أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

طهران.. مسرحية الصمود والتصدي*

أرشيف

يحتدم الصراع الإيراني الأمريكي إعلامياً يوماً بعد آخر، حتى يخال المتابع أن الحرب غداً، وأن أمريكا ستنهي نظام الملالي بين يومٍ وليلة وتريح الكوكب من هذا الشر المطلق المسمى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

تتسارع الأحداث بين تفجير ورد، وتصريحات نارية، فتستبق طهران الجميع باتخاذ الخطوة الأولى وتسقط طائرة بدون طيار أمريكية في مجالها الجوي، حسب ادعائها، وكأن لسان حالها يقول: "اضربونا على حب النبي".

لكن الأحلام الإيرانية بضربة أمريكية، تنقذها بالهروب إلى الأمام سرعان ما تخبو بتصريح هادئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى غير عادته، معتبراً أن هذا الإسقاط قد يكون بسبب خطأ فردي وبحسن نية مطفئا بهذا التصريح فتيل التكهنات بحرب قد تكون أمنيتنا ـ نحن السوريين ـ دونا عن سوانا.

تقرر أمريكا ضربة عسكرية لأهداف إيرانية فجر أمس الجمعة، ثم يتراجع عنها سريعاً دون توضيح أو إفصاح، ما يجعل العامة يعتقدون أن أمريكا هي من تخشى المواجهة مع إيران وليس العكس، في حين أن عمق التنسيق في العلاقات الإيرانية- الأمريكية بات مكشوفاً وواضحاً، وإن كان أحد يعتقد غير ذلك فتلك مشكلته.

عودةٌ قليلة إلى الوراء، لا تتجاوز أربعين عاماً سنرى أن ثورة الخميني ما كان لها أن تنجح لولا الدعم الغربي لها، وخاصة بأنها قامت على نظامٍ كان يملك سادس أقوى جيش في العالم.

أُعِدَت إيران كي تكون الفزاعة التي يعتمد عليها الغرب في تسويق منتجاته الحربية لدول المنطقة كافة، ولتكون مفتاح الصراعات والحروب، في جوار ابنة أمريكا المدللة –إسرائيل- حتى لا يحظى شرقنا المسكين بأي من مظاهر الاستقرار.

الغرب..يصرح بوقوفه إلى جانب ثورات الربيع العربي، وحركات التحرر وحقوق الإنسان والحريات، وفي الوقت ذاته يدعم الديكتاتوريات ويمد في أجلها وينصرها على ذات الثورات التي يدعمها فليس من مصلحته أن نعيش في ظل ديمقراطيات حقيقية ولا أن تكون عندما حكومات وطنية ترعى مصالح البلاد ولا تنقاد له.

في المقابل تسعى طهران لكسب نفوذ قوي لها في أي مباحثات مستقبلية، وتثبت بأنها فعالة بالتأثير بالاقتصاد العالمي، فيرسل ترامب رسالة تحذيرية لطهران عبر عُمان يقول فيها بأن واشنطن لا تريد الحرب وترغب في محادثات، فيرد خامنئي برفضه لأي محادثات، كمؤشر بأنه هو من يحدد زمن التفاوض وآليته، وليس فقط يرفض بل ويحذر من عواقب إقليمية ودولية جراء أي عمل عسكري أميركي.

فيصبح خامئني هو المهدد لا العكس، وتتحمل واشنطن عبء أي تصعيد إيراني في حال قررت ضربة ما، من خلال رسالة أبلغتها طهران للسفير السويسري عندها، بأن أي عمل عسكري ضدها ستكون أمريكا وحدها السمؤولة عن ردة فعلهم.

تسريب الرسالة جاء من طهران وليس من واشنطن، بإيحاء واضح بأنها تمثل نداً لأمريكا وبأنها صاحبة اليد العليا في القضية، وبالتالي ترسيخاً لصورتها كمعادي لأمريكا ودولة مواجهة أولى.

ذات سيناريو الصمود والتصدي، ولا يمكن لعاقل أن يصدق، بأن إيران عدوٌ لأمريكا أو أن لواشنطن مصلحة في إنهاء إيران، على الأقل في المدى المنظور.

فما تزال فزاعة إيران ضرورة مصلحية للغرب ككل، فهي الذراع الشيطاني الذي سيعمل من أجلهم على استنزاف الخيلج وثرواته عبر سلسلة من الحروب لم تتوقف منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران حتى اليوم، وبغض النظر عن موقفنا من محمد رضا بهلوي أو فيما كانته إيران الشاه قبل أن تصبح إيران الفقيه، فإننا ولأول مرة نلعن كل يوم، تلك الثورة، وإرادة ذلك الشعب، ويبدو أننا سنلعن طويلاً تلك المرحلة وأصحابها لما أوصلونا إليه.

*مزن مرشد - من "كتاب زمان الوصل"
(197)    هل أعجبتك المقالة (178)

Ali

2019-06-22

لو نقدر نساوي عشر ما عم تساويه ايران. شاطرين بس بالعلاك ما عندنا فعل ابدا. تنسيق و لا علاك ،الفرس اذكياء جدا والعرب اغبياء جدا..


2019-06-27

إلى الفيسبوكي Ali الفرس خبثاء وغدارين أما العرب فهم أكرم من تصفهم ولكن الله سلط علينا هؤلاء الحكام بما فعلته أنت والسفهاء.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي