عليها دون تفكير بالعواقب، مضيفاً أن الهاجس الذي كان يسيطر عليه تلك اللحظة هو عدم السماح لهؤلاء بتبييض صورة النظام السوداء فيما أهلنا يُقتلون ويُهجرون ويموتون كل يوم في الداخل السوري.
وأردف أن إحدى المؤيدات أرادت ضربه وإبعاده عن العلم واقتربت مسنة أخرى واتهمته بأنه مؤيد لتنظيم "الدولة" فرد عليهما: "إنكم أسوأ من تنظيم الدولة ذاته".

وأضاف أنه قال للمحتجين على نزع ودعس العلم باللغة الألمانية :"أنتم مجرمون وقتلة أطفال" وبدأ المارة بالوقوف ومتابعة ما يجري، ولقي عبيد –كما يقول –تشجيعاً وتعاطفاً من قبل الألمان والجنسيات الأخرى، وبعد هذه الفضيحة حمل المؤيدون أغراضهم وأعلامهم وانصرفوا من الساحة ليقوم محدثنا بعدها برفع علم الثورة الذي كان بحوزته.
"عبيد" لفت إلى أنه لم يكن يرغب من هذا التصرف البحث عن الشهرة أو الظهور، ولكنه كان يريد منع أي محاولة تبييض لصفحة النظام، وخصوصاً في برلين التي فيها شعبية لحزب الله ولنظام الأسد، حسب قوله.
وتابع الناشط الشاب أنه تصرف بعفوية واندفاع ذاتي دون تقدير لأي عواقب يمكن أن تترتب على هذا التصرف وبخاصة إهانة علم النظام، كما أنه لم يكن يخشى الترحيل أو العقوبة لأنه مارس حقه الديموقراطي وحرية التعبير عن رأيه، دون أي تهجم أو عنف أو ما يستدعي المخالفة، علماً أن مخفر الشرطة لم يكن يبعد عن مكان الحادثة -كما يقول- أكثر من 20 متراً.

وتُصنّف ساحة "الكسندر بلاكس" كأفضل ساحات أوروبا، حيث يؤمها مئات السواح والزوار من مختلف أنحاء العالم، ولذلك يختارها مؤيدو النظام مكاناً لمظاهراتهم وكذلك يفعل معارضو النظام.
ولفت محدثنا إلى أن النظام لم ينتصر رغم تقدمه واحتلاله للعديد من المناطق التي كانت محررة، كما أن الثورة لم تهزم وهي مستمرة ماضية في طريقها رغم كل الصعوبات، مطالباً كل حر بأن يجعل هذه الثورة أسلوب حياة ويمارسها في كل زوايا حياته.
ودعا المصدر كل الناشطين ومناصري الثورة إلى عدم الاستسلام لمحاولات تبييض النظام وعدم الاستهانة بالجانب الإعلامي وبقوتهم مجتمعين، فنحن –حسب قوله- "ضعفاء كأشخاص فرادى وأقوياء ببعض".

وينحدر "فادي عبيد" من ريف حلب، درس السنة الأولى في قسم اللغة العربية بجامعة حلب قبل أن تندلع الثورة، وكانت المنطقة التي يسكن فيها قد تحررت من قبل الجيش الحر مما اضطره للانقطاع عن الجامعة، والمشاركة في الحراك السلمي للثورة، وبعد تسلح الثورة عمل كناشط إعلامي بشكل متخف، وفي بداية العام 2012.
وبسبب اقتراب الاشتباك من بلدته بريف حلب نزح إلى أكثر من منطقة قبل أن ينتقل في الشهر الثامن 2014 إلى تركيا، ومن ثم إلى لبنان قبل أن يلجأ إلى ألمانيا ويلتحق بكلية الحقوق بجامعة برلين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية