شلت مسرحية 25 تموز الداعشية، ولم ينجح العميد كفاح الملحم المدعوم إيرانياً والمتهم من قبل أهالي السويداء بأنه المخطط لكل ما حصل بالمحافظة حتى اليوم، لم ينجح بدفع فصائل الكرامة للتسوية مع النظام وإرفاقهم بالفرقة الرابعة، فبدأت جماعة وفيق ناصر المدعوم روسياً بالتصعيد في مواجهة الملحم عبر التصفيات الجسدية والتجييش ضد السويداء بحجة الفلتان الأمني، والدفع باتجاه الحسم الأمني والعسكري ليتم تدمير المحافظة وسحب شبابها وإغلاق ملف استقلالية المدينة بقرار الحرب نهائياً.
بدأ العمل الحثيث على تشويه سمعة المحافظة عامة وحركة رجال الكرامة بشكل خاص، من خلال بعض العصابات المؤتمرة بأمر الأمن بالمنطقة (التيار الروسي والإيراني) منها عصابة المدعو (م. م) والتي عاثت فساداً بالخطف وسواه واتهام حركة رجال الكرامة بهذه القضايا، كان أشهرها فيما أطلق عليها الأهالي بمسرحية (غريندايزر) التي قام بها (م. السعيد)- وهو أحد أتباع الأمن العسكري والمتهم الرئيسي في إحداث الحرب الأهلية بين البدو والدروز عام 2000، وهو من الطائفة السنية وينتمي لإحدى عشائر البدو المجاورة للسويداء.
(م. السعيد) كان بطلاً للأحداث الاخيرة بالتعاون مع شركائه عصابة (م. م) التابعين بشكل مباشر لمفتي الجمهورية بدر الدين حسون.
نجم عن هذه الأحداث استشهاد 3 من أبناء المحافظة في أسبوعين فقط، اثنان منهما ينتميان لإحدى أهم الفصائل في السويداء (قوات شيخ الكرامة) الأكثر رفضاً وعدائية لأفعال النظام السوري، فاستشهد أولاً الشهيد ربيع ناصيف في محاولة القوات لوأد الفتنة التي أشعلتها عصابة (م. م) بالتعاون مع (م. السعيد) مع يقين الجميع بأن الاغتيال تم من قبل الأمن.
بعد استشهاد ناصيف بأقل من 48 ساعة وأثناء تشييع الشهيد، تم اغتيال ماهر الشعراني، وهو شاب يخدم في مفرزة أمنية تابعة للنظام، أُلصقت التهمة بفصيل شيخ الكرامة المنشقة عن حركة رجال الكرامة والتي يقودها وسام العيد ومعه نجل شيخ الكرامة الشهيد وحيد البلعوس، مصورين العملية كانتقام لاغتيال ناصيف.
اشتد التحريض على قائد الفصيل وسام العيد المعروف بعدائه الشديد لقوات النظام ولتواجد عناصر حزب الله وإيران في المحافظة فقد كان يقف لهم شوكة في حلوقهم ضد أي تواجد أو أي تمدد لهم في السويداء، حيث استطاع الفصيل بقيادته من طرد عدة ميليشيات أجنبية من المدينة خلال العام الفائت.
اغتيل وسام العيد صبيحة الثالث من أيار، انتفضت قوات شيخ الكرامة لتكتشف خيانة ثلاثة من عناصرها وضلوعهم بالاغتيال ليتم إعدامهم لثبوت تعاملهم مع الجهات الأمنية وحزب الله.
ظن من يقف خلف هذا الاغتيال بأن انهيار فصيل شيخ الكرامة بات وشيكاً بعد هذه الخسارة والخيانات، لكن الفصيل عاد للتماسك ووجه ضربة قوية لتياري الناصر والملحم معاً، حيث أعلن بعد الاغتيال بأيام عن انضمام 22 شاباً جديداً إليه، الأمر الذي لم يرق لمن يعمل على إنهاء حركات المقاومة في السويداء لتستيقظ المحافظة منذ أيام على حرائق حقول القمح والمحاصيل الأخرى بهدف تجويع المحافظة، وتركيعها كي تخضع لما يريده النظام منها.
لكن الواضح من خلال سير الأحداث خلال السنوات الماضية أن فصائل السويداء تزداد شعبيتها بعد كل حادثة، فبحسب استبيان نشرته شبكة السويداء 24 بلغت شعبية حركة الكرامة 68% في استطلاع عام شارك به حوالي 220 ألف مواطن في مطلع عام 2018، بينما تشير الأرقام اليوم إلى ارتفاع النسبة إلى ما يزيد عن 80% مع ازدياد أعداد المنضمين إليها إلى المئات.
حركة الكرامة كانت حاضرة دائماً في جميع المعارك التي تعرضت لها السويداء، وكانت حاضرة أيضا في الأيام الماضية في مساعدة الأهالي بإخماد الحرائق التي تعرضت لها مساحات كبيرة ومناطق متعددة من المحافظة.
وأخيراً فإن جميع محاولات إذلال السويداء من أجل إقحامها في الدم السوري ونزع سلاح كرامتها هي محاولات فاشلة ويعلم النظام ذلك جيداً، فأهالي السويداء متوافقون مع نهج الحركة الذي أسسه شيخ الكرامة الشهيد أبو فهد وحيد البلعوس حين قال :"دم السوري على السوري حرام ولا يمكن تسليم سلاحنا ما دام الوطن تحكمه عصابة".
ويبقى السؤال ما الذي ينوي النظام تنفيذه في السويداء بعد فشل جميع محاولاته، هل ستقع المحافظة تحت حصار محكم يحطمها اقتصادياً بعد حريق المحاصيل، أم غزوة داعشية جديدة بشكل أكبر؟
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية