قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن بلاده لن تستأنف مفوضات السلام مع إسرائيل ما لم تكن هناك إرادة إسرائيلية حقيقية لصنع السلام وما لم يكن هناك موقف أميركي واضح لحمل الإسرائيليين على إنجاز مثل هذا الهدف.
ففي مقابلة أجراها معه التلفزيون الرسمي السوري ليل الجمعة السبت قال المعلم: "نحن لا نضع شروطا، بل نتمسك بقرارات الشرعية الدولية. فإذا لم تكن هناك إرادة إسرائيلية حقيقية لصنع السلام، وإذا لم يكن هناك موقف أميركي لحمل إسرائيل على صنع السلام، باعتبار الولايات المتحدة هي الداعم لإسرائيل، فلا جدوى من المفاوضات."
وأردف المعلم قائلا: "لن نعود لإضاعة الوقت، فإما أن يكون هناك إرادة لصنع السلام نتجه بها نحو الهدف الحقيقي، أو لا مفاوضات."
وقال المعلم إن السوريين فاوضوا الإسرائيليين على مدى 17عاما ولم يتوصلوا معهم إلى نتيجة، مضيفا بقوله: "الآن لم يعد هناك شيء اسمه عملية سلام. هناك إرادة لصنع السلام."
وتابع بقوله: "إذا توافرت لدى إسرائيل تلك الإرادة، لا نعود إلى مفاوضات غير مجدية، بل نعود لتحقيق الهدف، وهو تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، تنفيذا للقرار 194."
وحول إمكانية التعامل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو، قال المعلم: "لا فرق بين نتنياهو وسابقيه، أمثال أولمرت وباراك وغيرهما."
وقال : إن تمسك دمشق بالدعوة إلى السلام "العادل والشامل" لا تتعارض مع وجود شريك إسرائيلي أو عدم وجوده، مضيفا: "إن هذا لا يلغي مطالبتنا بإقامة سلام عادل وشامل، فإسرائيل اليوم تقول صراحة إنها تريد السلام من أجل السلام، وهذا شيء مضحك وغير مسبوق."
واستغرب رئيس الدبلوماسية السورية ما اعتبره محاولات إسرائيلية لتصوير إيران وكأنها هي العدو الجديد للعرب وليس إسرائيل، قائلا: "هذا غير صحيح، فهذه الادعاءات الإسرائيلية تلقى صدى لدى البعض ممن لا يريدون حلا عادلا للصراع العربي الإسرائيلي."
وأضاف بقوله: "عندما نتحدث عن السلام، فهذا يعني أن السلام يقوم بين أعداء، وإسرائيل اليوم هي العدو للعالم العربي والإسلامي وللمجتمع الدولي، لأن ما تقوم به من أفعال ومحارق ومجازر هو ضد المجتمع الدولي ومبادئه." وعبَّر المعلم عن أمله في أن تسفر اجتماعات الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية، والذي سيُعقد في دمشق اليوم السبت ويلقي الرئيس السوري بشار الأسد كلمة أمامه، عن موقف إسلامي داعم لحق بلاده بتحرير الجولان.
يُشار إلى أن مفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، والتي جرت العام الماضي في تركيا بوساطة من رئيس وزراء تلك البلاد رجب طيب أردوغان، كانت قد توقفت رسميا أواخر شهر ديسمبر الماضي بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة حينذاك.
وكان المعلم قد وصف مؤخرا تصريحات نظيره الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، حيال استعداد بلاده لاستئناف محادثات السلام مع دمشق بأنها "جاءت متناقضة وغير منسجمة مع متطلبات ومرجعيات عملية السلام في المنطقة."
وقال المعلم: "لا أريد التعليق على ما يقوله ليبرمان، والذي يتناقض مع بعضه البعض، ولا أعلق على كلام شخص في إسرائيل. فأنا أعلق على موقف وعدت حكومة إسرائيل أن تطلقه تجاه عملية السلام."
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية