أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شلله لم يشفع له لدى السلطات اللبنانية..سجين سوري في "رومية" دون محاكمة منذ سنتين

من مهاجع سجن رومية - جيتي

خلف قضبان سجن "رومية" اللبناني ـ وداخل إحدى زنازين المبنى "ب" يقبع الشاب السوري المقعد "عبد الرزاق العضم" منذ أكثر من سنتين دون محاكمة وبلا محام يترافع عنه.

ورغم شلله التام وعجزه عن الحركة تستمر السلطات اللبنانية باعتقاله مخالفة في ذلك القانون اللبناني ذاته الذي يعفي أصحاب مثل هذه الحالات من السجن لعجزها عن خدمة نفسها، وفي أسوأ الحالات يوضع في مركز خاص بالعجزة أو في مستشفى متخصص إلى حين محاكمته.

وأكد المحامي "محمد صبلوح" وهو وكيل عدد من السجناء السوريين في لبنان على صفحته الشخصية إلى أن "هناك ثلاث حالات مأساوية في سجن رومية فاقدين للذاكرة وعاجزين ويتم وضع الحفاضات لقضاء حاجاتهم ولا أحد يسأل عنهم ومن بينهم العضم".

وروى "فائز العضم" والد الشاب المعتقل لـ"زمان الوصل" أن ابنه كان في طريقه لجلب بضاعة لمحله الذي يزاول فيه مهنة تركيب البرادي والتنجيد داخل مخيم اليرموك عام 2012، وسقطت قذيفة أمامه وأصيب بشلل نصفي وبأذية بالغة في النخاع الشوكي لديه، ونظراً لعدم وجود علاج لحالته في سوريا أُدخل عن طريق الصليب الأحمر اللبناني إلى لبنان عام 2013 وتنقل بين العديد من مراكز العلاج من دون أي نتيجة.

وأجريت للشاب الثلاثيني عملية تثبيت فقرات في الظهر وزرع صفائح في مشفى "شتورة".

وروى محدثنا أن دورية للمخابرات اللبنانية اقتحمت المنزل الذي يستأجره في تشرين الأول أكتوبر 2016، مؤكدا أن الشاب المصاب خضع لتحقيقات وتعذيب نفسي وجسدي على مدى ساعات طويلة، دون مراعاة حالته الصحية، فازداد وضعه سوءاً.

وأوضح محدثنا أن ابنه المشلول "أصيب بعقر في جنبه الأيسر بالقرب من فتحة الشرج نتيجة جلوسه على الكرسي لأربعة أيام متواصلة أثناء التحقيق بداية اعتقاله بالإضافة إلى أنه يعاني من شلل نصفي سفلي وانعدام الإحساس في العصب الحسي والحركي من أسفل السرة حتى أسفل القدمين وانعدام الإحساس في السبيلين، فهو يتبول في الأكياس ولا يستطيع خدمة نفسه، إضافة إلى أنه يعاني من كهرباء في الرأس ووجع مزمن مترافقا مع وجع في ظهره المكسور المثبت بصفائح معدنية إلى جانب أوجاع في البطن والمعدة.

وأشار تقرير طبي أطلعت عليه "زمان الوصل" إلى أن "العضم" يعاني من شلل نصفي منذ عام 2012، وخضع سابقاً إلى عملية في الظهر ووجود صفائح معدنية، وتبين بالفحص أنه خضع لعملية فتح بطن منذ حوالي 4 سنوات ويعاني من حساسية في الصدر بين الحين والآخر ومن عقر في الورك الأيسر (درجة رابعة) وتعورات في منطقة الإلية.

وبحسب التقرير المذكور فإن الشاب بحاجة لمتابعة وضعه الصحي وفرشة طبية كونها جزءا من العلاج.

وأشار محدثنا إلى أن "عبد الرزاق" مواليد دمشق 1986 حضر منذ بداية اعتقاله خمس مرات للمحاكمة دون أن يتم إدخاله إلى المحكمة أو استجوابه من قبل القاضي وبتاريخ 19 / 6 / 2019 تم نقله على النقالة إلى المحكمة العسكرية بيروت ولم يتم إنزاله من السيارة بل أُرجئت محاكمته الصورية لأسباب روتينية حتى 20/11/2019، ولم تبت المحكمة العسكرية بإخلاء سبيله بعد.

وأكد المصدر أن عبد الرزاق "بات عبئاً على رفاقه في السجن فهم الذين يطعمونه ويعتنون به من لباس وحفاضات وغيرها من المستلزمات، مضيفاً أن وضعه الصحي يتدهور يوماً بعد يوم ويموت ببطء-حسب تعببيره –ولا مثيل لحالته في سجن "رومية" أو السجون اللبنانية الأخرى.
وتساءل "العضم" عن دور منظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر والأمم المتحدة وموقفهم من اعتقال شخص مشلول لا يستطيع التحكم بذاته أو خدمة نفسه ومالهدف من اعتقاله ولماذا لا يتم الإفراج عنه.

ويضم سجن "رومية" الذي يعتبر من أكبر السجون اللبنانية أكثر من 7 آلاف سجين رغم أنه مخصص منذ إنشائه لاستقبال 1500 سجين فقط، حيث يعيش نزلاؤه من السياسيين والإسلاميين أوضاعاً إنسانية صعبة، ويتعرضون للتعذيب والمضايقات اليومية، ما أدى إلى حدوث العديد من الإضرابات في السنوات الماضية بهدف تحسين أوضاع الموقوفين فيه وتسريع محاكماتهم أو إصدار عفو عام عنهم.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(349)    هل أعجبتك المقالة (249)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي