*عملاق الصناعات الكيماوية صدر مواد تستخدم في صناعة السارين لشركة يملكها رئيس "الهلال الأحمر السوري"
فقدت أسهم شركة Brenntag الألمانية نحو 7.6٪ من قيمتها اليوم الأربعاء، حسب تقارير نشرتها وسائل إعلام أجنبية، ترجمت "زمان الوصل" مضمون أحدها.
وجاء الانخفاض الكبير في أسهم الشركة الألمانية التي تعد عملاق إنتاج المواد الكيماوية حول العالم.. جاء على خلفية تفجر فضيحة تتهم الشركة بأنها باعت بعضا من موادها لنظام الأسد، وهي مواد يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة كيميائية، كما إن لها استخدامات أخرى.
وتعود صفقة الشركة الألمانية إلى عام 2014، حين باعت الشركة مواد كيماوية خام لشركة تصنيع دوائي في سوريا، وبعد انكشاف الأمر مؤخرا ادعت Brenntag أن صفقتها لم تخرق القوانين واللوائح ذات الصلة، والتزمت قواعد التصدير.
ويبدو أن الانخفاض الذي أصاب أسهم الشركة الألمانية ليس الخطر الوحيد الذي يحيق بها حاليا، إذ إن هناك خطرا أكبر يتمثل في انقضاض الولايات المتحدة على Brenntag وفرض عقوبات ضدها لتعاونها مع نظام بشار الأسد، أسوة بعقوبات سبق لواشنطن أن فرضتها في هذا الباب.
وباعت Brenntag مادتين تستخدمان في إنتاج مستحضرات دوائية، لكنهما أيضا تدخلان في إنتاج غاز السارين، الذي سبق لنظام الأسد أن استخدمه أكثر من مرة.
وقد صدرت Brenntag أطنانا من المواد الكيماوية التي يشتبه أن نظام بشار الأسد استعان بها على تصنيع الغاز الذي قتل وأصاب به آلاف السوريين، وحصلت الشركة الألمانية في حينها على المصادقات الرسمية لتصدير هذه المواد ومن بينها مصادقة غرفة التجارة في "بازل" بسويسرا.
أما شركة الدواء التي باعتها شركة Brenntag مواد كيماوية يمكن أن تدخل في تصنيع السارين، فتقول معلومات "زمان الوصل" المؤكدة أنها شركة "المتوسط للصناعات الدوائية" الواقعة في ريف دمشق، بمنطقة عدرا على الطريق الواصل بين دمشق وحمص، والمملوكة لورثة "عبدالرحمن العطار" المتمول الشهير، والشخص الذي ترأس "الهلال الأحمر السوري" مدة 35 عاما، وتوفي العام الماضي تاركا وراءه كما كبيرا من علامات الاستفهام والأسرار التي نسجها عبر علاقاته بحيتان النظام من الأثرياء ورجال السلطة.
وارتبط اسم شركة المتوسط باتهامات تخص تهريب نحو 80 ألف عبوة "سيموكودائين" الدواء المعروف بإقبال متعاطي المخدرات عليه، كبديل زهيد الثمن عن المخدرات الباهظة.
وقيل يومها إن أحد المتورطين بقضية تهريب العقار هي ابنة وزير النفط الأسبق "سفيان علاو" التي كانت تعمل كوكيل لشركة المتوسط.
وتنتج الشركة المتوسط طيفا من العقاقير والأدوية بترخيص من شركات دواء عالمية كبرى، منها شركتان سويسريتان.
وتلقى الادعاء العام في مدينة "أيسن" غرب ألمانيا شكوى رسمية بخصوص قضية Brenntag تقدمت بها 3 منظمات غير حكومية، منها منظمة "الأرشيف السوري" التي تتخذ من العاصمة الألمانية مقرا لها، وتقوم بتوثيق الأدلة المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان في سوريا.
ورغم هذه الشكوى فإن الإدعاء في "أيسن" لايزال غير متيقن من إمكانية فتح تحقيق في القضية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية