مجزرة في السوق
في سوق الخضار بالمعرَّة
لا أصوات للباعة
تعلو مديحاً لفاكهتهم
ولا صفير للزبائن
ينطلق تبرُّماً من غلاء الأسعار
لن يتعب البائع والشاري
بالمكاسرة
فقد وفَّرا جهدَيْهما
للنشيج.
مديح الوحوش
في مخيَّم عرسال للاجئين
الإذلال الذي تعرَّض له
جعله يصيح كالمجنون:
"افتحوا لنا الطريق إلى الغابات
لنعيش مع الوحوش"!
يا لرأفة الوحوش
حين يفتكُ البشرُ!
الهول
الهولُ:
عندما تكون صورُ الناجين
أكثر قساوةً
من صور القتلى!
أكفان الشهداء
متظاهرُ الأمسِ
استشهد اليومَ.
كفنه الأبيض
آخر لافتاته.
***
أكفان الشهداء
لافتاتهم الأخيرة
بيضاء
فلا كلمات ولا خطوط
لا عبارات لاذعة
ولا رسومات سياسية
خفيفة كأرواحهم
ووامضة كسيرتهم القصيرة
لشدَّة عمقها
تركت الهواء للطيور
واحتضنت أجسادهم.
*معارض سوري - من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية